بلال شلاعطة في مقاله:
عندما اتطرق للقيادة الحالية سأتطرق ايضا لمن يعرضون خطاباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي ومدى تأثير الخطاب العائلي على الخطاب الحزبي
لا شك أن ما يحرك مجتمعنا السياسة والاعتبارات السياسية شاء المواطن ام ابى سلبا او ايجابا في الخطاب العائلي والحزبي على حد سواء
وصلنا الى نقطة تتشابك من خلالها المصالح السياسية والحزبية والعائلية والرأسمالية وكل هذه المحاور تغذي بعضها البعض
كان على الاحزاب العربية ومنذ سنوات ان تركز على طرح قضايا المواطنين المحلية والمجتمعية ولو على حساب قضايا سياسية محددة وهذا ما لم نشهده منذ زمن وبدا واضحا ان مطالب الشباب في المجتمع العربي تغيرت وخطابهم تغير وتم تليينه مع الواقع الحالي
ما يحرك مجتمعنا وكما يتضح عائلات والتي حركت هذا المجتمع وعلى مدار عقود ولكن من خلال مظلة حزبية واضحة المعالم والآن وبعد ان تبددت هذه المظلة اصبحت المدرسة العائلية هي المدرسة المسيطرة فهي التي تفرض على الحزب تياراً واجندة سياسية
لا تستطيع أن ترسخ خطابا صادقا اذا كانت المصلحة هي التي تقود ولا تستطيع ان تتحدث عن مصلحة بلدة اذا كانت العائلة هي التي تقرر ولا تستطيع ان توصل خطابك اذا كانت العائلة هي التي تقرر أو تفرز أو تسيطر
في مقالي هذا سأخوض في عدة جوانب لا بد من التطرق لها تخص الحراك المجتمعي والجماهيري ودور القيادة المحلية والقطرية في صياغة شكل آخر للواقع المجتمعي في سياق الواقع العائلي وسياسة الاحزاب. عندما اتطرق للقيادة الحالية سأتطرق ايضا لمن يعرضون خطاباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي ومدى تأثير الخطاب العائلي على الخطاب الحزبي.
لا شك أن ما يحرك مجتمعنا السياسة والاعتبارات السياسية شاء المواطن ام ابى سلبا او ايجابا في الخطاب العائلي والحزبي على حد سواء، وما يحرك السياسة اعتبارات سياسية محلية في البلدة العربية وكنت سأذهب ابعد من ذلك لاقول الاعتبارات العائلية. فالحزب السياسي اصبح عائليا بكل ما يمكن ان يترجم حرفيا الى واقع. هذا المذهب هو مذهب مقرون ايضا بالنظرية الرأسمالية التي تغذيها مصالح فئات دون الاخرى.
إذاً وصلنا الى نقطة تتشابك من خلالها المصالح السياسية والحزبية والعائلية والرأسمالية وكل هذه المحاور تغذي بعضها البعض. الحزب السياسي له مصالحه في الحفاظ على الموروث الحزبي ضمن اجندة سياسية والتي تشكل "طابو" لأفراد المجموعة، والطابع السياسي لا يتخاصم مع المدرسة العائلية وفي اعلى القمة تتربع النظرية الرأسمالية. ما يشهده مجتمعنا مؤخراً تصدع النظرية الحزبية والتي كانت تشكل صمام امان في طرح هموم وقضايا المواطنين حتى تشكلت فجوة بين مطالب المواطنين من جهة والواقع الحزبي من جهة اخرى والسبب ظهور الخطاب العائلي حتى داخل الاحزاب وبحدة.
كان على الاحزاب العربية ومنذ سنوات ان تركز على طرح قضايا المواطنين المحلية والمجتمعية ولو على حساب قضايا سياسية محددة وهذا ما لم نشهده منذ زمن وبدا واضحا ان مطالب الشباب في المجتمع العربي تغيرت وخطابهم تغير وتم تليينه مع الواقع الحالي. في حديث اجريته مع رئيس لجنة المتابعة قال: "انا قدمت استقالتي من رئاسة لجنة المتابعة ولا اعلم الى اين الامور تتجه؟". رئيس اللجنة كان صريحا في اجابته والتي تعكس فوضى في ترتيب الاوراق الحزبية والسياسية حتى في جوهر لجنة المتابعة. بين الانقسام الحاصل بين المذاهب جميعها يضيع المواطن وتضيع الرؤية والعين الثاقبة لمستقبل هذا المجتمع. بنظرة سريعة على ما يحصل في شبكات التواصل الاجتماعي تجد ان كل الاطراف من القيادة الحزبية يشد لطرف ما حتى اصبح الصراع على الشخص اهم من الصراع على النص وهنا يفقد الخطاب مصداقيته وشرعيته. الخطاب الواضح هو الذي يرتكز على رؤية قيادية واضحة للجميع حتى في واقع التعددية السياسية او حتى التعددية العائلية اذا صح التعبير.
ما يحرك مجتمعنا وكما يتضح عائلات والتي حركت هذا المجتمع وعلى مدار عقود ولكن من خلال مظلة حزبية واضحة المعالم والآن وبعد ان تبددت هذه المظلة اصبحت المدرسة العائلية هي المدرسة المسيطرة فهي التي تفرض على الحزب تياراً واجندة سياسية، وبما ان هذه الاجندة عائلية اذا يصبح الحزب عائلياً. السؤال الذي يطرح هل اصبحت الاحزاب العربية في البلدات العربية تتبع لعائلات؟ وما هو مفهوم البعد السياسي اذا ما سيطرت العائلة؟ وما الذي يحرك هذه الاحزاب لكي تترجم البعد السياسي الى مصلحة عائلية؟ كلها تساؤلات تقف عند هامش التجاذب العائلي والحزبي في جميع المنتديات المحلية والقطرية على حد سواء. المبنى العائلي للأحزاب العربية وداخل البلدات العربية يشكل حاجزاً امام دافعية وتحرك الشباب لان الهم الاول الحفاظ على مصالح العائلة وحتى كنت أذهب أبعد من ذلك، الحفاظ على مصالح شباب العائلة ليفقد البعد الحزبي من قيمته على حساب تيار سياسي عائلي هو حديث الصنع وتم استيراده من منظومة النظام الملكي القديم الحديث. والنتيجة هنا أن ما يحدث في المجتمع العربي انقسام حزبي سببه تجاذبات عائلية سيطرت على الاجندة الحزبية والآن نحن نلمح انعكاساتها على المجتمع.
لا تستطيع أن ترسخ خطابا صادقا اذا كانت المصلحة هي التي تقود ولا تستطيع ان تتحدث عن مصلحة بلدة اذا كانت العائلة هي التي تقرر ولا تستطيع ان توصل خطابك اذا كانت العائلة هي التي تقرر أو تفرز أو تسيطر. بمعنى اخر اصبح مستقبل هذا المجتمع مرهون لاعتبارات عائلية ولكن بغطاء حزبي. حتى في داخل البلدة الواحدة تجد افراد عائلة معينة يحاولون السيطرة على المفهوم والنص الحزبي وفي هذه الحالة يضيع النص ويضيع المفهوم. اذا تمت السيطرة على الخطاب الحزبي من قبل الخطاب العائلي واذا اصبحت العائلة تياراً سياسياً فالوضع الاجتماعي يصبح رهينة لخطابات متناقضة بين المدرسة الحزبية من جهة والمدرسة العائلية من جهة اخرى. قضايا الجمهور العربي قضايا ملحة ويجب ايجاد قاعدة مشتركة من اجل التجاوب مع هذه المطالب، ففي ظل ما تشهده لجنة المتابعة وفي ظل عدم التجاوب مع مطالب الموطنين من قبل الاحزاب السياسية اصبحت الكرة في ملعب العائلة وهذا الوضع خطير لما يمكن ان يكون له من ابعاد سلبية وسياسية سلبية على المجتمع بأكمله. عندما تقرر العائلة هذا يعني قررت المنظومة الملكية وهذا من ضمن الامور التي تتصادم مع المفاهيم والمعاني الحزبية في مفهوم تمثيل المواطنين، فلا يعقل ان تمثل العائلة المواطنين باسم الحزب كما لا يعقل ان يمثل الحزب المواطنين باسم العائلة. اصل ومن خلال هذا المقال الى استنتاج يقول هنالك حاجة ملحة لصياغة خطاب مجتمعي موحد لجميع المدارس التي تتصادم مع بعضها البعض وهو مفهوم الوحدة الضائعة لجميع المدارس التي تمثل الجماهير العربية في البلاد.
* الكاتب بلال شلاعطة: إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الادارة العامة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net