هذه الموجات المتلاطمة من الغلاء التي بدأت تغمر العالم من اقصاه الى اقصاه , هل تضيء امامنا الضوء الاحمر ؟
هل تدفعنا لرسم حياتنا بخطى محسوبة لنضمن لانفسنا ولأبنائنا حياة حرة كريمة؟
باختصار, هل تهيب بنا بأن نغير اتجاه اساليب حياتنا ونسير في الضوء الاخضر لنعيش في امن وامان ؟
انظروا الى دقة وروعة الارشاد الاقتصادي في القرآن الكريم حيث يقول:
"ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"
"ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً"
لو سرنا على نورهذه الارشادات الرائعة لما خربت بيوت ولما جاعت عائلات ولما عصفت بالمجتمعات ازمات اقتصادية خانقة !
ولكن التبذير والاسراف يطغى على كل شريحة من شرائح المجتمع !
الغني يبذر لأنه يملك الامكانيات, والفقير يسرف لأنه يريد تقليد الآخرين حتى لو استدان والكل يتصرف بفوضى اقتصادية لا تعرف الحدود او القيود!
اذن , ما العمل وكيف نعود الى المسار الصحيح؟
تعالوا بنا نأخذ بعض العناصر الاساسية في حياتنا اليومية التي لو تعاملنا معها بحكمة وذكاء لوفرنا كل شهر مبلغاً معيناً من المال يكون في نهاية العام مبلغاً لا بأس به يعيننا على قطع مشوار الحياة:
الكهرباء : كثير من الناس يتركون غرف البيت مضاءة وكذلك غرف المنافع او المصابيح الموجودة فوق سطوح البيوت, فماذا يضر لو اطفأناها عندما لا تكون حاجة لذلك ؟ كما ان البعض يتركون عدداً من مصابيح حديقة البيت مضاءة طيلة الليل ربما ليرى الأخرون حديقتهم وجمالها دون الاخذ بعين الاعتبار تكلفة ذلك !!
- كثير من ربات البيوت تشغل ماكنات الغسيل يومياً لغسل كمية بسيطة من الملابس
- ان ذلك ينطبق على كي الملابس والمكنسة الكهربائية ومنظف الاواني وباقي الادوات الكهربائية الاخرى
- اذا جريتم ولو لمرة واحدة وغيرتم طريقة سلوككم في هذا المجال لوجدتم في فاتورة حساب الكهرباء مفاجأة ليست بسيطة , والرابح هو انتم
البنزين: هذه المادة التي يرتفع سعرها يوماً بعد يوم, وليس بعيداً ذلك الوقت الذي سيصل فيه برميل النفط الى 200 دولار , هذه المادة خير وبركة وهي تساعدنا على تسيير شؤون الحياة, ولكن كم لتراً من البنزين يحرقها بعض الشباب للعربدة على الطرق وفي الشوارع العامة وكم يكلف ذلك ؟ انها عادات سيئة لا فائدة منها فابتعدوا عنها لتجدوا ان الرابح في النهاية هو انتم !
الماء: اصل الحياة ولا حياة لشيء بدونه , والامر المقلق ان كميات الامطار تتناقص عاماً بعد عام كما ان هذا الخطر لا يمنع بعض ربات البيوت من فتح انبوب المياه (كشكا) وصرف كميات كبيرة من الماء لتنظيف مساحة صغيرة في البيت او في الساحة, بينما بامكانها المحافظة على بيت كامل النظافة باستعمال كميات اقل من ذلك بكثير ! غيروا هذه العادة لتتأكدوا ان الرابح هو انتم !
الارز , الخبز , اللحم, الزيت والطعام بشكل عام:
كأننا لم نسمع بأن "العز عاد للرز" وعاد اليه اعتباره وارتفعت اسعاره
كأننا لم نسمع بارتفاع اسعار كافة المواد الغذائية الاساسية, والا فلماذا نحن مستمرون في اعداد كميات هائلة من الطعام الذي يضم هذه المواد خاصة في الاعراس والمناسبات وحتى في البيوت , وفي النهاية نلقي بقسم كبير منها في سلال القمامة كل يوم ؟ لماذا ؟ لتكاثر الجرذان وانتشار المكاره الصحية المختلفة؟ اليس هذا تبذيراً وبطراً بنعمة الله علينا؟ هل نتمادى في هذا التصرف حتى زوال النعم ؟!!
هذه بعض النماذج فقط, ومثلها في حياتنا الكثير الكثير !
فتعالوا نتصرف بصورة افضل لنجد في النهاية اننا كلنا رابحون !
خلاصة القول اننا لو استعملنا الوسطية في ممارسة ! اساليب حياتنا دون شح او تبذير
هذه بعض الجوانب التي لو مارسناها بالشكل الصحيح لربحنا ليس فقط العشرات او المئات بل الآلاف من الشواقل وغيرنا اسلوب حياتنا نحو الافضل اقتصادياً واجتماعياً بل وحتى سلوكياً واخلاقياً