الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 05:02

حيط غزة عالي ويناطح عنان السماء/ بقلم: فريد ظاهر

كل العرب
نُشر: 06/08/14 15:34,  حُتلن: 16:09

 فريد ظاهر في مقاله:

 المقاومة الفلسطينية في غزة تتشكل من كل الفصائل الفلسطينية السياسية والعسكرية الّا أنّ اللاعب المركزي فيها هي حماس وذراعها العسكري كتائب القسام

أبتعدت حماس عن كل دول الطوق المحيطة بفلسطين وما كانت موافقتها على المصالحة وحكومة التقنوقراط برئاسة محمود عباس دون وجود أي وزير من حماس الّا محاولة للخروج من عزلتها الكبيرة

 لقد أثبت المقاومة قدرتها على الصمود والرد على العدوان الإسرائيلي وبقاءها صامدة واثقة من نصرها وجعلت إسرائيل أضحوكة للأمم وأكدت ما أشار إليه سماحة السيد حسن نصرالله بأن إسرائيل أوهى من بيت العنكبوت

نجحت المقاومة الفلسطينية بخلق شيء جديد لأول مرة في إسرائيل منذ 66 عاما وهو "لاجئين إسرائيليين" أؤلئك الذين هدمت بيوتهم والآلاف الذين يرفضون العودة الى بيوتهم بعد أن فقدوا ثقتهم بساستهم

 أيقنت أسرائيل بعد كل جرائم الحرب التي ارتكبتها والجرائم ضد الانسانية بأن قوتها العسكرية وتفوقها الجوي والبحري أعجز من أن تسقط المقاومة وفشلت في أيقاع وقتل المقاومين جنودا وقادة

وضعت المقاومة الفلسطينية شروطا للهدنه تليق بمستوى التضحيات وعزز مطالبها هذه أضافة لقدرتها على الصمود وتكتيكاتها ومفاجئاتها العسكرية الدعم الشعبي اللامتناهي من الشعب الغزي القابع تحت القصف

كنت مع بداية هذا العدوان على غزة، هذا العدوان على البشرية قد أشرت إلى أن هذه الحرب العدوانية ستكون آخر هذه الحروب التي تعاملت معها أسرائيل وكأنها نزهة أو لفّة بالطيارة على غزة، وصلت لهذه القناعة من أول يومين من ضرب غزة بعدما أيقنت أنها حرب طويلة وأن أسرائيل قد أوقعت نفسها في فخ رسمته وجهزّت له هي بنفسها على غزة، مع مقاومة أعدت نفسها بشكل ممتاز بأنتظار هذا العدوان، وأي محاولة للأعتداء على غزة تحتاج من الآن الى تفكير طويل وحسابات كبيرة جدا وبالنهاية ستوصل أسرائيل الى قناعة بأنّ أي عدوان لن يكون لصالح أسرائيل.

متابعتي للعدوان ولوقف أطلاق النار وللمطالب التي رفعتها المقاومة وللمفاوضات الدائرة الآن في القاهرة تؤكد صدق قناعاتي وتدعمها الأمور التاليه :
1 – المقاومة الفلسطينية في غزة تتشكل من كل الفصائل الفلسطينية السياسية والعسكرية ، الّا أنّ اللاعب المركزي فيها هي حماس وذراعها العسكري كتائب القسام. حماس والتي هي ذراع الأخوان المسلمين في فلسطين، كانت قد مارست عدة ممارسات أوصلتها الى الحضيض السياسي منها خيانتها لسوريا المقاومة التي أحتضنت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس وقادتها الذين لم يقبل أستقبالهم على أراضيها الّا سوريا وبالذات رئيس المكتب السياسي لحماس الأستاذ خالد مشعل، أضافة لخيانتها لحركة المقاومة الأولى في الشرق الأوسط حزب الله وأيران الذين دعموا معنويا وعسكريا وسياسيا وماديا وعلى مستوى التدريب والتكتيك العسكري لرجال المقاومة من حماس والمقاومة بشكل عام ، أضافة لموقف حماس من أحداث مصر وتدخلها العسكري هناك، الأمر الذي خلق الحقد المصري عليها.
هذه الظروف وضعت حماس في خانة (اليك) فهذه الدول التي أغضبتها حماس تضاف الى الدول التي ترفض وجود حماس على أراضيها مثل الأردن، وهكذا أبتعدت حماس عن كل دول الطوق المحيطة بفلسطين، وما كانت موافقتها على المصالحة وحكومة التقنوقراط برئاسة محمود عباس دون وجود أي وزير من حماس الّا محاولة للخروج من عزلتها الكبيرة، لتأتي هذه الحرب والتي أستعدت لها حماس بشكل رائع ومثير للأعجاب لتنقذ حماس وتحولها الى رائدة المقاومة والتي أحتضنت بحكمة كل الفصائل في مقاومة موحدة. ولتحتضنها جماهير الشعب في غزة والقطاع والضفة الغربية والفلسطينيين داخل اسرائيل. وليتكلل الأعتراف بحماس كقوة سياسية من خلال مطالبة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر للرئيس باراك أوباما بالأعتراف بحماس كفاعل على الساحة السياسيه وشطب أسمه من قائمة الأرهاب.

2 – لقد أثبت المقاومة قدرتها على الصمود والرد على العدوان الإسرائيلي وبقاءها صامدة واثقة من نصرها، وجعلت إسرائيل أضحوكة للأمم وأكدت ما أشار إليه سماحة السيد حسن نصرالله بأن إسرائيل أوهى من بيت العنكبوت، مما جعل أسرائيل تبدع بما تحترف من قتل للأطفال والهدم والدكّ الذي يبعد عن العمل العسكري كبعد الأرض عن السماء.

3 – أن طبيعة قطاع غزة الجغرافية المسطحة والتي تشبه الى حد بعيد مرج إبن عامر بعيدا عن الجبال والتلال التي يحتاجها العمل العسكري الذي يفتقد للدفاعات الجوية وصِغر المساحة الجغرافية وكثافتها السكانية والمحاطة بالعدو من الاربع جهات تقريبا، تضيف قدرا كبيرا من الإعجاز على صمود المقاومة الفلسطينية، وتدق ناقوس الخطر عند قادة أسرائيل حول ما سيكون في حربها مع المقاومة اللبنانية الآتية حتما، تلك المقاومة المدرسة التي لقنت أسرائيل دروسا في العمل العسكري وكسرت الى الآبد هيبة أسرائيل العسكرية ، تلك المقاومة اللبنانية التي تمتلك الجغرافيا والمساحة والأرادة والتطور التكنولوجي والأهم المضادات الجوية، المقاومة التي تهدد عن وعي بأحتلال شمال أسرائيل.


4 – نجحت المقاومة الفلسطينية بخلق شيء جديد لأول مرة في إسرائيل منذ 66 عاما وهو "لاجئين إسرائيليين" أؤلئك الذين هدمت بيوتهم والآلاف الذين يرفضون العودة الى بيوتهم بعد أن فقدوا ثقتهم بساستهم الذين يؤكدون إغلاق جميع الأنفاق الأدعاء الذي لا يصدقه غالبية سكان الجنوب المحاذي لغزة الذين يلاحقهم شبح الأنفاق.

5 – عدا عن ضرب الصواريخ بأتجاه أسرائيل والتي جعلت ملايين الأسرائيليين من سكان الملاجئ ، فقد نجحت المقاومة بنقل المعارك الألتحامية الى داخل أسرائيل ،الأمر الذي لم نراه منذ عمر هذه الدولة من خلال الأنتقال الى أرض العدو عبر الانفاق التي أعجزت أسرائيل.

6 – بالمقابل أيقنت أسرائيل بعد كل جرائم الحرب التي ارتكبتها والجرائم ضد الانسانية بأن قوتها العسكرية وتفوقها الجوي والبحري أعجز من أن تسقط المقاومة وفشلت في أيقاع وقتل المقاومين جنودا وقادة ،وبقيت المقاومة بقوتها مع سيطرة تامة على أدارة المعركة حتى اللحظة الأخيرة.

7 –" نجحت" أسرائيل بقتل حوالي 2000 فلسطيني غالبيتهم الساحقة من المدنيين وجرح حوالي ال10000 مواطن مدني ، بينما نجحت المقاومة بقتل مئات الجنود أعترفت أسرائيل ب 65 جندي وضابط ، كما وأصيب المئات من الجنود الأسرائيليين ، واثبتت المقاومة طهر سلاحها مقابل قذارة سلاح الجيش الأسرائيلي ، وتذكر أسرائيل مستوى التعامل الانساني الذي حظي به الاسير جلعاد شليط أثناء أسره في غزة مقابل الظروف السادية والمعاملة الغير انسانية التي يحظى بها الاسرى الفلسطينيون.

8 – بعد هذا الفشل المدوي والمريع للعدوان الإسرائيلي طالب إسرائيل بوقف إطلاق النار بالسر والعلن ما سمعناه بشكل مباشر وما نسمعه نقلا عن ، بينما وضعت المقاومة الفلسطينية شروطا للهدنه تليق بمستوى التضحيات وعزز مطالبها هذه أضافة لقدرتها على الصمود وتكتيكاتها ومفاجئاتها العسكرية ، الدعم الشعبي اللامتناهي من الشعب الغزي القابع تحت القصف والذي طالبهم بشدة بان لا يرضوا بأي أتفاق هدنة لا يرتقي لحجم الألم والمعاناة والتضحيات.

من هنا تبدأ المفاوضات ، تبدأ بشروط فلسطينية قبلت بقسم منها أسرائيل قبل أن توافق المقاومة عليها. المقاومة الفلسطينية تعي جديدا ما تعنيه الحرب من دمار وتشريد ولجوء جديد ومعاناة وضحايا ، وانّها تأبه جيدا لآلام الناس ولم تذهب الى هذه المعركة الا مضطرة ، وبعد الاتفاق القادم حسب كل المحللين لإن جهود المقاومة والحكومة الوطنية ستنصب على التعمير ولن تجازف ولن تنجر لأي أستفزاز أسرائيلي ، وستضع كل طاقاتها في عمران قطاع غزة وفي التخفيف عن سكانه ، الأعمار الذي من الممكن أن يكون بطرق أفضل (عمارات عاليه )تجعل هناك متسعا لحدائق وأماكن عامة ، لتزدهر الحياة فيها قدر المستطاع .وفي المقابل كما أسلفنا فلن تعود اسرائيل لعدوان جديد يعد كل ما شاهدته وأحسته على جلد سكانها في مناطق تعادل 65 بالمئة من مساحة اسرائيل ، من مقاومة تهتم بتطوير نفسها يوما بعد يوم من صواريخ محليه الصنع ومن بنادق محلية أضافة للأسلحة المتطورة التي تحصل عليها .
في المرحلة القريبه ستنشغل الساحة السياسية الاسرائيلية بتصفية حسابات داخلية وتهم متبادلة حول ادارة المعركة ، وصولا الى انتخابات جديدة وستنشغل حتما بمحاكم دولية لجرائم الحرب الى ان تتورط في حرب مع لبنان على الأقل.

06.08.2014 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.