سأطرح أمامكم أيها القُراء الأعزاء ، موضوعًا أضحى اليوم في مجتمعنا داء ، وحان الوقتُ أن نبحثَ له عن دواء – إنه موضوع " الاخوة الأعداء"...
كان الاخوةُ في الزمانِ الغابرِ سُعداء ، والروابط الاسرية متينة متماسكة أساسها الصفاء والوفاء . عاش الاخوةُ فيما بينهم حياة عكست النقاء ، ناموا في غرفة واحدة تحت سقف واحد من الالفة والهناء ، فسارع الأخُ لمد يد المساعدة
لإخوته دون طلب أو رجاء . كان الانسجامُ تامًا بين الأبِ والأمِ في تربية الأبناء ، فأغدقوا عليهم في الحنان دون تمييز وتفرقة وتوزع الحُبّ على حدِ سواء ، فانعكس هذا الحبّ في البيت في كل فناء ، لأن جذوره متأصلة في القلوب والأحشاء.
واليوم ؟! تغلغل البُغض والحسد في القلوب وزاد الجفاء ، وأصبح الأخوة قلبًا وقالبًا أعداء . أصبحت القسوةُ والعداوة ميزة عصرنا ، فتحولت الحياة إلى عناء.
أبحثُ عن أسباب لهذه المصيبة ولهذا البلاء ، فأجدها عديدة وكثيرة - صعبة العدّ والإحصاء . أهمها يعود للأهل ، واسمحوا لي بهذا النقد البناء – فنحن نُكرّر جُمل قاتلة للمحبة وللأخوة ، بل تدل أحيانًا على حماقة وغباء : " لماذا لا تكون مثل اخيك في الفطنة والذكاء ؟ فهو أفضل منك ولا عجب بأنك تُعاني وهو ينعم بالنعمة والثراء !"
لقد تمادينا في التمييز بين أولادنا – فهذا لا نكترث له ولضيقه ، وذاك ننعم عليه بالعطاء ، فنزرع الحقد والكره في نفوس الأبناء ، لذا لا عجب أننا نعيش في بيت واحد دون سلام أو كلام أو نداء ، فتستمر القطيعة أيامًا وأشهر وسنوات ويعيش الاخوة فرقاء.
وللجانب الماديّ قسطٌ في هذه العداوة بين الأشقاء، حيث أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة وازدياد هذه النائبة وهذا الداء ، فقد أصبح كل شخص لا يكترث إلا لنفسه ولمصلحته الماديّة ، التي اضحت له نبراسًا وضياء ، ليصل الوضع أحيانًا إلى حدّ الجريمة أو المثول في أروقة المحاكم والقضاء ، فبالأمس خلاف على متر أرض واليوم خلاف على دار وبناء ، وغدًا صراع على إرث الاجداد والآباء...
ولا ننسى النميمة والفتنة التي تُشعلها بعض النساء، وتحريضهن على الاختلاف والقطيعة مُستعملات الحيلة والدهاء ، فتدفع بزوجها الى رفع يده في وجه أخيه وحتى إلى سفك الدماء، فتتشتت العائلة ويتفرق الاخوة ويتعادى الاحفاد بسبب كيد الزوجات والنساء.
تعالوا نُفرغ القلوب من شحنات الحقد والبغضاء ،
تعالوا نجعل الحوار ديدننا ونبني علاقة الاخوة على النقاش والاصغاء ،
تعالوا نتذكر حينما كُنا نجتمع على مائدة الغداء والعشاء ، ننتظر بعضنا البعض لنتشارك في هذه السويعة ونتقاسم الزاد والماء،
تعالوا نتذكر حينما كُنا ننام تحت قبة السماء ، نضحك ونفرح بالرغم من الفقر والعناء ، تعالوا نعود لنكون اخوة فقد شمت فينا الاعداء !!!!!!!!!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net