من أديم الضحى
خرج المقاتل ليحرس الزعتر
توضأ برائحة الحبق
تجرع قطرة دفء إشراقة ناعسة
استنشق خلايا وجه الجليل
وزرع أحلامه في صهيل الروح
تأمل سرب حمام فوق برزخ السماء والبحر
لملم رائحة قهوة الجنوب
وشرب إيقاع الندى
لف هوية الكوفية على عنقه ..ورحل
مقاتل
ابن مقاتل ابن شهيد ابن أرملة
من نهد مبتور
وصدر الوطن عارٍ مدمى
والممر ضيق نحو المدى
فلتسقط الهوامش والغبار
فليسقط السراب والحصار
فليسقط الجدار وتنتفض الأحجار
وينتفض فتات الخبز على الذل
تتنفس الخطى نشيد المقاتل
للوريد أغنية كنعانية
والرصاص معطف
والبندقية ذراع
فلا تعتذر لعدو سرق السفينة والشراع
فالمقاتل لا يموت إلا شهيدا
والكفن علم
وصوت البكاء زغاريد
تربص , إقتحم وإنعجن في عاصفة الحديد
وكن ذلك المقاتل العنيد
وإنحت اسمك واسم وطنك من جديد
ما زلتم لا تدركون أن اسم الله
أكبر من أن يُحمل فوق قبعة سوداء
إذرفوا دموعكم على حائط المبكى
كدسوا أخطاءكم ليوم الغفران
صوموا , صلوا ومارسوا كل طقوسكم الدينية
تزاوجوا , تكاثروا , تناسلوا
وازرعوا حضارة الحشيش والبندقية
إنكحوا الأرض واغتصبوا كل ما فيها ...
وأشعلوا الشمعدان للطمأنينة
وناموا عراة ... ولكن
أما زلتم تخافون من طفل
يخرج من لهب السعير
ليحرق أحلامكم ؟!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net