اللقاءات تمت تحت استضافة قدس الاب نيقولاوس (بصل) راعي الكنيسة في القرية حيث افتتح اللقاء مع دقّات اجراس الكنيسة في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً باقامة خدمة صلاة الغروب التي اجتمع تحت كنفها كل الشباب والشابات الآتين من الناصرة وكفركنا والرينة والبقيعة وابو سنان
ببركة الله وبشفاعات الاب البار أفرام السوريّ شفيع اسرة لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة، تمّ يوم السّبت 12.07.2014 اللقاء الثّاني على التوالي لابناء الاراضي المقدّسة المنضمين لاسرة لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة في كنيسة القدّيس جوارجيوس اللابس الظفر في قرية ابو سنان الجليليّة، تحت استضافة قدس الاب نيقولاوس (بصل) راعي الكنيسة في القرية، حيث افتتح اللقاء مع دقّات اجراس الكنيسة في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً باقامة خدمة صلاة الغروب التي اجتمع تحت كنفها كل الشباب والشابات الآتين من المدينة المقدّسة الناصرة (مدينة البشارة)، وبلدة كفركنا (قانا الجليل)، وقريتيّ الرينة والبقيعة وبلدة ابو سنان، بحضور شبيبة كنيستها المُحبّين لله.
في نهاية الخدمة، انتقل ابناء لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة الى قاعة الكنيسة، بحضور قدس الاب نيقولاوس (بصل)، ورئيس المجلس الكنسي الدكتور مروان جنيني مع السّادة اعضاءه، اذ استهلّ سيادة الارشمندريت إفيينيوس (عرنكي) مؤسّس اسرة لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة، والذي كان متواجداً معهم فعليّاً (صوتاً وصورة) من اليونان، عبر برنامج السّكايب، بكلمة ترحيبيّة وروحيّة لأبنائه الحضور، نذكر منها ما يلي: قائلا"الشّبابُ نبضُ الكنيسةِ وحياتُها في التّاريخ" شعاراً اتَّخَذْناهُ من أوّلِ أيّامِ انطِلاقَتِنا الرّوحيّةِ الألكترونيّةِ على شبكةِ الإنترنت، واضعينَ هدفاً لتحقيقه، وها هي نتائجُهُ تَظْهَرُ جَلِيّةً واضِحةً كنورِ الشمسِ المُشْرِقة لا بل الساطعة ، فيكم، أنتم أبناءَ وأعضاءَ لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة، هذه الأسرةَ الشّبابيّةَ التي سَخَّرَتْ من وقتها وعملها، من حياتِها وتَطلُّعاتِها الدنيويّةِ، خدمةً في نقلِ الكلمةِ الإلهيّةِ عبرَ وسائلِ التّواصلِ الإجتماعيِّ على اختلافِ درجاتِها، الأمرُ الذي يقيمُ في نفسي تعزيةً حقيقيّةً في خِضَمِّ كلِّ ما يسيرُ فيهِ شبابُ اليوم، الذينَ لا علاقةَ لهم بالسّيدِ وكنيسته، إلا أنّ الربَّ لا يتركُ نفسَهُ من دونِ شاهدٍ كما يقولُ لنا كاتبُ المزاميرِ الإلهيّ. أنتمُ الشّباب، نبضُ الكنيسةِ وقلبُها الخافقُ في تاريخِ الشّعوب، بِكُمْ نُنْهِضُ المسكونة، ومَعَكُم نَقْفِزُ إلى خَطَواتٍ مدورسةٍ لجذبِ أكبرِ عددٍ ممكنٍ من الناس إلى الخلاص، الذي من دونهِ لا يُمْكِنُنا أن نَستَقْبِلَ فِرْدَوْساً إلهيّاً!. الشّبابُ في الكنيسةِ عنصرٌ حيٌ، ولا بُدَّ مِن إحيائِهِ فيها، وإلا تكونُ الكنيسةُ حجارةً صمّاء، ولأنَّ أسرةَ لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة أدركَتْ تماماً أهميّةَ هذه النقطةِ منذ البدء، بدأتْ تَعملُ مِن أجلِ جَذْبِ أكبرِ عددٍ ممكنٍ مِن الشّباب، كلِّ الشّباب، وتَعمَلُ على إصلاحٍ روحيٍّ فيما هَشَّمَتْهُ الأيّامُ في نُفوسِهم، وإعطائهم سُبُلَ الخدمةِ الممكنة، الألكترونيّةِ التبشيريّةِ منها، وغيرِها، مِن تحقيقِ أهدافِ اللّـِقَـاءَات الرُّوحـِـيـَّـــة على أرضِ الواقع حيثُ تبتهجُ قلوبُنا فَرَحاً، وتزيدُ نفوسُنا تعزيةً عندَ مشاهدَتِنا إيّاكم مجتمعين الآن ههنا. فَهذا يبعثُ فينا نجاحاً، في أن كلمةَ الربّ عَمِلَتْ وما زالت تعملُ في نُفوسِكم لتُحييها، وهذا هو الهدفُ الأوّلُ والأكيدُ الذي تصبو إليه أسرتُنا المُقامةُ من الله: لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة في كلِ ما هي سائرةٌ به في الطّريق وإيّاكم، معكُم وفيكُم".
وانهى كلمته الرعائيّة بوصيّة نقلها لابنائه الحضور اذ قال فيها "وَصِيَّتي الكهنوتيّة الرهبانّية لكم هي الآتية: أن تهتمّوا بما للربِ في الربّ مع الإخوةِ الذين وَضَعَهُم هوَ على طريقِكم لتخلُصوا معهم وبواسِطَتِهم، فلا تنسوا فعلَ المحبّةِ التي من دونِها نحن امواتٌ في الخطيئة، سيروا في الطريق ما دام الوقت سائراً لكم، لا تفقِدوا سلامَكم الداخليَّ بالرغم من كلِ ما يحدثُ في هذا الطريق، أُثبُتوا على كلمةِ الربِ وإنجيله، إتَّخِذوا من هذه اللقاءات الروحيّةِ، لقاءاً بالرب نرفعُهُ كُلُّنا معاً بتمجيدٍ واحدٍ وفمٍ واحد، وَلْتُحافِظوا بضميرٍ حيٍّ على المحبّةِ التي سَلَّمْناكُم إياها مُلْتَزِمينَ مَعَكُم قولاً واحداً، ولا تُهْمِلوا متقاعصين خدمَتَكُم المَنوطَةَ بِكُم من لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة مهما حدث، فإنَّكُم أكثرُ العالِمينَ بتجاربِ إبليسَ المردودةِ عليهِ والملعونةِ منا لهُ وفيه، بكلِ ما يحاولُ إفشالَ هذه الخدمةِ بشتّى طُرُقِها وأساليبها من البشارةِ فيكُم ومعكم وبِواسِطَتِكُم. أحّبوا بعضُكم بعضاً، ولا تنسوا إخوَتَكم القائمين معكم من لبنانَ وسوريا والأردن، والعراق وأستراليا، وجزر الكاريبي، وأمريكا وكلِ مكانٍ في أصقاعِ الأرضِ المجتمعين بكلمةِ الربِ معكم الآن بالروح، فصلوا من أجلِ استمراريتِهم ونجاحِهم في المعيشةِ الروحيّةِ والبشريّةِ أيضاً. ولا تنسوني أنا الخادمَ الأخيرَ الذي وضعَني الربُ معكم لِأتعلَّمَ من تواضعكم حياةً لبشريّتي الضعيفة، في صلواتِكم وأدعيتِكم للرب".
في النهاية تقدّم بالشكر الجزيل القلبي لكل من ساهم في تحقيق وتجسيد هذا اللقاء اذ قال:"أشكر الله أيضاً، من أجلِ كلِ واحدٍ فيكم أنتم الذين تركتم كلَ شيءٍ واتّبعتم خطواتِ هذا اللقاءِ الذي أعيشه معكم متواجداً فيما بينكم بنفسي وفكري وصلاتي الرهبانيّة الاسكيميّة، مُبارِكاً. وإليكِ يا كيتي خوري، ابنتي الروحيّة البارّة مندوبة لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة في الأراضي المقدّسة أتقدّم بالشّكر العميقِ والجزيلِ لكِ، فيما تعملين وتتعبين مقدّمةً الأفضلَ للربِ بارزةً في خدمةٍ مجّانيةٍ من محبّتكِ الظاهرةِ لهُ ولكنيستهِ المقدّسة ولـلـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة، وخاصةً من أجلِ كلِّ التحضيراتِ التي سعيتِ جاهدةً إلى تحقيقِها وتجسيدِها ليكونَ هذا الإجتماعُ بهذا الجسمِ الذي توشّحَ عليهِ اليوم، ألا بوركتِ بالبركةِ الروحيّةِ أنتِ وعائلتُك وكلُ المُختصّينَ بكِ إلى الأبد، آمين. كما وأتقدّمُ لابنينا الروحيّين والمُحبّين لله بالحق، مسعود راشد وربيع خوري على محبتهِما ومساهمتهِما الفعّالة في مد يدِ العون الماديّةِ الكبيرةِ والوافرةِ لسدِ احتياجاتِ هذا اللقاء اليوم، حتى يبرزَ بهذهِ الطلّةِ المُشرِقةِ التي نراكم فيها الآن. أدام اللهُ صحتَكم وبيوتَكم وعائلاتِكم بوافرِ بركاتِهِ ورأفاتهِ الوافرة عليكما كلَ حين، آمين. وللسيّد الرئيس والسّادة الأعضاء للمجلس الكنسيِّ الرعويِّ لكنيسة الله في أبو سنان، الحاملةِ من اسمِ القديسِ جوارجيوس اللابسِ الظفر شفيعاً حاراً لها، أتقدّم مباركاً وشاكراً على لفتتِهم الطيّبةِ في استضافتهم الرعويّة وتقديم التضييفات لنا في هذه الامسيةِ المباركة، دمتم مباركين من الرب، وخادمينَ بأمانةِ الكلمةِ الحيّةِ في قلوبِكم لإيصال صوتِ الكلمةِ صدىً يدوّي في ضوضاءِ هذا العالمِ الهائمِ كالنَشْوان، آمين. وفي النهاية، أَتَقَدَّمُ بالشكرِ العميقِ والكبيرِ لِأبي وشَريكي في الخِدْمة، قُدسَ الأب نيقولاوس بصل الفائقَ الشّرفِ والاحترام، كاهنَ رعيّةِ القدّيسِ جوارجيوس - أبو سنان، الذي بمحبّتِهِ لله وللكنيسة بَرَكَ وسمحَ لهذا اللقاءِ أن يتمَّ في كنيسةِ رعيّتهِ التي فتحَ أبوابَها لاستقبالِنا اليومَ ههنا، فَهذا إن دلَّ على شيءٍ، أيّها الأحبّاء، فإنما يدّلُ على اهتمامِهِ بحياةِ الرعايةِ الروحيّةِ والكنسيّةِ الصالحةِ لشعبِ اللهِ الناطق. فَدُمْتَ مُبارَكاً يا أبي، وَليَهَبْكَ الربُ الإلهُ كلَّ النِعَمِ التي تَنْسَكِبُ من لَدُنِهِ بغزارةٍ على أُمَناءِ أسرارهِ الإلهيّةِ أمثالِكم، آمين".
كلمات روحيّة
بعدها كانت كلمة ترحيبيّة وروحيّة تكلّم من خلالها، قدس الاب نيقولاوس بصل عن اهميّة دور الشّباب في حقل الكنيسة ومستقبلها، واهميّة حضورهم الناشط في تغيير النهج الذي يعيشه شباب المجتمع اليوم من خلال اندماجهم في نشاطات الكنيسة التي تدعمهم بافكارهم وحياتهم وجيلهم الناشئ الصاعد مهتمة بتفاصيلهم اليوميّة، بالرغم من الضعف البشري الذي يحيط كل منهم، مشدّداً على دورهم الاكيد في نهضتهم الروحية من خلال مشاركاتهم المستمرة في حقل مدارس الاحد، والشبيبة الارثوذكسيّة، وتَعَلُّم الموسيقى البيزنطية والذين من خلال كل هذه النشاطات يتقرّبون واعين ومحبّين لكنيستهم المقدّسة وتراثها المبارك المغروس في نشأة الكنيسة منذ آلاف السنين ومئات العصور. تلى ذلك كلمة لرئيس المجلس الكنسي الدكتور مروان جنيني، حيث تطرّق الى رؤيته الناظرة الى اخفاق دور الشّباب الذين بحضورهم اليوم هنا في استضافتهم يُحضِر لقلبه التعزية والفرح ان للكنيسة مستقبل مزدهر واعد، ولا سيّما بفضل نعمة الرب التي ارسلت الى قريتهم كاهن ورع ومحب لله، خدوم، ومعطاء، ومتعلم، ومهتم بامور الرعاية الكنسية والروحية، انّه الاب نيقولاوس (بصل).
واستكمل اذ ذاك سيادة الارشمندريت افيينيوس (عرنكي) شرحاً عن ماهيّة عمل لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة وخدمتها الالكترونية على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، واليوتيوب والسّكايب، ذاهباً ليوضّح اهميّة خدمة "البوق الروحي على الموبايل" حيث قال: "انها خدمة صوتية مجّانية تُرسَل فقط على جهاز الموبايلات اليديويّة لأكثر من 100.000 شخص يوميّا من جميع انحاء العالم بأسره، من خلال برنامج الواتسآب، حيث لا تتعدّى الثلاث دقائق يوميّا، اذ يتكلّم البوق الروحيّ عن مواضيع تهمّ الشباب وحياتهم العصريّة اليوميّة من خلال تلمذتهم في طرح اسلوب شيّق لتعليمهم حول اللاهوت الارثوذكسي الحيّ، قصص وعبر روحيّة، اقوال وامثال لآباء الكنيسة الارثوذكسيّة القديسين، ومواضيع عديدة ايضا، تجذب السّامع لكل ما هو جديد ومهمّ لنموّه الروحيّ مع الرب".
موضوع نقاش
بعدها تم طرح موضوع للنقاش، اتّخذوه من شعار لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة القائل: "الشّباب نبضُ قلبِ الكنيسةِ وحياتُها في التّاريخ" والذي اجتمع حوله كل الحضور منقسمين الى ثلاث فئات ومجموعات ليتناقشوا اذ ذاك حول:
اولاً: كيفيّة حضور الشباب في الكنيسة ودورهم الحقيقيّ في المجتمع كمسيحيين وارثوذوكسيين لنقل كلمة الرب لكل الناس.
ثانياً: كيفيّة عيشهم كشباب ارثوذكسيّ في مجتمعٍ عربي ويهودي، يختلف عن ايماننا الارثوذكسيّ وتقاليد حياتنا الكنسيّة في مجتمع تنوّعت ايدولوجيّاته وديانته وعقائده.
آتين الى ختم هذه المجموعات بخلق مجموعة واحدة التفّوا بمحبّة من خلالها حول سيادة الارشمندريت إفيينيوس، ليُبرِزوا من خلالها اهم النقاط التي نوقشت في كل مجموعة، مستنتجين معاً زبدة النقاش للعيش فيما هم منطلقون الى المجتمعات التي يعيشوها بقوة الرب، وبركة حضوره فيهم، ساعين الى حياة الصلاة والاشتراك الدؤوب والمستمر في حياة الجماعة بالالتفاف حول الكأس المقدّسة الواحدة في القدّاس الالهي، متناولين جسد ودم ربنا والهنا ومخلّصنا يسوع المسيح "الذي به نحيا ونتحرك ونوجد" (اعمال الرسل 17: 28).
وفي مسك الختام كان هنالك تضييفات قُدِّمت من قِبَل المجلس الكنسي الرعوي، الذي بمحبّته ورعاية كاهن البلدة الذي اختتم بكلمة قلبية تركت اثراً في كل الحضور، على امل اللقاء مجدّداً لابناء لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة في رعيّته من جديد. وعلى عتبات المغادرة، تمّ تقديم هديّة تذكاريّة للجميع وهي عبارة عن حامل مفاتيح كُتب عليها بالانجليزيّة: "انا احب لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة" مع الشّعار الذي وُضع داخل قلب حب، كما وتم تقديم بلوزة شخصية لكل واحد رُسم عليها شعار لـِقَـاءَات رُوحـِـيـَّـــة من الامام والخلف مع كتابة الشعار باللغة العربية، بالاضافة أيضاً، الى ملف (دوسيّة) شخصيّة لكل عضو مشترك باسم اللقاء.