الدكتور سهيل كامل كركبي:
كان موضوع الطب اكثر ما احببت منذ صغري لست ادري ما السبب ولكن كان هناك شيء يشدني دائماً الى هذا الموضوع وبكلمات اخرى عشقت الطب منذ الصغر
كنت طبيبا مجتهدا لذلك وفي سنة 1987 حصلت على منحه من المستشفى وسافرت الى مدينة دافوس في سويسرا هناك تعلمت أسس جراحة وتقييم الكسور في طرق جراحية جديدة بدأ تطويرها هناك
عملت في بريطانيا عام 1989 وعام 1992 في احد أحسن المراكز الطبية لزراعة المفاصل ولجراحة المنظار وهناك قمت بأبحاث كثيرة وطورت الكثير بالأخص في نطاق جراحة الكتف
في السنين الاخيرة أرى وعيا واضحا في وسطنا العربي في التوجه الى العلاجات المختلفة ومنها الجراحية المتطورة وهذا شيء لم أراه في سنين سابقة فلقد انفتح مجتمعنا وأصبح ملما وواعيا للتطورات الطبية
هناك إنطلاقة عظيمة عند أطبائنا العرب نحو التقدم فأصبح الأطباء يتوجهون لتخصصات مختلفة لكي يكونوا ظاهرين على خريطة التطور الطبي وقد استطاعوا الوصول الى مراكز عالية ومرموقة ولهم كل الاحترام
عملي يتطلب مجهودا كبيرا كما يتطلب أن تكون معظم الوقت خارج البيت ولا تتسنى لك الفرصة لقضاء الوقت الكافي مع العائلة ولكن هذا هو عملنا وعلى العائلة تفهم هذا الموضوع ولا توجد للأسف طريقة اخرى
منذ صغره أحب موضوع الطب فبنى علاقة قوية مع الإرادة والمثابرة من أجل النجاح، تقدم فيه خطوة بعد خطوة حتى أن وصل لمبتغاه، الدكتور سهيل كامل كركبي يشغل منصب مدير قسم جراحة الكتف بمستشفى رمبام في حيفا، ومُنح لقب "ميستر" الرفيع (Mister ) تقديرا لانجازاته في عالم جراحه العظام والمفاصل، وكان هذا التتويج في إحتفال مميز في الكلية الملكية البريطانية للجراحين في لندن قبل فترة وجيزة. يقول د.كركبي "لو عدنا الى الوراء عشرين مرة لكنت اخترت الموضوع نفسه". موقع العرب إلتقى بالدكتور سهيل كركبي في هذا اللقاء.
الدكتور سهيل كامل كركبي
العرب: اولا دكتور يشرفنا لو تعرفنا على حضرتك؟
د. كركبي: أنا الدكتور سهيل كامل كركبي ، من شفاعمرو، أخصائي جراحه العظام والمفاصل ، أخصائي جراحه المفاصل بالمنظار، مدير قسم جراحه الكتف في مستشفى رمبام ، حاصل على اللقب المميز FRCS وعلى لقب "ميستر" من الكليه الملكيه البريطانيا للجراحين.
العرب: لماذا اخترت مجال الطب بالذات ومن ثم التخصص في العظام وامراض الكتف ؟
د. كركبي: كان موضوع الطب اكثر ما احببت منذ صغري لست ادري ما السبب ولكن كان هناك شيء يشدني دائماً الى هذا الموضوع وبكلمات اخرى عشقت الطب منذ الصغر، وبعدها وفي السنه الاولى لعملي كطبيب دخلت قسم العظام لمده شهر واحد وفي هذا الشهر تعلقت بهذا الموضوع وأحببت طب وجراحة العظام، ورأيت في هذا النوع من الطب علاجا فيه سحر حيث يكون المريض مقعدا لأسباب عده منها الكسور او أمراض العظام المتنوعة وفي اليوم الثاني وبعد عملية جراحية معينة يقف على قدميه ويمشي وكأنه مر بعلاج سحري، فأحببت هذا الموضوع وبدأت التخصص فيه وعملت بعد ذلك على تطوير الكثير في هذا المجال .
العرب: إتستعرض أهم وابرز المحطات التي عشتها في سجل تاريخ عملك الطبي الحافل؟
د. كركبي: بدأت تخصصي في جراحه العظام في مستشفى رمبام عام 1982، وكنت طبيبا مجتهدا لذلك وفي سنه 1987 حصلت على منحة من المستشفى وسافرت الى مدينة دافوس ( Davos) في سويسرا هناك تعلمت أسس جراحة وتقييم الكسور في طرق جراحية جديدة بدأ تطويرها هناك ، فتعلمتها وكنت من أوائل من استعملوا هذا النوع من الجراحة وفي سنه 1989 نلت على منحة للتخصص لمدة سنة في بريطانيا في بلدة بيرمينجهام وهناك تعلمت عمليات زراعة مفاصل الركبة والورك ( Knee and hip replacement )، وعدت بعدها لأمارس هذه العمليات حيث لم تكن معروفة للكثير من الأطباء ولم تكن شائعة في ذالك الوقت وكان معظم المرضى وبالأخص في الوسط العربي يتجنبون هذا النوع من الجراحة (عكس ما يحدث اليوم). بعدها وفي سنه 1992 سافرت بطلب من المستشفى الى لندن لسنة اخرى وهناك تعلمت عمليات المنظار لمفصل الركبة بالاضافة الى عمليات جراحية متطورة اخرى، وعدت بعدها لأعمل هذا النوع من الجراحة مع طبيب ثان ولم يكن لنا ثالث يعرف مثل هذه الجراحه في شمال البلاد.
سنه 1996 سافرت الى الولايات المتحدة وبالتحديد الى نيويورك وبعدها الى لندن وبعدها الى برلين في ألمانيا حيث تعلمت الطرق المتعددة لجراحة المنظار للكتف، وهكذا وبعد عودتي فتحت مركزا لهذا النوع من الجراحة في مستشفى رمبام وحصلت سنه 1997 على لقب مدير قسم جراحة الكتف وكنت أول من عمل مثل هذه العمليات في شمال دولة اسرائيل.
العرب: منذ فترة قصيرة عدت من المملكة البريطانية مع لقب جديد ، لو تحدثنا عنه؟
د. كركبي: نعم لقد عملت في بريطانيا عام 1989 وعام 1992 في احد أحسن المراكز الطبية لزراعة المفاصل ولجراحة المنظار وهناك قمت بأبحاث كثيرة وطورت الكثير بالأخص في نطاق جراحة الكتف، حيث كنت قد طورت طرق وبدائل في الشق الجرحي المتعارف عليه في مثل هذه العمليات هذا طبعا بالاضافة لاشتراكي في اكثر من 26 موئمرا طبيا قدمت من خلالها محاضرات طبية مختلفة ألقت الأضواء على تجاربي الطبية في عالم جراحة الكتف والركبة، وأسهمت في أضافه معلومات جديدة على هذا المجال ولهذا قررت الكلية الملكية البريطانية للجراحين منحي لقبا مميزا في الجراحة ( FRCS، Fellow of the Royal College of Surgeons of England ) فأصبحت عضوا فعالا في الكلية الملكية، بالاضافة الى منحي لقب "ميستر" الرفيع ( Mister ) تقديرا لانجازاتي في عالم جراحة العظام والمفاصل وكان هذا التتويج ومنح اللقب في إحتفال ملكي مميز في الكلية الملكية البريطانية للجراحين في لندن يوم 12.03.2014 .
العرب: نحن نرى ومن خلال الابحاث والاحصائيات أن الوسط العربي يعاني الكثير من امراض العظام المختلفة فيما ذلك الكتف، وما يسمى الدسك ، لما حسب رأيك الوسط العربي يعاني من هذه الامراض اكثر من الوسط اليهودي مثلا ، ما هي الاسباب والمسببات ، وهل يمكن الوقاية وتخفيف من هذه الامراض والحالات ؟
د. كركبي: أنا لست ملما بهذه الإحصائيات ولكن وحسب رأيي ومن تجربتي الطبية على مدى سنين لا أظن أن هذا صحيح لأنى ارى الكثير من هذه الأمراض عند الطرفين. ولكن هناك الكثير من الإصابات المختلفة من الكسور وهي اكثر عند العرب وهذا نتيجة التقصير في إتمام البنايات حسب قوانين الأمن البنائي والنقص في الملاعب المرخصة والمحمية وغيرها من أماكن اللعب غير الآمنة، وطبعا الطرق لمنع مثل هذه الإصابات يتم عن طريق تحسين وترخيص هذه الأماكن والملاعب والبنايات غير الآمنة.
العرب: ما هو مدى وعي وسطنا العربي لهذه الامراض ؟
د. كركبي: في السنين الاخيرة أرى وعيا واضحا في وسطنا العربي في التوجه الى العلاجات المختلفة ومنها الجراحية المتطورة وهذا شيء لم أراه في سنين سابقة، فلقد انفتح مجتمعنا وأصبح ملما وواعيا للتطورات الطبية المحيطه به.
العرب: نلاحظ اليوم وجود أطباء وطبيبات عرب في مراكز ومناصب مهمة في مختلف المستشفيات، وهذا تطور كبير مقارنة مع سنوات سابقة كان الأطباء يكتفون بالطب العام ، كيف حدث هذا التحول وما هي الاسباب برأيك ؟
د. كركبي: هذا كلام صحيح فهناك جدية عند أطبائنا العرب وانطلاقة عظيمة نحو التقدم وهذا كله تابع للتطور الطبي الكبير في بلادنا فلم يعد هناك مجال او مكانة كبيرة للطبيب العام في يومنا، فلقد كثرت الأمراض على أنواعها وتطورت انواع العلاجات والعمليات الجراحية وأصبح هناك تخصصات كثيرة ومتنوعة وأصبح عند الناس إلمام بهذه التخصصات فأصبحوا يبحثون عن الأطباء المختصين مما دفع الأطباء للتوجه الى هذه التخصصات، لكي يكونوا ظاهرين على خريطة التطور الطبي، وانطلاقا من هذه الأسباب اصبح لديهم الدوافع للتقدم الى الامام وبما أن لديهم القدرات فقد استطاعوا الوصول الى مراكز عالية ومرموقة ولهذا لهم كل الاحترام.
العرب: انت تعمل في قسم جراحة الكتف وهذا المجال يعتبر مهم وبحاجة الى ساعات عمل كثيرة، هل يتحقق هذا على حساب العائلة الزوجة والابناء، كيف تقوم بادارة هذه الامور ؟
د. كركبي: صحيح أن وظيفة الطبيب لا تنتهي وبالأخص اذا كنت تعمل في مجال الجراحة، فيومي يبدأ في الساعه الخامسة والنصف صباحا وينتهي عادة نحو الساعة التاسعة مساء، ما بين عملي في المستشفى وفي عيادتي الخاصة وعملياتي الجراحية في مستشفى رمبام وغيره. وهذا طبعا يتطلب مجهودا كبيرا كما يتطلب أن تكون معظم الوقت خارج البيت ولا تتسنى لك الفرصة لقضاء الوقت الكافي مع العائلة ولكن هذا هو عملنا وعلى العائلة تفهم هذا الموضوع ولا توجد للأسف طريقة اخرى، فهذا الموضوع يتطلب الكثير الكثير من الوقت وعليك ان تلبي هذا النداء.
العرب: لو عدنا بك الى الوراء هل كنت تختار الطب والتخصص بجراحة الكتف والعظام ؟
د. كركبي: لو عدنا الى الوراء عشرين مرة، لكنت اخترت الموضوع نفسه بدون شك فهذا الموضوع في دمي احبه وارى كم أستطيع عن طريقه مساعدة الغير، وكيف ان علاجاتي وبالأخص الجراحي منها تغير حياة المريض الى الأفضل بين ليلة وضحاها.
العرب: بلا شك دائما هنالك الامور المفرحة والامور الصعبة ، اي لحظات صعبة عشتها في طريق عملك الناجح ؟
د. كركبي: للأسف أن الأمور الصعبة تغلب كثيرا على الأمور المفرحة في هذا الموضوع لأنه ولأجل الوصول الى مراكز عالية كنت قد مررت بأمور قد يصعب على الانسان تحملها من كل النواحي فالصعود الى القمة مليء بالصعوبات والعثرات التي يجب تحملها والتغلب عليها. ففي سنواتي الاولى للتخصص كنت أعمل أربع وعشرون ساعة يوميا، بدون راحة وبدون حياة اجتماعية نظرا لصعوبة العمل والمناوبات الطبية الصعبة التي بدت لي بلا نهاية. وكان هذا العمل شاقا قاسيا بدون رحمة ولكني كنت صبورا وعرفت انه لا بد ’ن يبزغ ضوء النجاح والراحة في مرحلة معينة.
العرب: لمن حصة الاسد ومن وقف الى جانبك في مسيرة عملك ؟
د. كركبي: بكل فخر حصة الأسد تعود الى زوجتي وبعدها الى أولادي الأحباء اللذين يساندونني حتى يومنا هذا ويحاولون مساعدتي ومساندتي قدر المستطاع فيجعلون عملي سهلا رغم صعوبته.
العرب: كيف كنت تقيم واقع الطب في اسرائيل مقارنة مع الدول المجاورة واوروبا؟
د. كركبي: لست ادري تماماً وضع الطب في الدول المجاورة ولكن بدون شك أن الطب في اسرائيل متقدم جداً ودعنا لا ننسى ان مصدر الطب الجيد هو أوروبا ونحن اي الأطباء قد تعلمنا هذا الطب هناك واحضرناه الى اسرائيل . وحتى يومنا هذا لا تزال في أوروبا مراكز طبية تفوق معظم مراكزنا الطبية ولكننا نقترب منهم بل وأتوقع في المستقبل ان تصل معظم مراكزنا الطبية الى نفس المستوى الاوروبي.
العرب: وما واقع الاقلية العربية في اسرائيل في هذا المجال؟
د. كركبي: في السنوات الاخيرة نرى تقدما ملحوظا جدا لاطبائنا العرب وجزأ كبير منهم قد سافر وتعلم من أصدقائنا الأوروبيين وجزأ اخر تدرب وتعلم عندي وعند أطباء اخرين تخصصوا في الخارج، فاكتسبوا خبرة جيدة وأصبحوا أطباء جيدين على مستوى عال في مجال كل منهم.
العرب: هل يمكن تحسين واقعنا الصحي الى الافضل ، ونصيحة وكلمة اخيرة تقولها ؟
د. كركبي: دائماً يمكن تحسين الواقع بتشجيع الكثير من الأطباء الى السفر للخارج او الانضمام الى الأطباء الذين أتموا تخصصهم في الخارج ولكن هذا لا يكفي فيجب مساعدتهم على القبول لدخول تلك المراكز وهذا ممكن شرط ان يثبتوا أنفسهم ويكونوا على مستوى طبي عال. ونصيحة اخيرة لا تقولوا صعب ولا تقولوا مستحيل فكل شيء ممكن، كل ما تحتاجون اليه هو المجهود والدافع والعمل الجاد، وصدقوني يمكنكم الوصول الى كل المراكز والألقاب وحتى للكلية الملكية البريطانية للجراحين والحصول على اللقب المميز "ميستر".