بيرنيل ايرنسايد:
كيف نتوقع أن يهتم الآباء بأبنائهم ومن يرعى الأطفال ومن يقوم بتربيتهم بطريقة ايجابية وتنشئتهم عندما يكونون هم أنفسهم غير قادرين على الحياة كبشر؟
انه شيء غير عادي ان تعيش في هذه الأوضاع وأن تبقى على قيد الحياة وأن تشهد استخدام أسلحة مدمرة بطريقة غير معقولة تقوم بتقطيع أوصال الناس بعمليات بتر وتشويه مروعة وتمزق الناس إربا أمام عيون الأطفال وأمام الوالدين أيضا
قالت رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في غزة بيرنيل ايرنسايد إن "أكثر من 400 طفل قتلوا في هجوم اسرائيل على القطاع وأن نحو 400 ألف أصيبوا بصدمة ويواجهون مستقبلا قاتما للغاية. وأضافت ايرنسايد التي ترأس مكتبا ميدانيا تديره يونيسيف في غزة إن إعادة بناء حياة الأطفال ستكون جزءا من جهد أكبر بكثير لإعادة بناء القطاع بمجرد ان يتوقف القتال بصفة دائمة.
وقالت: “كيف نتوقع أن يهتم الآباء بأبنائهم ومن يرعى الأطفال ومن يقوم بتربيتهم بطريقة ايجابية وتنشئتهم عندما يكونون هم أنفسهم غير قادرين على الحياة كبشر؟ هناك أناس فقدوا كل أفراد العائلة في ضربة واحدة.”
وأضافت في مكالمة هاتفية وهي تتحدث في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة في جنيف “كيف يمكن لمجتمع ان يتعامل مع هذا؟.”
وحتى الرابع من الشهر الجاري، أشارت التقارير الى مقتل 408 أطفال أي 31 في المئة من العدد الاجمالي للقتلى المدنيين. وكان أكثر من 70 في المئة من 251 فتى و157 فتاة قتلوا أعمارهم 12 عاما أو اقل.
وحتى قبل أحدث أعمال عنف كان أطفال غزة يدرسون على فترات بسبب نقص المدارس وتخرجوا الى سوق عمالة يعاني فيه 59 في المئة من البطالة.
وقالت ايرنسايد، بحسب ما نقلته “رويترز”: “اذا كنت في السابعة فانك تكون قد عشت حربين سابقتين” وأحدث تصعيد كان أسوأ من حرب 2008-2009 و2012.
وقالت “انه شيء غير عادي ان تعيش في هذه الأوضاع وأن تبقى على قيد الحياة وأن تشهد استخدام أسلحة مدمرة بطريقة غير معقولة تقوم بتقطيع أوصال الناس بعمليات بتر وتشويه مروعة وتمزق الناس إربا أمام عيون الأطفال وأمام الوالدين أيضا.”
وتشير تقديرات اليونيسيف الى أن نحو 373000 طفل أصيبوا بنوع من التجربة الصادمة المباشرة ويحتاجون الى دعم نفسي واجتماعي.
وقالت: “هذا جهد لا يعقل القيام به ومهمة ضخمة للغاية بالنسبة للفرق التي وصلت بالفعل على الارض. لكن بالطبع نحن ملتزمون بالسعي للقيام بهذا العمل على مدار الأشهر والسنين التي يحتاجها إنجاز ذلك".
وقالت إن موظفي الأعمال الانسانية يعملون بكل طاقتهم مشيرة الى الدمار الذي أحدثته اسرائيل في امدادات الطاقة الكهربائية التي تسببت في تفاقم وضع إمدادات المياه الخطير بالفعل من خلال وقف تشغيل منشآت ضخ المياه.
وأضافت “توجد كمية محدودة للغاية من المياه متاحة. وهي تستخدم في الشرب مما يعني انه لا توجد مياه كافية للأغراض الصحية. نرى أطفالا يأتون من ملاجئهم وهم مصابون بالجرب والقمل وكل أنواع الأمراض المعدية.”
وتابعت “والأمر الأسوأ هو انه خارج الملاجئ معظم الناس لم يحصلوا على مياه من مصدر الامدادات عدة أسابيع الان. إنهم في حالة مروعة من حيث القدرة على الحصول على أي نوع من مياه الشرب النقية غير الملوثة بالصرف الصحي.”
وأشارت ايرنسايد في تقديراتها إلى أن إيواء العائلات التي دمرت منازلها سيتكلف من 40 الى 50 مليون دولار في العام القادم وهو مبلغ ضئيل من اجمالي تكاليف إعادة الاعمار.