النائب إبراهيم صرصور:
يندهش الواحد منا مرة بعد مرة بسبب استفحال العنف والجريمة وازدياده بشكل جعل الحليم حيرانا
ن المستهجن جدا أن يقبل قِطاعٌ من أبنائنا أن يكونوا النار التي تحرقنا وتهدنا من الداخل بينما نار السياسة العنصرية الإسرائيلية تحرقنا من الخارج
المتتبع لردود الفعل لدى الأغلبية الصامتة في مجتمعنا حيال العنف وأخباره وبالذات عمليات القتل التي تجاوزت كل حد وآخرها اغتيال المربي المرحوم يوسف حاج يحيى بدم بارد سيلمس مدى الاستياء العارم والغضب الجارف الذي يجتاح هذه الغالبية المسالمة
وصل لموقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن مكتب النائب إبراهيم صرصور، جاء فيه:"إستنكر النائب إبراهيم صرصور جريمة القتل الجبانة التي استهدفت المربي المرحوم يوسف حاج يحيى مدير "كلية عمال" في الطيبة، معتبرا هذه الجريمة النكراء استمرارا لمسلسل العنف الذي ما زال يجتاح مجتمعنا العربي دونما رادع من قانون او قِيَمٍ او اعراف وتقاليد، او وازع من دين وشرف".
إبراهيم صرصور
وقال صرصور:" نِمْنَا ليلة أمس واستيقظنا صباح اليوم الاثنين 25.8.2014 على أخبار مذبحة جديدة من نوع خطير أصابت من مجتمعنا مقتلا ، ذهب ضحيتها مدير كلية مرموقة في مجتمعنا العربي ، كان في اجتماع مع هيئته التدريسية استعدادا لسنة تعليمية جديدة .. دخول مجرم واحد الى حرم الكلية ، وتجاوزه مسافة ليست بالقصيرة ليصل بكل أمان وقد غطى وجهه بلثام الى قاعة الاجتماع التي كان المرحوم يلتقي بمعلميه فيها ، ثم يطلق الرصاص ويتمكن من الفرار ، هو عار في جبين مجتمعنا لا يغفره الا قومةٌ واحدة تضع حدا لهذا الانهيار . من ينتظر الشرطة ان تقوم بدورها في حماية مجتمعنا من مُجْرِميه ، واهِمٌ ، واهِمٌ ، واهِمٌ . لذلك لا بد من عمل شيئ ، واهل مكة ادرى بشعابها".
وأضاف:"يندهش الواحد منا مرة بعد مرة بسبب استفحال العنف والجريمة ، وازدياده بشكل جعل الحليم حيرانا ... في كل يوم وبعد كل نشاط جماهيري يعالج قضية العنف وأثرها المدمر على المجتمع ، يُمَنِّي الواحد منا نفسه بالأمل في أن يكون هذا النشاط أو ذاك بداية العد التنازلي لهذا المرض العضال الذي يوشك أن يفتك بالجميع ، وأن يحرق الأخضر واليابس ، وأن يُحِيلَ كل قطعة خضراء جميلة في حياتنا إلى صحراء قاحلة وإلى قطعةٍ جرداء لا حياة فيها . لكن الواقع يأتي ليصدمنا بمعطياته المذهلة وإحصائياته الصاعقة ... لا يكاد يمر أسبوع إلا وتمتلئ الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية بأحداث العنف ، والتي وصلت حد القتل والاغتيال للأبرياء في وضح النهار ، ولأسباب أقل ما يمكن أن يُقال فيها أنها أتفه من تافهة ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون سببا في إراقة الدماء الزكية وإزهاق الأرواح البريئة ، مع ما يترتب عليها من ارتباك خطير للبنى الاجتماعية التي تعاني ابتداء من شبه انهيار في كثير من المجالات".
وأشار إلى أنه:"من المستهجن جدا أن يقبل قِطاعٌ من أبنائنا أن يكونوا النار التي تحرقنا وتهدنا من الداخل، بينما نار السياسة العنصرية الإسرائيلية تحرقنا من الخارج ، وتكاد تقضي على البقية الباقية من عوامل التماسك في جسدنا الاجتماعي، وقوة الصمود في وجه تحدياتها ومخاطرها ... قد تقوى جماهيرنا على النهوض في وجه العنصرية حتى لو ملكت كل أسباب القوة الهمجية، إن هي حافظت على متانتها وصلابتها الذاتية ، لكنها أبدا لن تصمد إن هي أكلتها الصراعات الداخلية ، وفتكت بخلاياها الحية سمومٌ زعافٌ تنتجها مصانع الانتحار الذاتي وبأيدي أبنائنا وفلذات أكبادنا. المتتبع لردود الفعل لدى الأغلبية الصامتة في مجتمعنا حيال العنف وأخباره وبالذات عمليات القتل التي تجاوزت كل حد، وآخرها اغتيال المربي المرحوم يوسف حاج يحيى بدم بارد على مرأى ومسمع من العشرات من المعلمين والسدنة والموظفين، والتي استفزت كمثيلاتها السابقة مشاعر كل شريف ، سيلمس مدى الاستياء العارم والغضب الجارف الذي يجتاح هذه الغالبية المسالمة، ولكن هذا المشاعر ترفض أن تتجاوز النفوس إلى الميدان ، أو أن تتحول من موجات عاطفية طاهرة إلى خطط ميدانية وبرامج عمل تشكل إعلانا رسميا لحرب حقيقة على إرهاب العنف والجريمة التي تكاد تصل إلى كل بيت".
واكد النائب صرصور على أن:"هذا هو التحدي الكبير ... لن تنفعنا منذ الآن كل بيانات التنديد والاستنكار ، ولا المؤتمرات الأكاديمية لبحث الظاهرة وتحليلها ، على أهمية كل ذلك وضرورته .... نعتقد أننا تجاوزنا بسنين مرحلة التشخيص ، ومن العدل مع أنفسنا ومع مجتمعنا ألا نبقى رهائن هذه المرحلة على أهميتها ، وأن ننتقل وبالسرعة الممكنة إلى مرحلة التنفيذ لأنها الوحيدة الكفيلة – بإذن الله – بوقف التدهور الرهيب الذي تشهده مجتمعاتنا كهدف أول ، ثم تجفيف هذا المستنقع بكل ما أوتينا من قوة ... القوة بكل أشكالها ومعانيها ، فإنه – كما هو معروف – لا يفل الحديد إلا الحديد ، وعلى الباغي تدور الدوائر" إلى هنا نص البيان.