شيمعون بيريس:
المفاوضات انتهت بشكل تام، ولكنه بالنسبة لاسرائيل لا يمكن حمل بندقيتين، بندقية واحدة لمكافحة الارهاب وبندقية ثانية للمحاربة باسم الارهاب، ولا يمكن الحديث عن السلام بينما تتواجد في الجانب الثاني صواريخ حماس في غزة
وبشكل أساسي لا يمكن التحدث مع حماس الا اذا وافقت على شروط الرباعي الدولي، لقد آن الأوان كي يفعلوا ذلك، لا يوجد أي مبرر لحيازة الصواريخ ضدنا ونحن خارج قطاع غزة
السلام سيتحقق لأن الرؤية تحققت بشكل جزئي واتذكر الأيام التي قالوا فيها انه لا توجد أي فرصة لتحقيق السلام مع مصر والأردن وقد تحقق السلام معهما وكان لي دور في ذلك لم يتحقق كل شيء كما اردت، ولكن بالتأكيد ليس كما توقع غيري.
كشف الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، في مقابلة صحافية أن" رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، منع قبل ثلاث سنوات التوقيع على اتفاق توصل اليه مع الرئيس الفلسطيني ابو مازن بعد مفاوضات سرية استغرقت تسعة أِشهر، بتنسيق مع نتانياهو.
وقال بيريس إنه أجرى المفاوضات مع أبو مازن في لندن والأردن "وكانت لقاءات مكثفة تم خلالها تحقيق تقدم ملموس. وكان من المفروض في حينه ان يسافر الى عمان لتلخيص المفاوضات وتحقيق انطلاقة، وكان ابو مازن ينتظره في القصر الملكي كي يتم التوقيع على الاتفاق، ولكن قبل ساعة من سفر بيريس الى عمان اتصل به رئيس الحكومة نتانياهو وطلب منه تأجيل ذلك الى عدة أيام".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يعتبر ذلك التأجيل مصيريا، قال بيريس: "لا يمكن معرفة كيف كانت ستتطور الأمور، ربما كان يجب عمل شيء لم يتم عمله، وربما فكر نتانياهو أن هناك فرصة أخرى. أما أنا فاعتقدت انه يجب وضع نقطة وانهاء الموضوع. لقد قلت له كل ذلك. وانا لا انتقد نتانياهو، فهو رئيس الحكومة ويملك حق التصرف حسب رأيه، كما املك حق الادلاء برأيي".
أزمة المفاوضات
وتحدث بيريس في اللقاء عن أزمة المفاوضات الحالية، وقال انه "لا يعتبر المفاوضات انتهت بشكل تام، ولكنه بالنسبة لاسرائيل لا يمكن حمل بندقيتين، بندقية واحدة لمكافحة الارهاب وبندقية ثانية للمحاربة باسم الارهاب، ولا يمكن الحديث عن السلام بينما تتواجد في الجانب الثاني صواريخ حماس في غزة، وبشكل أساسي لا يمكن التحدث مع حماس الا اذا وافقت على شروط الرباعي الدولي، لقد آن الأوان كي يفعلوا ذلك، لا يوجد أي مبرر لحيازة الصواريخ ضدنا ونحن خارج قطاع غزة". ورفض بيريس الرد على تساؤل حول ما اذا كانت اسرائيل قد ساهمت ايضا بفشل المفاوضات بسبب ما راكمته من مصاعب كالبناء في المستوطنات ومطالبة الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة قومية لليهود، وقال: "ليس هذا هو الوقت لمناقشة ذلك، وانما يجب التفكير الان كيف يتم التغلب على المصاعب. حكومة اسرائيل هي التي تحدد السياسة ورئيس الحكومة يقول بشكل واضح ان حكومته ستكبح بناء مستوطنات جديدة. احد الامور التي ادت الى فشل المفاوضات كان علانيتها. يجب اجراء المفاوضات السياسية في اكثر ما يمكن من السرية كما فعلنا مع المصريين والأردنيين. هنا حدث كل شيء عبر العناوين، والمشكلة هي ان القادة يعتقدون أنه حين لا يجري الحديث عن ذلك في الصحف فان المفاوضات ليست قائمة، وعندما يتم الانشغال في الجدال العلني يتوجه كل طرف الى شعبه بدل التوجه الى الطرف الآخر". وادعى بيريس انه حاول خلال مسيرته بذل أكثر ما يمكن من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين، واعتبر تفويت اتفاق لندن الذي عرقله يتسحاق شمير في حينه "أكبر تضييع للفرصة"، لكنه يقول انه "لا يمكنه تجاهل وجود آراء اخرى لدى الشعب وانه ليس دكتاتورا". وأضاف: "لو توفرت لدي كل الصلاحيات لكنت قد فعلت ذلك، ولكننا في حينه لم نكن دولة ديموقراطية". ورأى بيريس انه "يمكن تحقيق السلام" في حياته، ولا يشكك بأن "السلام سيتحقق لأن الرؤية تحققت بشكل جزئي". وقال: "اتذكر الأيام التي قالوا فيها انه لا توجد أي فرصة لتحقيق السلام مع مصر والأردن، وقد تحقق السلام معهما، وكان لي دور في ذلك. لم يتحقق كل شيء كما اردت، ولكن بالتأكيد ليس كما توقع غيري. وبالذات عندما فكر آخرون بأنه يجب تحقيق السلام مع سورية، قلت أنا انه يجب ان يتم قبل ذلك تحقيق السلام مع الأردن".
ضدّ ضرب ايران
وتحدث بيريس عن انشاء المفاعل النووي في اسرائيل، وكيف استهتروا بالفكرة عندما عرضها على معهد فايتسمان. وقال انه توجه بعدها الى معهد التخنيون في حيفا واختار عدة طلاب كانوا في السنة الأخيرة من دراستهم وسافر معهم لدورة استكمال في فرنسا. واضاف انه "فهم محفزات الردع الكامنة في هذا المفاعل بعد حرب 1973، فقد سمع من يغئال يدين انه تحدث مع السادات، وان السادات قال له إن مصر تخوفت من التقدم نحو منتصف سيناء خشية قيام اسرائيل باستخدام المفاعل".
وبالنسبة لموقفه الرافض لمهاجمة ايران، قال بيريس: "من يهاجم عليه ان يسأل نفسه عما سيحدث بعد ذلك. لنقل انه سيتم مهاجمة كل المنشآت ويتم تأجيل المشروع النووي الايراني لمدة عام او عامين، فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ هل سنبقي على الجيش في ايران؟ هل يتقبل الوعي ذلك؟ ولذلك من المفضل منع توصل ايران الى السلاح النووي على مهاجمتها".