أبرز ما جاء في البيان:
هكذا هو الاحتلال يُعمل أدواته في تهويد المواقع الاثرية الاسلامية والعربية في القدس يهدمها ويطمسها ويزيف الحقائق ويحوّلها الى حدائق تلمودية ومراقص ليلية لكن بالرغم من كل ذلك فإن القدس ستظل إسلامية عربية ولن تذعن يوماً ليد الجلاد الذي يحاول تهويدها وسلخها عن تاريخها وحضارتها
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن مؤسسة الأقصى، جاء فيه ما يلي: "بارك الله في المسجد الأقصى وما حوله ، فتعددت مظاهر هذه البَرَكة، ومنها بركة مائها ، وبركة بساتينها وأشجارها، زيتونها وعنبها، وهوائها الذي وُصف بأنه يشفي العليل ، ولذلك كانت القدس جاذبة لعشاقها ، من بداية العصر الكنعاني الأول، وإنتهاء بالعصور الاسلامية المتعاقبة. لطيفة، جميلة ، هي القدس ، وأروع ما فيها القدس القديمة، وتاج زينتها المسجد الأقصى، وتاج تاجها قبة الصخرة، لكن الحياة في القدس، كباقي العالم لا يمكن أن تستقيم بدون الماء ، فهو سر الحياة.. لكن منابع المياه ومصادرها في القدس قليلة، ولذلك بنيت البرك والسدود والجسور المائية منذ قديم الزمان ، أشهرها بركة ماميلا، ومن ثم بركة السلطان سليمان القانوني من الجهة الغربية لأسوار القدس، قريباً من باب الخليل التاريخي" كما جاء في البيان.
وتابع البيان "هذه المنطقة التي تسمى بجورة العناب، بني في بركة مياه قديمة، لكن المماليك اهتموا بها كثيراً فبنوا بها جسرا ينقل المياه، وازدهرت المنطقة في عصر سليمان القانوني، فزاد بها البناء، وجعل عندها سبيلاً ، وكانت البركة وما حولها مصدراً هاماً يسقي سكان القدس القديمة، ويمد المسجد الأقصى ووافديه بماء الشرب والوضوء. هذه المنطقة الاسلامية العربية العريقة، تتحدث عن تاريخ إسلامي عربي عريق ، وهي حاضنة القدس والمسجد الأقصى، تجمع عندها المسافرون او مروا منها، أو اجتمعوا يتناقلون البضائع وجعلوا جزءا منها سوقا للأغنام في بعض مواسم العام ، قبل ان تسقط بيد الاحتلال. ولأنها كذلك، ولأن بها شواهد التاريخ وروابط الانتماء ، سلّط الاحتلال عليها سياط التهويد ، ولكن هذه المرة بأسلوب خادع مكّار، فاستعمل أسلوب نوافير المياه المشغلة على خلفيات ضوئية ساحرة، وأصوات موسيقية هادئة ، يدعي بأنها منطقة أثرية تعود الى فترة الهيكل الثاني المزعوم" كما جاء في البيان.
تغييرات جذرية
وأضاف البيان "وإن كانت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" تتابع بدقة التغيرات الجذرية في المنطقة المذكورة، فقد زار طاقمها الموقع في زيارة ميدانية تفقدية مؤخراً ، ووجدت المؤسسة أن الاحتلال قد هوّد المنطقة بأكملها ، بحيث باتت المنطقة متنزها سياحياً وجزءاً من الحديقة التلمودية التي تحيط بالقدس القديمة والمسجد الأقصى، ويسمّيها الاحتلال "حديقة طيدي"- رئيس بلدية الاحتلال في القدس لعشرات السنين - .حديقة ونافورة وحفلات موسيقة راقصة: ليس بعيداً عن باب الخليل – أحد أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة- من الجهة الغربية ، وباتجاه شارع الخليل- بيت لحم، وعبر درجات قليلة تدخل الى مطلع منطقة جورة العناب ، وهناك وعلى مساحة سبعة دونمات ، بنى الاحتلال الاسرائيلي واذرعه التنفيذية حديقة عامة وأطلق أسم "حديقة طيدي" عليها، وهو "طيدي قولق" – رئيس البلدية العبرية في القدس لعشرات السنين، وبدلاً من أن ترى فيها شجر التين والعنب، ترى مسالك حجرية ، ومسارات وأرصفة، ومساحات واسعة من العشب الأخضر، وفي وسط ذلك يوجد قنوات مائية ، وبركة مياه صغيرة، يتجمع حولها عدد من الاسر اليهودية. وفي وسط الموقع نافورة مياه عملاقة ، هي عبارة عن أرض مستوية، وضع فيها فتحات ومضخات مائية ، عددها 256 مضخة ، يلازمها 1500 مشعل ضوئي، ويلازمها صوت موسيقي ، تشغل أحياناً بالنهار، لكنها أيضا تشغل بالليل ، وعند تشغيلها بعدد من الدورات المختلفة، تكوّن نافورة مياه عملاقة ، تجذب كل ناظر ، وتنسيه في هذه الغمرة أن الموقع بالحقيقة موقع اسلامي عريق. وليس بعيدا عن هذه النافورة تجد بناء اثريا هو عبارة عن جزء من جسر مائي مملوكي ، يدعي الاحتلال أنه بقايا بناء من فترة الهيكل الثاني المزعوم ،وفي الجهة المقابلة نحتت رسومات وصور تتحدث عن مراحل حياة "طيدي قولق" المعروف بمشاريعه الضخمة لتهويد القدس ، ومنها مشروع الحفريات أسفل المسجد الأقصى ومحيطه ، ومشاريع الاستيطان وغيرها . وفي منتهى جورة العناب حيث بركة السلطان سليمان القانوني ( طولها 170 متراً، عرضها 67 متراً وعمقها 10 أمتار) ، فقد حول الاحتلال الموقع بأكمله الى قاعة مفتوحة كبيرة ، نصب فيها الكراسي والمنصات ، وينظم فيها خلال أيام السنة الحفلات الموسيقية الصاخبة والراقصة، التي تنافي حضارة المكان الاسلامية والعربية".
تهويد المواقع الأثرية الإسلامية والعربية
واختتم البيان "هذا، وتقول "مؤسسة الأقصى": "هكذا هو الاحتلال يُعمل أدواته في تهويد المواقع الاثرية الاسلامية والعربية في القدس ، يهدمها ، يطمسها، يزيف الحقائق، ويحوّلها الى حدائق تلمودية ومراقص ليلية ، لكن بالرغم من كل ذلك، فإن القدس ستظل إسلامية عربية ، ولن تذعن يوماً ليد الجلاد الذي يحاول تهويدها وسلخها عن تاريخها وحضارتها ، ويبقى السؤال: الى متى ، ومن سيرفع عنها هذا الذل والهوان ، ويُرجع لها طهاراتها وكرامتها ؟!!" بحسب ما جاء في البيان.