الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 22:02

ماضٍ ...ونحن ماضون/ بقلم: ريم أبو الفضل

كل العرب
نُشر: 26/07/14 18:25,  حُتلن: 08:20

تقطن فى دارك ليالٍ فى شجون
فيهل عليك ضيفاً يحمل عطايا ومؤون
يتهلل وجهك وتهم لكرمه وتقوم
فتترك متع آسرتك وشهوات تهون
فياليت كل الضيوف مثله وياليتك فى طاعته تدوم

إنه خير الشهور..وأكرمها، كان كريماً معنا ..فحمل لنا العطايا والهدايا ، فهل كلنا تعاملنا معه على قدر عطاياه؟ أم تركنا هداياه فى غلافها ، ولم نفتح الكنز الثمين؟

كاشفنا رمضان أمام أنفسنا ،وأبطل حججًا واهية. فالأسرة التى تفرق شملها تعللا بأعباء العمل، أو الدراسة، أو اختلاف المواعيد تجمع شملها حول طاولة طعام اعتلاها غبار العام

وهذا كف عن نفث سموما تمثلت فى سيجارة، وذاك داوم على الصلاة فى المسجد، وآخر لم يكف عن تلاوة القرآن وترك سماع أغانى "الفيديو كليب" ،وتلك ارتدت حجابا وتخلت عن ملابسها المكشوفة

موائد الرحمن ملأت الشوارع، وبُسطت الأيدى للفقراء بلا تذمر، تسارع الناس لفعل الخيرات

والكل فعل عن رغبة وحب ، والجميع بداخله بذرة الخيرالتى أنبتت شجرة مثمرة فى هذا الشهر الكريم

وغدا يرحل رمضان، ولكن هل سنظل نحن كما كنا ؟ أم تعاودنا حالة الفصام التى نرى فيها الصائم القائم شخصًا آخر بعد الثلاثين يوماً

وكأننا نقوم ببطولة فيلم " المتحولون" فنتحول لصائمين طائعين طيلة الشهر وبعد انقضائه نعود إلى سابق ما كنا عليه ،ويمضى رمضان ونمضى نحن فى طريقنا العثر والعبرة من الشهر أن تخرج بفضيلة أو بطاعة تداوم عليها

فمن استطاع أن يكون كريمًا سخيًا في رمضان فليستمر في سخائه

لقد استطعت أن تقهر شهواتك، وتصوم النهار ، وتقيم الليل، وتعطى بحب، وتقدر وتعفو، فلتستمر.. ولا تنتظر رمضان القادم لتمحو فيه سيئات شهور العام فربما لا تدركه ، ورب رمضان هو رب كل الشهور يعفو ويغفر ويعطى ويمنح

ومن العجب أن نرى بعد رمضان أن يعود المسيء إلى سيئاته، والمذنب يقبل على الذنوب، وهو ينقض ما قد غزله طيلة الشهر

فنجد اللسان يقدح بعدما كان القلب يصفح، والنفس تكبح

فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان سوف يرحل، ومن كان يعبد رب رمضان فإن الله سبحان وتعالى باقٍ

يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل

فاجعل يومك نهاره وليله رمضان
فتربأ بنفسك من زللٍ ..وتمر بباب الريّان

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة

.