الشيخ عبد الكريم - رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع:
يا عباد الله أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب ومن أعظَمِ أنواعِ الذِّكْرِ تِلاوَةُ القُرآنِ العَظيمِ فَلْنَجْعَلْ لأنفُسِنا وِرْداً من القُرآنِ العَظيمِ
سَعَادَتُنا لَيسَت في الأموالِ، ولا في المَسَاكِنِ، ولا في المَصَانِعِ والمَعَامِلِ، ولا في المَركوباتِ؛ سَعَادَتُنا بالإيمانِ، والإيمانُ في القَلبِ، والقَلبُ لا سُلطَانَ لأحَدٍ عَلَيهِ إلا لله تعالى
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘ألا بذكر الله تطمئن القلوب‘؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ صابر زعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
هذا وتمحورت الخطبة حول: فيا عباد الله، لا يُمكِنُ للإنسانِ أن يَعيشَ حَياتَهُ الإنسانِيَّةَ المُكَرَّمَةَ، حَياةَ السَّعَادَةِ والطُّمَأنينَةِ، حَياةَ الرُّقِيِّ والأمنِ والأمانِ، إلا في ظِلِّ الإيمانِ بالله عزَّ وجلَّ، والإيمانِ بالقَضَاءِ والقَدَرِ، والإيمانِ بِيَومِ القِيامَةِ. وإذا تَجَرَّدَ العَبدُ عن الإيمانِ بالله عزَّ وجلَّ، والإيمانِ بالقَضَاءِ والقَدَرِ, والإيمانِ بِيَومِ القِيامَةِ، عاشَ عِيشَةَ الشَّقاءِ والعَذابِ والضَّنكِ في الحَياةِ الدُّنيا، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً)). وأمَّا في الآخِرَةِ فهوَ من أشقى خَلْقِ الله تعالى، قال تعالى: ((وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى))..".
كما وأردف الشيخ قائلاً:" يا عباد الله، أقولُ لِكُلِّ صَاحِبِ ابتِلاءٍ, وخاصَّةً في هذهِ الأزمَةِ القَاسِيَةِ: اِجعَلْ قَلبَكَ مُطمَئِنَّاً، وذلكَ من خِلالِ ذِكْرِكَ لله تعالى، لأنَّهُ يَقولُ: ((أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب)). يا صَاحِبَ الابتِلاءِ، اِرجِعْ إلى كِتابِ رَبِّكَ عزَّ وجلَّ، الذي آمَنتَ به بأنَّهُ مُنَزَّلٌ من الله عزَّ وجلَّ على قَلبِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ, اِرجِعْ إلى كِتابِ رَبِّكَ عزَّ وجلَّ لِتَجِدَ فيهِ السُّلوانَ لابتِلائِكَ. يا عباد الله، أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب, ومن ذِكْرِ الله تعالى: ((وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاء اللهُ رَبُّ الْعَالَمِين)). فيا صَاحِبَ الابتِلاءِ، لا تَظُنَّ أنَّ زَيداً وعَمرواً من النَّاسِ هُما الفَاعِلانِ حَقيقَةً، بل كُنْ على يَقينٍ بأنَّ الفَاعِلَ الحَقيقِيَّ إنَّما هوَ اللهُ تعالى. فيكفيك أيها المهموم - لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين - ، قالها يونس في بطن الحوت ولو لم يقلها للبث في بطنه إلى يوم يبعثون. ويكفيك أيها الخائف أن تقول: حسبي الله ونعم الوكيل, قالها إبراهيم وهو في النار فانقلب بفضل الله من حال إلى أحسن حال.يكفيك يا من ضاق عليك رزقك أن تقول: أستغفر الله العظيم، فمن لازم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب..".
هذا وتابع الشيخ حديثه بالقول: يا عباد الله، أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب، ومن أعظَمِ أنواعِ الذِّكْرِ تِلاوَةُ القُرآنِ العَظيمِ، فَلْنَجْعَلْ لأنفُسِنا وِرْداً من القُرآنِ العَظيمِ، ولْتَكُنْ قِراءَتُنا بِتَدَبُّرٍ، لَعَلَّ هذا القَلبَ المُضطَرِبَ أن يَطمَئِنَّ بِذِكْرِ الله تعالى، فإذا اطمَأَنَّ تَحَقَّقَتِ السَّعَادَةُ في الحَياةِ الدُّنيا إن شاءَ اللهُ تعالى.". وإختتم الشيخ خطبته :" سَعَادَتُنا لَيسَت في الأموالِ، ولا في المَسَاكِنِ، ولا في المَصَانِعِ والمَعَامِلِ، ولا في المَركوباتِ؛ سَعَادَتُنا بالإيمانِ، والإيمانُ في القَلبِ، والقَلبُ لا سُلطَانَ لأحَدٍ عَلَيهِ إلا لله تعالى. فمن أسعَدَهُ اللهُ تعالى بِبَرَكَةِ الإيمانِ من ذا الذي يَستَطيعُ أن يُشقِيَهُ، ومن أشقاهُ اللهُ تعالى بِنَزْعِ الإيمانِ من قَلبِهِ من ذا الذي يُسعِدُهُ؟اِطمَئِنَّ يا صَاحِبَ الابتِلاءِ بأنَّ الفَاعِلَ الحَقيقِيَّ إنَّما هوَ اللهُ عزَّ وجلَّ..".