عُمر عاصي :

كارثة فعلاً كارثة عندما نبدأ بإفتقاد أشخاص ساهموا بحق في تطوّر مجتمعنا بهكذا شكل هَمَجي فلمن لا يعلم فإن مدرسة عمال كانت ولا زالت - رُبما - من أفضل مدارس المنطقة، في الطيّبة إلتقيت بأستاذة مميزين

في الطيبة نفسها وفي مدرسة عَمال  أذكر كذا أستاذ كانوا بارعين في مُكافحة العُنف هؤلاء كانوا الأقرب إلى الطلاب .. حتى العنيفين منهم وكان الجميع يحسب حسابهم .. قبل ان " يتمرد " 

كارثة عندما تكتشف أن مجهولاً دخل " مدرستك " في وضح النهار ليدخل على مديرك فيقتله بدم بارد .. وامام الجميع .. وينطلق هارباً. ويمضي اسبوع ولعل العُمر يمضي ونحن لا ندري .. من القاتل ؟ كالعادة .. حتى في قريتي الصغيرة " الوادعة " .. عشت أكثر من 3 حوادث قتل فما بالكم بالطيبة ؟ للأسف .. عندما درست في مدينة الطيبة لطالما ظننت أن العنف لا يطال إلا " المافيا " .. كُنت ساذجاً حينها  ولم اتخيّل أن القتل قد ينال كُل منّا وحتى من مدير المدرسة التي فتحت لي ابوابها وفتحت لي ابواب المُستقبل.

كارثة فعلاً .. كارثة عندما نبدأ بإفتقاد أشخاص ساهموا بحق في تطوّر مجتمعنا بهكذا شكل هَمَجي .. فلمن لا يعلم فإن مدرسة عمال كانت ولا زالت - رُبما - من أفضل مدارس المنطقة، في الطيّبة إلتقيت بأستاذة مميزين ، إلتقيت بطلاب مميزين ، وبدأت أرى الحياة بشكل مُختلف، وفي الطيبة بدأت التدوين واليوم أكتب للطيبة لأنني مُتأكد أنها طيّبة .. وان فيها خير كثير .. وفيها "شر" .. فيها مُحطة شرطة  ويُحكى ان الشرطة في منطقتنا صرّحت يوماً أن عدد الأسلحة غير المرخصة هو 36 ألف قطعة .. ولكنها لا تُحرك ساكناً .. كما يبدو .. ولا اظنها ستتحرك .. ولا اظن ان هُناك أمل .. او حل .. إلا بأن نبدأ نحن .. من أنفسنا ..

في الطيبة نفسها وفي مدرسة عَمال 1 .. أذكر كذا أستاذ .. كانوا بارعين في مُكافحة العُنف .. هؤلاء كانوا الأقرب إلى الطلاب .. حتى العنيفين منهم .. وكان الجميع يحسب حسابهم .. قبل ان " يتمرد " .. هؤلاء الأستاذة لن انساهم ابداً .. هؤلاء علموني واحدة من أفضل طُرق مكافحة العنف التي عرفتها في حياتي .. علموني أن الإقترب من الشخص العنيف ومُحاولة فهمه ومُصاحبته " كأستاذ " هي أفضل الطرق لكبحه .. علموني أن هذا أنجع وافضل بكثير .. من مليون مظاهرة ومليون ندوة .. ومليون كتاب .. عن العنف .. !!

رحمة الله عليك يا أستاذ يوسف .. !
آمل ان نستيقظ بعدك ! 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net