المحامي سامي أبو وردة :
العامل توجه الى عمله في الأفران في حيفا وباشر العمل منذ الرابعة صباحا، حيث بدأ بتحميل أكياس الطحين وتحضير قطع الخشب لايقاد النار
العامل شعر بضيق في مجرى التنفس ولم يعد يحتمل البقاء داخل الفرن ونقل إلى مستشفى "بني تسيون"، وهناك أقر الأطباء أن العامل أصيب بانسداد في شريان القلب
البروفيسور شموئيل غوطليب:
الخباز الذي عانى من ضيق تنفس اضطر للخروج بين الحين والآخر من حالة الحرارة الى حالة البرد الشديد، وهكذا ظهرت لديه آلام في الصدر وتبين بعد ذلك في المستشفى أنه اصيب بانسداد في شريان القلب
تزامن الظروف في العمل، مثل الضغط والانكشاف للبرودة شكلا العامل الهام في الانسداد الذي حصل في قلب العامل. وبعد شهادة الخبير أعلن ممثل التأمين الوطني أمام المحكمة أنه يعترف بالحادث كـ" حادثة عمل"
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان جاء فيه: "من المتعارف عليه أن العمل في الفرن وبجانب التنور الملتهب ليس عملا هينا، لكن من غير المتعارف عليه أن يحظى عامل بالاعتراف القانوني لانسداد شريان القلب نتيجة العمل المضني في الفرن. هذا ما جرى لأحد العمال (ابن 35 سنة) بعدما رفع دعوى أمام محكمة العمل اللوائية في حيفا بواسطة المحامي سامي أبو وردة، ضد مؤسسة التأمين الوطني التي رفضت بداية الاعتراف للعامل باصابة العمل لكنها عادت وتراجعت عن موقفها".
المحامي سامي أبو وردة
أضاف البيان: "وتعود القصة إلى ما قبل العامين، يوم توجه العامل المذكور، إلى عمله باكرا في أحد الأيام، في أحد الأفران في حيفا وباشر العمل منذ الرابعة صباحا، حيث بدأ بتحميل أكياس الطحين وتحضير قطع الخشب لايقاد النار من أجل اعداد الخبز والكعك وغيره، وبعد ساعة شعر بضيق في مجرى التنفس، ولم يعد يحتمل البقاء داخل الفرن خاصة وأنه نسي في ذاك اليوم جهاز التنفس الذي يستعمله، فاضطر للخروج واستنشاق الهواء والعودة الى داخل الفرن وكرر ذلك عدة مرات في ظل جو بارد في الخارج. وعند السابعة لاحظ زميله في العمل أن العامل المقصود في حالة صحية غير سليمة وبدا شاحب الوجه، فاصطحبه إلى مستشفى "بني تسيون"، وهناك أقر الأطباء أن العامل أصيب بانسداد في شريان القلب نتيجة الوضع الذي تعرض له في العمل في ذاك اليوم. وتوجه العامل بواسطة المحامي سامي أبو وردة من حيفا، المختص في دعاوى الأضرار الجسدية والتأمين الوطني، الى محكمة العمل بعدما ردت مؤسسة التأمين الوطني الدعوى بحجة أن الحادث لا يتعلق بما يعرف كـ "شروط العمل"، انما من حقيقة أن العامل توفرت لديه عوامل الخطر مثل الوزن الزائد، تدخين النارجيلة وغيرها أدت للإصابة القلبية التي وقعت له" بحسب البيان.
اختتم البيان: "من ناحيته أكد البروفيسور شموئيل غوطليب، الذي عين كخبير من قبل المحكمة، أن أعباء العمل في ذلك اليوم في المخبز كان "شاذة"، وأن الخباز الذي عانى من ضيق تنفس اضطر للخروج بين الحين والآخر من حالة الحرارة الى حالة البرد الشديد، وهكذا ظهرت لديه آلام في الصدر وتبين بعد ذلك في المستشفى أنه اصيب بانسداد في شريان القلب، وحسب أقوال غوطليب فان تزامن الظروف في العمل، مثل الضغط والانكشاف للبرودة شكلا العامل الهام في الانسداد الذي حصل في قلب العامل. وبعد شهادة الخبير أعلن ممثل التأمين الوطني أمام المحكمة أنه يعترف بالحادث كـ" حادثة عمل"، ومنحت نائبة رئيس محكمة العمل في حيفا، القاضية إيتا كتسير هذا الاعتراف صلاحية قرار يقضي بحق الخباز برفع دعوى تحدد له درجة العطل في العمل. وعقب المحامي سامي أبو وردة على هذا القرار بالقول "ان هذا الحادث يثبت مجددا، أن شروط العمل وبيئة العمل تؤثران تأثيرا حاسما في صحة العامل، ولهذا كل من تأثر صحيا من شروط عمله من الضروري أن يعمل على إحقاق حقوقه بموجب القانون " الى هنا نص البيان.