صحيفة يديعوت أحرونوت :
العتاد العسكري المتوفر للجيش لم يتح له تدمير أكثر من نفقين أو ثلاثة خلال يومين من العمل المتواصل على مدار الساعة
الاستخبارات الإسرائيلية ترصدت أبو شمالة بوصفه مهندس الأنفاق والعطار بوصفه قائد عملية أسر الجندي جلعاد شاليط وبرهوم بوصفه المسؤول عن إدخال الأسلحة إلى غزة مدة 20 عاما وانتظرت حتى لاحت الفرصة
عمليات القصف من الجو وسياسية الاغتيالات سوف تستمر حتى تقول حماس كفى وتسعى إلى تسوية سياسية والاغتيالات ليست عمليات انتقامية للدعاية إنما هي الطريقة الوحيدة لجرف إنجازات جدية مقابل "منظمة إرهابية"
تركزت صحيفة يديعوت أحرونوت في صفحاتها الرئيسية اليوم الجمعة، عن عملية اغتيال القياديين الثلاثة في كتائب القسام: محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم. كما لم يوفر أبرز كتابها كلمة في التعظيم من شأن عملية الاغتيال، وكيل المديح للشاباك والاستخبارات العسكرية، والقفز إلى استنتاجات سريعة مفادها أن مثل هذه العمليات قد تستنزف حركة حماس حتى تلجأ إلى القبول بوقف إطلاق النار والتسوية السياسية. وفي المقابل فإن الكاتب إيتان هابر أشار إلى أن الإنجاز في عملية الاغتيال يقتصر على الاغتيال نفسه وليس أكثر، فهناك عدد كبير جدا من القادة العسكريين لدى حماس، وهناك تيار لا ينتهي من المقاتلين.
حركة حماس - (تصوير reuters)
وأبرزت الصحيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية ترصدت أبو شمالة بوصفه مهندس الأنفاق، والعطار بوصفه قائد عملية أسر الجندي جلعاد شاليط، وبرهوم بوصفه المسؤول عن إدخال الأسلحة إلى قطاع غزة، مدة 20 عاما، وأنها انتظرت مدة شهر ونصف حتى لاحت الفرصة، يوم أمس الأول. وأشارت إلى المتابعة الليلية للشاباك والاستخبارات العسكرية للعملية، وثم استهداف المبنى بقذائف تزن كل واحدة طنا، وذلك نظرا لكبر المبنى ولضمان عدم خروج أحد حيا. إلى ذلك، كتب ناحوم برنيع أنه بعد 46 يوما من الحرب، يبدو أن هذه الحرب أصبحت الأطول في تاريخ إسرائيل، وأنه أطلق ذات مرة على مثل هذه الحروب "حرب استنزاف"، مشيرا إلى أن الهدف الذي تحدث عنه نتانياهو، وهو "أن يتمكن الإسرائيليون من النوم بهدوء"، لا يزال بعيدا عن أن يتحقق.
ومن جهته كتب أليكس فيشمان، تحت عنوان "حتى يقولوا كفى"، مفتتحا مقالته بالإشارة إلى حديث ضابط كبير في سلاح الجو، جاء فيه "كنا متأكدون أنهم لا يزالوا في المنزل في رفح. كان البيت كبيرا، لذلك ألقينا قنابل تزن الواحدة منها طنا. كان علينا أن نتصرف بسرعة قبل أن يخرجوا". ويتابع أن من السهل الإنجرار وراء أقوال مفادها أن الاغتيالات لم تثبت جدواها على طول السنين، ولكن هذه المرة فإن الحديث عن عملية أثناء الحرب تعتبر ضربة جدية لحركة حماس. وتابع فيشمان أنه بعد شهر ونصف في الخنادق، فإن كبار قادة الجناح العسكري لحماس بدأوا بالوقوع في الخطأ، حيث تم استهداف منزل محمد الضيف عندما وصل إلى المنزل في زيارة عائلية، وبعد يوم "ضرب عصفوران بحجر واحد"، حيث استهدف قائد العملية التي أسر فيها غلعاد شاليط عندما التقى مع "جنرال الجنوب" في حماس. ولكن صورة النهاية لم تتحقق بعد، وأن عمليات القصف من الجو وسياسية الاغتيالات سوف تستمر حتى تقول حماس "كفى"، وتسعى إلى تسوية سياسية. كما كتب فيشمان أن الاغتيالات ليست عمليات انتقامية للدعاية، وإنما هي الطريقة الوحيدة لجرف إنجازات جدية مقابل "منظمة إرهابية"، ولكن بتكلفة أقل.
وكتب أن أبو شمالة والعطار شاركا في عمليات كثيرة قتل فيها إسرائيليون، وأنهما كانا المسؤولين عن نقل الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة عن طريق رفح، ولهما دور في إطلاق صواريخ باتجاه إيلات، واعتبر أن أبو شمالة كان مسؤولا عن مقتل جنود إسرائيليين كثيرين، وتسلل 13 من المقاومة الفلسطينية عن طريق أحد الأنفاق خلال الحرب الحالية.
ويشير في مقالته إلى أن العتاد العسكري المتوفر للجيش لم يتح له تدمير أكثر من نفقين أو ثلاثة خلال يومين من العمل المتواصل على مدار الساعة. ويتساءل "لقد وقفت ألوية كاملة مدة أسبوعين تحت النار حتى وصلهم العتاد اللازم لتدمير الأنفاق، وخاصة المواد المتفجرة السائلة. فهل هذا جيش تصل ميزانيته إلى 60 مليار شيكل؟". وإن قيادة أركان الجيش هي الجهة القادرة على التأثير على قرار الحكومة عندما تقرر شن الحرب. ورغم أن الحكومة شكلت "المجلس للأمن القومي"، في إطار استخلاص العبر من حرب 1973، والحرب الثانية على لبنان 2006، ولكن هذا المجلس ليس له وزن مقابل قيادة هيئة أركان الجيش. وبالنتيجة فإن الشاباك والاستخبارات العسكرية سيبقيان الأكثر نفوذا في عملية اتخاذ القرارات الأمنية، ولذلك لا يستطيع الجيش أن يدعي أن المستوى السياسي هو الذي أملى عليه الخطة البرية لتدمير الأنفاق، فالجيش هو الذي جاء بهذه الخطة، بدون أن يكون مستعدا لها. إلى ذلك، أشار فيشمان إلى أن الجيش لا يعتقد أنه بوجوب احتلال قطاع غزة، وأن هناك عددا ليس قليلا في الأجهزة الأمنية يعتقدون أنه يمكن إنهاء الحرب عن طريق تسوية تخدم المصالح الإسرائيلية. وبحسبهم فإن حماس معنية بتسوية في حال قدمت لها مصر وإسرائيل خطة لا تتضمن مركبات مذلة، وإذا قدمت إسرائيل شيئا فإن حماس، وعن طريق السلطة الفلسطينية، سوف تتجه باتجاه المبادرة المصرية بما يضمن تحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وإعادة الإعمار.