غدًا سيكونُ يومُ فصلي في الإذاعةِ المدرسيَّةِ.

ولأنَّني أمينُ الفصلِ كان يجبُ أنْ أُجَهِّزَ فِقْرَاتِ الإذاعةِ المدرسيَّةِ لهذا اليومِ، قُمْتُ بالاتِّفاقِ مع أصدقائي وزُملائي بالفصلِ على تقديمِ فِقراتٍ مُميَّزةٍ تجذبُ انتباهَ جميعِ تلاميذِ المدرسةِ وتتركُ لديهم انطباعاً بتَميُّزِ فصلِنا عن باقي الفُصولِ.

أعرفُ عن سميرٍ أنَّ صوتَه رائعٌ في تلاوةِ القرآنِ الكريمِ، لِذَا سأُكلِّفُه بأنْ يفتتحَ إذاعةَ الصَّباحِ بتلاوةِ بعضِ آياتِ الذِّكْرِ الحكيمِ بصوتِه النَّدِيِّ، أمَّا عصامٌ فهو يُجيد اللغةَ العربيَّةَ ويتحدَّثُها بطلاقةٍ وفصاحةٍ لذا سيكونُ جديرًا بأنْ يُلْقِيَ قصيدةً شعريَّةً عن حُبِّ الوطنِ، أمَّا محمود فسيقول حكمةَ اليومِ والحديثَ الشَّرِيفَ.

شادي ماذا سيُقدِّمُ يا تُرَى.. أخذْتُ أسألُ نفسي هذا السؤالَ مرَّاتٍ عديدةً، ما الشَّيْءُ المُميَّزُ الذي يُمكنني تقديمُه في إذاعةِ الصَّباحِ ولم يَسْبِقْني لتقديمِه أحدٌ، وأخيرًا هتفْتُ في فرحٍ: وجدْتُها.. وجدتُها.

في صباحِ الغدِ اشتريْتُ عدَّةَ أقلامٍ فاخرةٍ وبعضَ قصصِ الأطفالِ المُلوَّنةِ وحملْتُها معي، بَدأَتْ فقراتُ الإذاعةِ وقام كلُّ زميلٍ بأداءِ فقرتِه على أتمِّ مَا يكونُ، وجاء دوري، أمسكْت مُكَبِّرَ الصَّوْتِ ونظرْتُ للتلاميذِ قائلاً: فقرتُنا اليومَ مختلفةٌ.. ستَرْبَحُونَ من خلالِها العديدَ من الجوائز.. إنَّها فقرةُ المعلوماتِ.

وبالفعلِ بدأْتُ أطرحُ السؤالَ تلوَ الآخَرِ والتلاميذُ يتفاعلون معي، مَن يعرفُ الإجابةَ يرفعُ إصبعَه عالياً وأنا أُنادي عليه فيمسك مُكَبِّرَ الصَّوْتِ ويقولُ الإجابةَ، وحين تكونُ إجابتُه صحيحةً يحصلُ فورًا على جائزتِه.. إِمَّا قلماً جديدًا أو قِصَّةً مُلوَّنةً.

عرفْتُ فِيمَا بعدُ أنَّ مُدِيرَ المدرسةِ كان يُتابع فقرتي بانبهارٍ شديدٍ، وبعدَها مباشرةً اتَّخذَ قرارًا بأنْ تكونَ فقرةُ الأسئلةِ العامَّةِ طِيلَةَ أيَّامِ الأسبوعِ، واتَّخذ قرارًا بأنْ تكونَ الجوائزُ المُقدَّمةُ مُقدَّمةً من الإدارةِ، ويومَها قدَّم لي المديرُ شهادةَ تقديرٍ على نشاطي وابتكاري لهذه الفقرةِ.. شهادةُ تقديرٍ مُزَخْرَفةٌ.. سأقومُ بتعليقِها في حُجْرَتِي.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net