نتنياهو:
أثني مجدداً على جيش الدفاع بجميع جنوده وقادته وعلى رأسهم قائدهم الأعلى رئيس الأركان الجنرال بيني غانتس
إنني فخور بأن أكون رئيساً لحكومة شعب متماسك وموحَّد إلى هذا الحد شعب أبدى مدى ما لديه من عطاء ومحبة إزاء سكان جنوب البلاد وجنود جيش الدفاع الذين يقاتلون من أجلنا جميعاً
وصل الى موقع العرب بيان من أوفير جندلمان الناطق الرسمي بلسان نتنياهو، جاء فيه: "أدلى رئيس الوزراء نتنياهو بالتصريحات التالية في المؤتمر الصحفي الخاص الذي عقده مساء أمس: "إن إسرائيل تتابع عن كثب كيفية تطبيق وقف إطلاق النار في غزة ميدانياً. ولا يزال جيش الدفاع منتشراً في الميدان بقوات معززة لتقديم الحلول اللازمة لأي سيناريو محتمل. وعلى كل حال ستبقى في المناطق المحيطة بالتجمعات السكنية المحاذية لقطاع غزة قوات لم تكن مرابطة هناك قبل العملية العسكرية، وذلك لغرض توفير الحماية الأفضل لسكان المنطقة. أرجو التوضيح أن الأوضاع الأمنية لسكان المنطقة صارت أفضل وأكثر أمناً مما كانت عليه قبل العملية".
وأضاف البيان: "كانت حماس قد حفرت خلال السنوات الأخيرة منظومة من الشبكات التي تخترق أراضينا بهدف ارتكاب اعتداءات إرهابية إستراتيجية واسعة النطاق ضد المدنيين الإسرائيليين. وقد دمر جيش الدفاع هذه المنظومة خلال الأسابيع الأخيرة. ولم نخرج من الميدان داخل قطاع غزة إلا بعد تأكد جيش الدفاع من تدمير هذه المنظومة من الأنفاق التي كنّا على علم مسبق بها إلا أنه جرى اكتشاف جزء آخر منها خلال نشاطات قواتنا على الأرض. كما أنشأت حماس على مدى السنين منظومة من القذائف الصاروخية تستهدف إلحاق الأذى على نطاق واسع بالمدنيين الإسرائيليين. غير أن [منظومة] (القبة الحديدية) [لاعتراض القذائف الصاروخية المعادية]- إلى جانب الانضباط الحديدي الذي أبداه المواطنون الإسرائيليون [قاصداً من حيث التزامهم بتعليمات الاحتماء من الهجمات الصاروخية]- قد تمكنت من التصدي لهذه المنظومة أيضاً. وتمكن جيش الدفاع وجهاز الأمن العام (الشاباك) أيضاً من إحباط الاعتداءات الإرهابية التي خططت لها حماس بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية الأخرى بحراً وجواً وتحت الأرض لاستهداف المدنيين الإسرائيليين".
وجاء في البيان: "وقد دافع جنود جيش الدفاع في جميع هذه المحاولات [للقيام باعتداءات إرهابية] بأجسادهم عن المدنيين الإسرائيليين وحالوا دون استهدافهم. ويقدم الشعب بأسره شكره لجنودنا الأبطال. كما أن المنظومة الأمنية التي تغطي حالياً سكان المنطقة المحيطة بقطاع غزة تشمل الحماية المكثفة للتجمعات السكنية بالإضافة إلى سعينا لإيجاد حل تكنولوجي لاختراق أي أنفاق جديدة أراضينا. أرجو أن أثني مجدداً على جيش الدفاع بجميع جنوده وقادته وعلى رأسهم قائدهم [الأعلى] رئيس الأركان الجنرال بيني غانتس. وأعني بذلك جميع الجنود سواء أكانوا جنود الخدمة النظامية أو الخدمة الدائمة أو رجال الاحتياط. وقد عمل جنودنا دون كلل وأبدوا الإخلاص والتفاني في أدائهم من منطلق عقيدتهم الراسخة بصواب طريقنا، فضلاً عن أدائهم المهني والأخلاقي. إنني أؤدي لهم مع الشعب برمته تحية الإجلال. إنني أقود بمعية وزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس الأركان المعركة من منطلق النظرة الشاملة ومن خلال اعتماد الطريقة المسؤولة والمتروِّية سعياً لاستعادة هدوء وأمن المواطنين الإسرائيليين والتفكير في كيفية ضمان أمن جميع المدنيين وجنود جيش الدفاع".
وشدد البيان: "أرجو التصدي لهذه الأقاويل المجهولة المصدر التي تنتقد جيش الدفاع. إن جيش الدفاع لهو جيش متميز وقوي، وقد حقق إنجازات ملحوظة في القتال مع حماس والتزم- ولا يزال- بالأهداف المحددة له. كما أنه تمكن من جمع المعلومات الاستخبارية النوعية سواء قبل العملية [العسكرية في غزة] أو خلالها. إن جيشنا- بكافة مستويات قياداته ومقاتليه- يتألف من أشخاص متميزين حيث ندين له جميعاً بالشكر. إن الشعب برمته يقف إلى جانب جيش الدفاع سواء في الفترات الروتينية أو خلال أيام المعركة. إنني فخور بوجود جيش كهذا لدينا حيث نظلّ واقفين إلى جانبه. كما أنني فخور بأن أكون رئيساً لحكومة شعب متماسك وموحَّد إلى هذا الحد، شعب أبدى مدى ما لديه من عطاء ومحبة إزاء سكان جنوب البلاد وجنود جيش الدفاع الذين يقاتلون من أجلنا جميعاً. إن احتضاننا لأبناء العائلات الثكلى سيبقى إلى الأبد. لقد تحدثتُ إلى كثير من أبنائها وسأتحدث معهم جميعاً. إنني أعي آلامهم بصفتي شخصياً ابناً من أبناء العائلات الثكلى [بالإشارة إلى مقتل شقيقه الأكبر في عملية عنتيبي الشهيرة عام 1976 حيث كان قائداً لوحدة الاستطلاع الخاصة التابعة لقيادة هيئة الأركان العامة] التي ازداد عددها لشديد أسفي خلال الأسابيع الأخيرة. كما أبعث من هنا بتمنياتي بالشفاء العاجل لجميع الجرحى وأقول لآبائهم وأمهاتهم وأولادهم وزوجاتهم إننا سنقف إلى جانبهم طول فترة علاجهم وإلى حين تماثلهم للشفاء. كما أرجو الإطراء على الكلام الواضح الذي قاله اليوم- أم بالأحرى الليلة الماضية- وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن ضرورة جعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح. لقد تحدثتُ معه ظهر اليوم مرة أخرى حيث كان الحديث بيننا جيداً جداً، وشكرته شخصياً على كلامه الهام. إن مجرد تحديد هذا الهدف من قبل جهات محورية في المجتمع الدولي ينطوي على أهمية بالغة بالنسبة لدولة إسرائيل. إننا نبذل حالياً جهوداً جبارة لكي نشرح للعالم حقيقة أن الجهة المسؤولة عن الدمار والقتل لسكان غزة ما هي إلا حماس".
وإختتم البيان: ولهذا السبب طلبت عقد هذا المؤتمر مع ممثلي الإعلام الدولي لكي أشرح صواب الطريق الذي تسلكه دولة إسرائيل ومواطنوها وجنودها. إذ لم يتسنَّ للمراسلين الأجانب إلا الآن- لدى مغادرتهم قطاع غزة- بث الحقيقة التي كانت حماس قد منعتهم من نشرها". ويشار إلى أن رئيس الوزراء عرض لدى انتهائه من إلقاء بيانه على مندوبي الإعلام الدولي صوراً جوية لغزة تبيّن نقاط إطلاق القذائف الصاروخية والأنفاق التابعة لحماس والواقعة في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، بالإضافة إلى عرض أشرطة مصورة للتقارير الصحفية التي تُظهر عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من داخل المناطق المدنية في غزة وشريط آخر يعرض الإنذارات التي أرسلها جيش الدفاع إلى المدنيين في غزة قبل إقدامه على عمليات قصف وتجنبه استهدافهم".