مسارح الارواح/ بقلم: سبيل اسعد حمود على العرب

كل العرب
نُشر: 01/01 12:44,  حُتلن: 12:46

بيسان فتاة صبية تبلغ 23 ربيعًا مهابة حسناء طيبة القلب الى ابعد حد مفعمه بسحر الهدوء نحاسية البشرة لكنها للاسف عاثرة الحظ لانها فتاة مطلقة من رجل يراوده او بالاحرى يسكنه الشر قلبه جحود، ثري يظن نفسه محترم وسبب طلاقها منه لانه كان يضربها ضربًا مبرحًا لذلك اوضبت اغراضها وهاجرت الى بلاد الحياة والسعادة حتى اصبحت معتوقة.

في الساعة الخامسة صباحًا، الهدوء يملأ تجاويف المنطقة لا صوت في الخارج ينادي والامان يدنو على ضفاف المنطقة كان الفجر قد بزغ والشمس اخذت تختال وتتبخر في كبد السماء لتعلن عن ولادة يوم جديد في تلك اللحظة سُمعت طرقات على باب بيت بيسان فقفزت من مكانها لتفتح الباب لكنها كانت مترددة ان تفتح فمن سيأتي في هذا الوقت سألت قائلةً : من، من انت؟؟
لكن ما من جواب يطمأنها ففتحت الباب ونظراتها محدقة إلى الأمام فجأة وإذا بها امرأة تحمل بين ذراعيها طفل رضيع ثم قالت: ارجوكي يا سيدتي استجير اليك، انا امرأة يملاني فقر مدقع ساعديني بقيت مع طفلي من دون مسكن انا شديدة الفاقة.

شعرت بيسان أنها تتمزق إربًا إربًا على حالة تلك المرأة المسكينة واحست بعاصفة قوية عاصفة الشفقة قد دمرتها من الداخل وكل ابتساماها اجلتها حزنًا على المرأة وبدأ جار الضلوع يخفق بشدة عندها قالت بيسان : تفضلي ادخلي الى البيت. دخلت المرأة الى البيت وفي عينيها نظرات خالسة وحاقدة وقالت: ارجوك اريد أن اعمل عندك خادمة. اجابت بيسان: حسنًا تبدين بحاجة الى عمل فلتبدئي اليوم، وشكرتها المرأة شكرًا جزيلًا.

بعد اسبوعين ذهبت بيسان إلى غرفة المرأة الخادمة لأنها تروم منها أن تنظف المخزن وبينما كانت تفتح باب الغرفة سمعتها تتحدث مع شخصٍ وكانت تقول له: نعم يا سيدي سامي ان طليقتك صدقتني وهي في احسن حال الم اقل لك بإمكاني خداعها. عندما سمعت بيسان حديث الخادمة ادركت ان ذاك الرجل هو طليقها وقد بعث المرأة للتجسس عليها فدخلت الى غرفة الخادمة والعبرات تنهمر من مقلتيها وقالت: تسكنين في مضجعي جاسوسة علي يا لك من كاذبة اوضبي اغراضك وارحلي من بيتي ، لكن بيسان لم تعطيها اي فرصة للحديث لذلك اوضبت اغراضها ورحلت.

لكن بيسان ادركت ان طيبة قلبها الزائدة اوصلتها الى هذا الدرب فالحقد والخيانة تظهر اعماق الروح والذئاب تفترس النعجة في ظلمة الليل ولكن آثار دمائها تبقى على حصباء الوادي حتى يجئ الفجر وتطلع الشمس ومن خان الناس لن يجد سند يسند عليه يوم وفاته وسيشعر بالوحدة والندم والبرد حتى وهو ميت.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة