عزيزتي الأم:
إستغلي مناسبات كعيد الأم وأعياد الميلاد لمشاركتك تنظيم ما يسعد الأجداد كحفلة أو إعداد كعكة أو شراء هدية
فكري مع صغيرك كيف يمكن أن ندخل الفرحة على جدو ونينا وكيف يمكن أن نسعدهم
تعتمد التربية على القدوة ويرتكز غرس السلوكيات القويمة على التعليم والتدريب بالمشاهدة والقدوة والتقليد ثم بالمشاركة أيضًا. وقد حثت كل الأديان السماوية بل غيرها أيضًا على أهمية بر الوالدين والاعتراف بفضلهما والرفق بهما في الكبر، وهي عادات وسلوكيات لا تكتسب بين يوم وليلة فلا يكبر الابن فجأة ليصبح ناضجًا ويجد أبواه قد كبرا في السن فيصبح جيدًا معهما وإنما هي عادات وسلوكيات يتربى عليها الابن على مدار سنوات متتالية ووفق علاقته مع أبيه وأمه خلال حياته كلها. والحقيقة أن أفضل وسائل التربية هي القدوة والتي تأتي في مرحلتين:
صورة توضيحية
الأولى المشاهدة والثانية المشاركة
هناك عبارة رائعة يقال أن من قالها هو كونفشيوس الفيلسوف الصيني العظيم ويقال أنه بنجامين فرانكلين هو صاحبها:
Tell me, I’ll forget
Show me, I’ll remember
Involve me, I’ll understand
"أخبرني وسوف أنسى ..أرني وقد أتذكر ..أشركني وسوف أفهم".
إنها ملخص الأمر فربما لو أخبرتِ ابنك عن أهمية بر الوالدين مرارًا وتكرارًا دون أن يرى منك برًا لأبويك ومن زوجك لأبويه فقد ينسى أو يتجاهل، وإن رأى فقد يطبق ويقلد هذا وقد لا يفعل بينما لو أشركتيه معك فسوف يعي ويفهم ويستمر على ما سيعتاد عليه.
نصائح تربوية
إعتادي على مخاطبة أبويك وحمويك وكذلك زوجك بأدب وبصوت خفيض ولا تعتادي على علو الصوت في وجودهم.
إحترميهم في الكلام والطريقة والمعاملة.
نفذي طلباتهم وأوامرهم واعملي على راحتهم بما لا ينفي قوة شخصيتك واستقلالك.
إعتادي على تقبيل أيادهم أمام صغيرك واطلبي منه ذلك.
إروي له قصصًا واشتري له كتبًا عن بر الأبوين والأجداد.
إستغلي مناسبات كعيد الأم وأعياد الميلاد لمشاركتك تنظيم ما يسعد الأجداد كحفلة أو إعداد كعكة أو شراء هدية.
فكري مع صغيرك كيف يمكن أن ندخل الفرحة على جدو ونينا وكيف يمكن أن نسعدهم.
تواصلي معهم على الدوام هاتفيًا إن كان منزلك بعيدًا عنهم واذهبي لزيارتهم في مواعيد ثابتة.
إن كنت تسكنين في نفس البناية فحاولي أن تجعلي صغيرك يعتاد على المرور عليهم وتقبيل أيادهم يوميًا.
حاولي ترتيب برامج تجمع بين الأجداد والأحفاد كنزهة قصيرة أو حفظ نشيد في المدرسة أو الذهاب للسينما أو الغداء معًا.
*كل هذه الأمور تزيد الارتباط وتجعل الصغير يعي أهمية الأجداد في حياة الأسرة، ويكبر الصغير ليصبح شابًا يفهم معنى بر والديه ورعاية شيخوختهما ويطلب ذلك من زوجته وأبنائه. أنت تقدمين اليوم ما ستجنينه غدًا.
تقول نسرين إخصائية تحاليل: "عندما تزوجت كنت أتعجب من ارتباط أسرة زوجي كلها بالجدة الكبرى وشاهدت بنفسي كيف تفانت الحفيدتان أختيّ زوجي في رعايتها أثناء مرضها وكيف بكى الجميع عند وفاتها برغم تقدمها الكبير في العمر. وفهمت كيف كان هذا البر صادقًا وخالصًا من القلب إذ كان الأب يرعاها على الدوام ويطلب من أبنائه ذلك وكانت هي أيضًا شديدة العطاء عليهم وشديدة الحنان، ولم تتبرم أمهم أبدًا من ذلك بل كانت ابنة لها لم تلدها".