دراسة صادرة عن مركز بيغن السادات :
هناك أسبابًا لدى القيادة في إسرائيل للشعور بالارتياح، أحدها هو أنّ الموضوع الفلسطينيّ أصبح يتلقى اهتمامًا دوليًّا أقل بكثير منذ بدء الـ”ربيع العربيّ”
من الممكن أنْ يجلب نصر المتمردين نظامًا إسلاميًا معاديًا لإسرائيل ويضعهم في حديقتها الخلقية الخاصة لكن الأسد يشكل نوعية معروفة إنّه عدو معلن رسميًا يحكم من قصر
يبقى من الممكن أنْ تسمح المبادرات الدبلوماسية والإنسانية لإسرائيل بلعب دور بنّاء وكسب حلفاء جدد للمستقبل ومن الممكن أن يثبت الـ800 جريح سوري الذين عولجوا في إسرائيل أنّهم أفضل سفراء
قالت دراسة صادرة عن مركز بيغن السادات إنّ سيناء لم تكن التحدي الوحيد الذي واجهته إسرائيل، فقد خلقت زعزعة الاستقرار في الأردن، والتي جرى تجاهلها طويلاً، قلقًا متناميًا في تل أبيب، وتابعت أنّه في الأثناء، بدأ القتال في سوريّة في جذب انتباه تنظيمات جهادية عالمية، والتي تمكنت من تثبيت مواطئ أقدامها هناك بينما يهوي البلد في أتون الفوضى العارمة، وأوضحت أنّ اسرائيل راقبت هذه التطورات بقلق، ووجدت القيادة الإسرائيليّة نفسها في ورطة تتعمق باطراد أمام السؤال: مع صعود هذا العدد الكبير من المجموعات المسلحة، هل ما تزال الدول تشكل لاعبين مهمين وذوي صلة؟.
بالمقابل، قالت إنّ هناك أسبابًا لدى القيادة في إسرائيل للشعور بالارتياح، أحدها هو أنّ الموضوع الفلسطينيّ أصبح يتلقى اهتمامًا دوليًّا أقل بكثير منذ بدء الـ”ربيع العربيّ”. ولفتت الدراسة إلى أنّه من شأن سقوط نظام الأسد أن يخدم المصالح الإسرائيلية عبر زعزعة استقرار المحور الإيرانيّ الشيعيّ. ومن جهة أخرى، وعلى ضوء ضعف المعارضة السورية العلمانية، فإنّ من الممكن أنْ يجلب نصر المتمردين نظامًا إسلاميًا معاديًا لإسرائيل ويضعهم في حديقتها الخلقية الخاصة، موضحةً أنّ الأسد يشكل نوعية معروفة، إنّه عدو معلن رسميًا، يحكم من قصر، والذي يمكن الاتصال به، لكن التنظيمات المتمردة متعددة جدًا إلى درجة يستحيل معها قتالها أو التفاوض معها كما يتم في العادة مع الدول. ولفتت إلى أنّه مع تحوّل جنوبي الجولان ليكون ملاذًا استراتيجيًا للتنظيمات الإسلاميّة الراديكاليّة، تتعرّض إسرائيل راهنًا لضغط متزايد للاختيار بين محاولة إعادة قولبة المنطقة والتأثير فيها بشكل كبير، أوْ الانتظار ورؤية ما يحمله المستقبل. ويظهر تحليل التصرّفات الإسرائيليّة حتى الآن أنّه لم يتم التوصل إلى استنتاج بهذا الخصوص.
كسب حلفاء جدد
والمعروف أن إسرائيل لا تساعد الثوار في داخل سورية أو خارجها، ما يشي بأنها تفضل استمرار بقاء نظام الأسد، مختارة العدو الذي تعرفه. ومع ذلك، فإنّ رغبة إسرائيل في تأمل فكرة التدخل الدولي وتوسيع عمليتها الإنسانية، قد تشير إلى تغيير يلوح في الأفق. لقد حاولت إسرائيل جهدها حتى الآن إبقاء نفسها بعيدة عن الشرق الأوسط، وعن الصراع السوري على وجه التحديد، ولكن، في الأثناء، تبقى إسرائيل أسيرة دفاعها الخاص، ورؤيتها المستندة إلى الأمن، ولم تبدع في الانخراط الدبلوماسي أبدًا، خاصة في الشهور القليلة الماضية، بينما كان كامل الجسم الدبلوماسيّ الإسرائيليّ ينفذ إضراباً.
ومع ذلك، يبقى من الممكن أنْ تسمح المبادرات الدبلوماسية والإنسانية لإسرائيل بلعب دور بنّاء وكسب حلفاء جدد للمستقبل. ومن الممكن أن يثبت الـ800 جريح سوري الذين عولجوا في إسرائيل أنّهم أفضل سفراء. وخلُصت الدراسة إلى القول، أقدمت إسرائيل أيضًا على رسم خطوطها الحمراء الخاصة من خلال تنفيذ الضربات الجوية ضد الأهداف العسكرية السورية، لمنع نقل الأسلحة الإستراتيجية (خاصة من سورية إلى حزب الله) والتصدي للتهديد الماثل في تدفق الصراع السوري إلى الجولان، أو إلى داخل الأراضي الإسرائيليّة، على حدّ قولها.