مصادر:
الاتفاق الجاهز بين الدولتين لا يتطرّق لا من بعيد ولا من قريب لأيّ تغيير بشأن الحصار الإسرائيليّ لقطاع غزة
الاتفاق يتضمن أيضًا حزمة تعويضات مبلغها 20 مليون دولار لأسر الأتراك التسعة الذين لقوا حتفهم على متن سفينة (مافي مرمرة) المتوجهة إلى غزة في مايو 2010 أثناء غارة كوماندوز إسرائيلية لإيقاف السفينة
كشف موقع (The Times of Israel) الخميس، نقلاً عن مصادر مقربّة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، كشف النقاب عن أنّ الصفقة لإنهاء الخلاف المستمّر منذ أربع سنوات بين تركيّا واسرائيل بات وشيكًا جدًا، وشدّدّت المصادر على أنّه من الممكن جدًا أنْ يقوم نتنياهو بالتوقيع عليه لدى عودته من زيارة لليابان نهاية الأسبوع الجاري.
نتنياهو
ووفقًا للمصادر عينها، فإنّ تل أبيب وأنقرة تتفقان على جميع المسائل المعلقة التي اعترضت حتى الآن اتفاقًا لإعادة العلاقات الثنائية بشكلٍ كاملٍ إلى مكانتها قبل عملية القرصنة الإسرائيليّة في الـ31 من شهر أيار (مايو) من العام 2010 عندما اعترض سلاح البحريّة الإسرائيليّ سفينة (مافي مرمرة)، التي كانت متجهة إلى غزّة لكسر الحصار، وأكدّت المصادر على أنّ الاتفاق بين الدولتين بات جاهزًا وينتظر توقيع الاتفاق النهائيّ من قبل رئيس الوزراء الإسرائيليّ لإخراجه إلى حيّز التنفيذ، على حدّ قول المصادر عينها. وساق الموقع قائلاً، اعتمادًا على نفس المصادر، إنّ الخطوة الأولى في إجراء المصالحة التدريجية سيكون تبادل السفراء بشكلٍ فوريّ، علمًا أنّ السفير الإسرائيليّ طُرد من تركيّا قبل أربع سنوات،فيما قامت تل أبيب بإعادة سفيرها من أنقرة، كرد فعلٍ على الخطوة التركيّة.
علاوة على ذلك، كشفت المصادر في تل أبيب، كما أفاد الموقع، أنّ الاتفاق يتضمن أيضًا حزمة تعويضات مبلغها 20 مليون دولار لأسر الأتراك التسعة الذين لقوا حتفهم على متن سفينة (مافي مرمرة) المتوجهة إلى غزة في مايو 2010 أثناء غارة كوماندوز إسرائيلية لإيقاف السفينة.
مع ذلك، شدّدّت المصادر، على أنّ الاتفاق الجاهز بين الدولتين، لا يتطرّق لا من بعيد ولا من قريب لأيّ تغيير بشأن الحصار الإسرائيليّ لقطاع غزة، وفقًا للمصدر السياسيّ في تل أبيب، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب الطابع الحسّاس للقضية، علمًا أنّ رئيس الوزراء التركيّ، رجب طيّب أردوغان، أصرّ مرارًا وتكرارًا على أنّ رفع الحصار هو شرط أساسيّ ويجب أن يتحقق قبل إعادة تطبيع العلاقات. ,وفي هذا السياق، قال المصدر الإسرائيليّ للموقع العبريّ إنّ الأتراك يسعون للتوقيع على الاتفاق بسرعة أكبر من الإسرائيليين، مضيفًا أنّ حكومة رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان ستكون مستعدة لإرسال سفيرها إلى تل أبيب بعد يوم واحد من توقيع الاتفاق مع الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
وأكدّ أيضًا على أنّه بشكلٍ عامٍ فإنّ تركيا مهتمة في استعادة العلاقات مع إسرائيل، ويريدون ذلك بسرعة، قال المصدر. علاوة على ما ذُكر أنفًا، كشفت مصادر إسرائيليّة أن الطاقم الاجتماعيّ الاقتصاديّ الإسرائيليّ اتخذ مؤخرًا قرارا أبقاه طيّ الكتمان الشديد يتّم بموجبه رفع عدد عمال البناء الأتراك في إسرائيل من 800 إلى 1200 عامل. فيما وافقت تركيا على السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالهبوط في المطارات التركية وعلى متنها رجال أمن إسرائيليين بسلاحهم.
أردوغان
وحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) فإنّ تشغيل العمال الأتراك في إسرائيل يندرج في إطار تسوية لتبادل المشتريات بين الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة والحكومة التركيّة، ويرتبط بصفقة سبق أن أبرمتها الحكومة التركيّة مع الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة، تقوم بموجبها الأخيرة بأعمال صيانة وتحسين لـ170 دبابة تركية. في السياق ذاته، تشهد العلاقات التركيّة الإسرائيليّة انتعاشًا تدريجيًا، تتجلّى بعض مظاهره في قرب الاتفاق على التعويضات الخاصة بضحايا سفينة مرمرة، والمضي في تنفيذ وتطوير اتفاقيات عسكرية واقتصادية سابقة موقعة بين الجانبين.
ويرى محللون أنّ جملة ملفات تخص الجانبين، ساعدت في دفع العلاقات بين الطرفين قدمًا، مؤكدين أنّ العلاقة بينهما ظلت قويّة، اقتصاديًا على الأقل، حتى في خضم الأزمة التي تبعت مهاجمة إسرائيل سفينة كسر الحصار في المياه الدوليّة، ووفق مصدر وصفته الإذاعة الإسرائيليّة بأنّه رفيع المستوى فإنّ تل أبيب وأنقرة اقتربتا من التوصل إلى اتفاق بشأن تعويض عائلات الضحايا الأتراك التسعة، الذين قتلوا في أحداث مرمرة عام 2010، مضيفًا أنّ تركيا أبدت خلال اجتماع عقد بين الجانبين في إسطنبول قبل أسبوعين مرونة تمثلت في خفض مبلغ التعويض، على حدّ قوله.