الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه:
بعض النساء إذا شعرت وعلمت بأنَّ زوجها ينفق من ماله على والديه صلة ومحبة، وينفق على إخوته وأخواته تقرُّباً إلى الله تعالى، فإن قائمة هذه الزوجة تقوم ولا تقعد, وتعترض أشد الاعتراض وتُحدث المشاكل بينها وبين زوجها
إعطاء الرجل لأبويه أو لإخوته هذا أمر خاصٌّ به، وهو مسؤول عنه يوم القيامة، بشرط أن لا يكون هذا العطاء على حساب الواجب الذي ألقاه الله تعالى على عاتقه نحو الزوجة وأولاده
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘الخلافات الزوجية 4‘‘ والأخيرة والتي تكون سببها الزوجة؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ أسامة مسلماني، إمام مسجد عمر بن الخطاب. حيث تمحورت الخطبة حول: لقد فطر الله عز وجل الإنسان على حبِّ المال، فقال تعالى: ((وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)). وقال سبحانه وتعالى:((إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلاَّ الْمُصَلِّين)).
ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ لابْتَغَى إِلَيْهِمَا آخَرَ، وَلا يَمْلأُ بَطْنَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ) رواه الإمام أحمد عن زيد بن أرقم رضي الله عنه..". وأردف الشيخ قائلاً:" إن من أسباب الشقاق والخلاف في الحياة الزوجية تدخُّل المرأة في شؤون زوجها المالية، وكم من مشكلة وقعت في الأسرة لهذا السبب, وبعض المشاكل وصلت إلى طلاق المرأة، وتهديم الأسرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا عباد الله، بعض النساء إذا شعرت وعلمت بأنَّ زوجها ينفق من ماله على والديه صلة ومحبة، وينفق على إخوته وأخواته تقرُّباً إلى الله تعالى، فإن قائمة هذه الزوجة تقوم ولا تقعد, وتعترض أشد الاعتراض، وتُحدث المشاكل بينها وبين زوجها لهذا السبب، وتتذرَّع بالأمور التالية:
1-نحن بحاجة إلى جمع المال من أجل تأمين السكن وتوسيعه. 2-نحن بحاجة إلى جمع المال من أجل تغيير أثاث البيت. 3-نحن بحاجة إلى جمع المال من أجل تأمين مستقبل أولادنا. 4-نحن بحاجة إلى جمع المال من أجل تزويج أبنائنا وبناتنا. 5-نحن بحاجة إلى جمع المال من أجل أن تشتري لي بيتاً وسيارة. تحاول هذه المرأة جاهدة أن تصرف زوجها عن النفقة على والديه وإخوته وأخواته.".
وتابع الشيخ حديثه بالقول: إن إعطاء الرجل لأبويه أو لإخوته هذا أمر خاصٌّ به، وهو مسؤول عنه يوم القيامة، بشرط أن لا يكون هذا العطاء على حساب الواجب الذي ألقاه الله تعالى على عاتقه نحو الزوجة وأولاده. يا أختاه: أما تعلمين بأنَّه من الواجب على الولد أن يكون بارَّاً بوالديه، وأن يصل رحمه، ومن البرِّ والصلة العطاء، وخاصة إذا كانوا بحاجة؟..، الإسلام ربَّى الأبناء على برِّ الوالدين والإحسان إليهما، كما ربَّى على صلة الأرحام، والمرأة السعيدة هي التي تكون عوناً لزوجها على برِّ الوالدين، وصلة أرحامه، والشقيَّة ـ لا قدَّر الله تعالى ـ هي التي تحرِّض على عقوق الوالدين وقطيعة الرحم..". وإختتم الشيخ خطبته :" لو أحسنت المرأة ظنها لكان خيراً لها، لأن حسن الظن تؤجر عليه يوم القيامة، وإن كانت الحقيقة خلاف ذلك، أما سوء الظن فقد يوقعها في الإثم يوم القيامة إذا كانت الحقيقة خلاف ذلك، وصدق الله القائل:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)).
كما وتطرق الشيخ في حديثه بشكل قوي إلى موضوع الأنتينات والذي تعهد الشيخ في خطبة أن يطلع جموع المصلين والهالي على آخر المستجدات والتطورات في هذا الموضوع..؛ كما وجهه الشيخ كلمة إلى الشباب والخوة الأخوات الخارجين على ميادين العمل كلَ في مجاله وتخصصه، أن يتقوا الله تعالى، وذكرهم باهمية الصلاة وعظم الأمر، وخاصة بعد الحادثة التي آلمت اهلي البلدة كلهم والمنطقة بوفاة المرحوم له بإذن الله تعالى الشاب مهدي خليل غاوي -رحمه الله تعالى- سائلاً المولى عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة وخاصة أن الشاب خرج من بيته مصلياً لله عز وجل..".