الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 05:02

حزب الله ينتظر على أحر من الجمر مغامرة إسرائيلية على لبنان/ بقلم: فريد ظاهر

كل العرب
نُشر: 02/08/14 13:21,  حُتلن: 16:21

فريد ظاهر في مقاله:

إسرائيل تستطيع أن تقرر بدء العدوان ولكنها أبدا لا تستطيع انهاءه متى شاءت

أنا أفهم من هذا أن ما يحدث في غزة مشاهد بسيطة بانتظار الفيلم الكبير والمعركة الكبيرة القادمة

حياة أهل غزة كانت جحيما ظروفه أصعب من سجون الاحتلال فهناك على الاقل يستطيع الاسير من تناول طعام يومي (مهما) كان شكله

هذه المواجهة أثبتت أخلاقيات حرب المقاومة التي تضرب العسكريين فقط وهذا باعتراف إسرائيليين ولم يضربوا مدنيين عندما سنحت لهم الفرصة بناحال عوز بينما لم تضرب وتقتل إسرائيل الا المدنيين والاطفال تقريبا

في اليوم السابع والعشرين لهذه الحرب العدوانية التي قررت إسرائيل البدء بها في محاولة لضرب قيادة حماس وضرب إتفاق المصالحة الفلسطينية، يتأكد ما قالته المقاومة الفلسطينية وسبقتها المقاومة اللبنانية وهو أن إسرائيل تستطيع أن تقرر بدء العدوان ولكنها أبدا لا تستطيع انهاءه متى شاءت، فإسرائيل تبحث عن وسيلة وعن دولة وعن وساطة تستطيع ان تقنع المقاومين بقبول وقف إطلاق النار إلا أنها لم تنجح ولن تنجح بوقف إطلاق النار دونما قبول شروط المقاومة كلها. وتتضح لهفة إسرائيل هذه من خلال أبواق السلطة والجيش المتمثلة بالصحفيين الإسرائيليين الذين ينطقون ويحللون من حلق المخابرات والشاباك ويذيعون وينشرون ما يمليه وما يسمح به الرقيب العسكري .

يقول قائل وما هذه العنجهية التي تتحدث بها المقاومة وقد فقدت غزة حتى الآن 1650 شهيدا وحوالي 9000 جريح .لقد عاش الغزيون أطفالا، نساء ورجالا الموت البطيء والحرمان والمرض خلال الـ8 سنوات التي مرت خلاله الحصار الشديد على غزة فحرمت حتى من نقل مريض للعلاج خارج القطاع الا من رغبت إسرائيل بعلاجه من أجل العلاقات العامة ومات الآلاف من أهل غزة بسبب عدم توفر العلاج في غزة، فكانت حياة أهل غزة جحيما ظروفه أصعب من سجون الاحتلال، فهناك على الاقل يستطيع الاسير من تناول طعام يومي (مهما) كان شكله، ويستطيع الاستحمام حتى لو 3 مرات في الاسبوع، وكان يشاهد التلفاز حتى ولو بالتقنين، اما في غزة فالغذاء الداخل لغزة نادر ولا يسمح بإدخال جميع انواع الأطعمة فأنواع عديدة تعتبرها إسرائيل (كماليات) لا تسمح بها. يفتقدون الى الماء والكهرباء وبنية تحتية وعمل .
من هنا نستطيع أن نفهم إصرار المقاومة على مطالبها لإنهاء الحرب وأهمها رفع الحصار الذي سينقذ آلاف الارواح التي تسقط بسبب عدم توفر العلاج. لقد تميزت المقاومة في هذه المواجهة وخلافا للمرات السابقة بعدة أمور:

1. وحدة كل القوى العسكرية والسياسية الفلسطينية لأول مرة منذ عشرات السنين، واتفقت على مطالبها والتي هي الحد الأدنى التي يمكن أن تطالب به.

2. استفادت المقاومة الفلسطينية من تكتيكات حرب لبنان غير التقليدية (والتي هي مزيج من حرب عصابات وحرب جيش منظم) التي مارسها حزب الله في العام 2006.

3. نجحت بحربها النفسية ضد إسرائيل وضربت معنويات الجيش الإسرائيلي وساسته والشعب في إسرائيل وحس الأداء العسكري مع الأحتفاظ بمفاجآت عسكرية طوال الوقت.

4. أثبتت أنها تمتلك قوة ردع متطورة جعلت حوالي 5 مليون إسرائيلي يسيرون حول الملاجئ مع شعورهم بالخوف طول الوقت، كما أن سكان ما يسمى محيط غزة قد أفرغ من سكانه، وما يسمى منطقة أشكول أفرغت من الأطفال، وفقط في هذا الصباح إستيقظ أهالي المركز (منطقة تل أبيب) على صوت صافرات الإنذار لينزل حوالي مليون شخص الى الملاجئ .

5. شكل تصدي المقاومة لإسرائيل من ضرب اقتصادها، وبدأ الجمهور في إسرائيل يطالب بإعلان هذا العدوان (حرب) لتقوم الحكومة بتعويض المصانع والمشاغل والمحلات التجاريه والموانئ وشركات السياحة التي تلفظ أنفاسها وتقدر خسائر إسرائيل المباشرة وغير المباشرة بمليارات الدولارات، في الوقت الذي كانت الخسائر في المرات السابقة في الطرف الفلسطيني فقط .

6. أثبتت هذه المواجهة أخلاقيات حرب المقاومة التي تضرب العسكريين فقط وهذا باعتراف إسرائيليين ولم يضربوا مدنيين عندما سنحت لهم الفرصة بناحال عوز، بينما لم تضرب وتقتل إسرائيل الا المدنيين والاطفال تقريبا .
7. فشلت كل استخبارات إسرائيل المتعددة والمتفرعة في جمع معلومات عن المقاومة التي نجحت بالعمل بسرية تامة في ظروف صعبة للغاية حيث ينتشر في غزة الكثير من العملاء، وفي سمائها الطائرات التي تجمع المعلومات 24 ساعة في اليوم.

إسرائيل وبعد كل إجرامها هذا وبعد تورطها العسكري والأخلاقي، تنظر بعين القلق والخوف لما يمكن أن يحدث في حربها القريبة مع حزب الله في الجبهة اللبنانية او/و السورية، فقطاع غزة الذي هو عبارة عن شريط حدودي صغير وصغير جدا نجح بما نجح به بإمكانياته غير المتطورة نسبة للمقاومة اللبنانية، في أرض سهلية ذات تضاريس سلبية لمعارك من هذا النوع مقارنة مع طبيعة الارض اللبنانية.

لقد أعلن سماحة السيد 3 مرات على الاقل بأنه سيحتل شمالي إسرائيل (تقريبا حتى كرميئيل) في الحرب القادمة مع إسرائيل، وقد عودنا السيد حسن نصرالله على واقعيته وصدقه. وأنا شخصيا أصدق كلام السيد كما يصدقه عشرات الملايين من العرب، والأهم أن إسرائيل وساستها يصدقون ذلك فكيف سيقوم باحتلاله هذا .

رأيت وسمعت العديد من الإسرائيليين وبالامس رئيس بلدية كريات شمونة الذي قال بأن كل شكاوى الناس منذ سنوات في الشمال للجيش بانهم يسمعون أصوات حفر بماكينات تشبه ماكينات الكسارات تحت الارض لم يعرها الجيش اهتماما، في إشارة لحفر الأنفاق من داخل لبنان الى داخل المستعمرات والمدن الإسرائيلية في الشمال، وعليه فإن الأخبار تتحدث عن وجود أعداد من الأنفاق قد جهزها رجال المقاومة باتجاه المستوطنات في الشمال، والحديث يدور عن أنفاق كبيرة وعريضة تدخل منها السيارات لا تعلم عنها إسرائيل، وهذا ما يفسر أمكانية دخول آلاف المقاتلين اللبنانيين الى إسرائيل.

أنا أفهم من هذا أن ما يحدث في غزة مشاهد بسيطة بانتظار الفيلم الكبير والمعركة الكبيرة القادمة، هذا إن لم تبدأ خلال هذه الحرب، فتصريح إيران وحزب الله بأن المقاومة لن تسقط في غزة ولن يسمحا بسقوطها تقول الكثير.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.