الشيخ علي أبو ريا إمام وخطيب مسجد النور سخنين:

في هذه الليلة الكريمة ندعو لاخواننا في غزة أن يتقبل شهدائهم وأن يشفي جرحاهم ومرضاهم أن يثبت المسلمين هنالك والأهل جميعاً في غزة وأن يفرج كربهم ويكشف غمهم بإذنه تعالى

نحث جميع المسلمين والمصلين أن يتبرعوا بزكاة فطرهم وزكاة الصيام وقد جمعنا حتى الآن مبلغ مقداره 170 ألف شيكل، والحمد لله كان التجاوب منقطع النظير، وهذا أقل ما يمكن فعله لأهلنا في غزة وهو أن نشعر معهم

التقى مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب الشيخ علي أبو ريا إمام وخطيب مسجد النور بسخنين في ليلة القدر والذي قال في هذه المناسبة العطرة والمقدسة:" اسأل الله تعالى أن يتقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم ودعائهم وصدقاتهم، وكل طاعاتهم تبارك وتعالى، في رمضان وفي هذا الشهر الفضيل وفي هذه الليلة الكريمة وخصوصا العشر الأواخر من رمضان، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "التمسوها في الوتر في العشر الأواخر من رمضان"، هي ليست حصراً ليلة السابع والعشرين، ولكنها حتماً في هذه الليالي الكريمة العظيمة عند الله تبارك وتعالى وكل رمضان هو موسم فتزداد فيه الحسنات وتضاعف فيه الطاعات والأجر والثواب عند الله وأثقل شيء في الميزان قد يكون الصيام ويفرح الانسان بهذا الوزن وقت القيامة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "للصائم فرحتان، اذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" لذلك سوف يفرح الانسان المسلم بهذا الصوم يوم القيامة وعندما يرى هذا الصوم في الميزان عظيم جداً سوف يفرح بإذن الله تعالى".

وأضاف الشيخ ابو ريا:" هي ليلة عظيمة كريمة، والرسول صلى الله عليه وسلم بشر من قامها ايماناً واحتساباً بأن ذنبه سوف يغفر، فقد قال في حديثه الشريف: "من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، فالله تعالى يغفر للإنسان كل الذنوب إذا قام هذه الليلة ايماناً بعظم هذه الليلة وبقدرها وبشرفها، وايماناً بأن الله قال أن ليلة القدر خير من ألف شهر، فإذا آمنت بكتاب الله تعالى وبآياته وقمتها فأنت بإذن ستغفر لك جميع الذنوب وستأخذ أجراً عظيماً. من نفحات ليلة القدر أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد منا أن نكون اخوة متحابين متعاونين متصافين غير متشاكسين وغير مختلفين في هذه الليلة وفي غيرها، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة الكرام كنت قد خرجت كي أخبركم ولكن قد تلاح فلان وفلان فرفعت، أي رفع تعيين ليلة القدر، وهذه رسالة لكل انسان مسلم وهي عدم التشاحن والتفرق والخصام والفرقة. أهل غزة اليوم بحاجة الى الدعاء، وبحاجة الى نصر الله تبارك وتعالى، ولا يمكن للإنسان المسلم أن ينتصر إلا بالله عز وجل، فإنما النصر من عند الله وان الله عزيز حكيم، في هذه الليلة المباركة وقد أكرم الله تعالى الكثير من العائلات، صحيح أن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وصحيح أن فراق الأطفال والمناظر والتشويه وبتر الأعضاء والأجسام والمنازل تهدم على عائلات كاملة لا يبقى منها أحد، وممكن أن يبقى طفل أو اثنان مشردان دون عائلة، فهذه المناظر لا يقبلها أي انسان ومن يفعلها هو ليس بشر على الإطلاق وليس لديه مشاعر بشرية وأخلاق بشرية ولا انسانية مهما ادعى" كما قال.

وناشد المسلمين فقال:" اخواننا في غزة يصبرون، وندعو لهم في سجودنا وإفطارنا وفي كل وقت وبشكل خاص في هذه الليلة الكريمة، وقال الله تعالى في احد آيات الصيام القليلة: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"، خاصة في هذه الليلة الكريمة ليلة السلام والرحمة والمغفرة ندعو لاخواننا في غزة، أن يتقبل شهدائهم وأن يشفي جرحاهم ومرضاهم أن يثبت المسلمين هنالك والأهل جميعاً في غزة وأن يفرج كربهم ويكشف غمهم بإذنه تعالى، وأن يعوّض خيراً الثكالى والأرامل واليتامى والشباب الذين لم يبقى من عائلاتهم أحد. لقد أقمنا حملة اغاثة بدأت في الأسبوع الفائت وهي مستمرة حتى اليوم في جميع مساجد سخنين وقد حثثنا جميع المسلمين والمصلين أن يتبرعوا بزكاة فطرهم وزكاة الصيام وقد جمعنا حتى الآن مبلغ مقداره 170 ألف شيكل، والحمد لله كان التجاوب منقطع النظير، وهذا أقل ما يمكن فعله لأهلنا في غزة وهو أن نشعر معهم، وبالتأكيد لن تكون فرحة العيد كاملة ونتوجه لاهلنا التخفيف من مظاهر العيد وبشكل خاص ان نخفف من المفرقعات التي لا حاجة لها، فكيف نفرح بهذه المناظر التي لا يستطيع الانسان أن يقرّها، وأدعو الاخوان الكرام أن يجودوا بما يملكون وبما يستطيعون في هذه الأيام المباركة وخاصة ان الصدقات وجميع الطاعات لها أجر مضاعف، وأسأل الله تعالى أن يغني اخواننا في غزة وأن يطعم جائعهم ويكسو عاريهم" كما قال.