سيادة المطران جورج وديع بقعوني:
المسيحي خائف لما يحدث في العراق والشرق الأوسط في ظل فقدان الأمان
جئت لخدمة الناس وليس فقط المسيحيين وأدعو الجميع لنبذ الخلافات والتعاون لما يخدم الخير العام
الفاتيكان يضغط على الدول العالمية لإيجاد حلول للقتل وسفك الدماء وذلك ليحل السلام والأمن بين الشعوب
حان الوقت لأن تستفيق الدول العظمى من سباتها فسياستها أكدت أن المصالح الاقتصادية بالنسبة لها أقوى وأفضل من الضمير الإنساني
"جئت لخدمة الناس وليس فقط المسيحيين، وأدعو الجميع لنبذ الخلافات والتعاون لما يخدم الخير العام. أرحب بداية بوسائل الاعلام، والمطرانية وسنكون على تواصل أكثر وأكثر مع وسائل الاعلام، وجئت لهذه الأبرشية لأخدم المقيمين بها ولأساعدهم قدر الامكان" هذا ما قاله صاحب السيادة المطران جورج وديع بقعوني الكلي الوقار، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، في مؤتمره الصحفي الذي عقده صباح الأربعاء، على شرف تسلمه زمام الأمور، حيث عبر في كلمته الافتتاحية للمؤتمر عن سعادته مشيرًا أن "الكثير من التحديات والمهام التي من أجلها حضر تنتظره في الجانب الاداري والديني"، داعيًا "الجميع الى العمل المشترك والتعاون لما فيه فائدة للجميع".
وقدّم وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات، في بداية المؤتمر نبذة عن حياة المطران بقعوني وشرح بأن الكنيسة عامة والمطران خاصة ينتهجان سياسة "الباب المفتوح" بالنسبة للتعامل مع الناس عامة، بما في ذلك وسائل الإعلام".
وتحدث المطران بقعوني في المؤتمر حول رؤيته للأوضاع في الأرض المقدسة والشرق الأوسط، منوها إلى ضرورة العمل معًا من أجل تعايش مبني على الاحترام المتبادل ومناشدًا الدول الكبرى بالتدخل لحقن الدماء في المنطقة، من خلال وضع حلول سلمية لمختلف الصراعات الراهنة. كما وأشار المطران بقعوني الى أنه باشر العمل لتشكيل لجان تساعده في عمله الكنسي، سواء من الناحية الروحية أو الادارية، ومبديًا استعداده للتعاون مع وسائل الإعلام بشفافية كاملة، إلا أنه حث أيضًا وسائل الإعلام على التعامل بنزاهة ومصداقية بالمواضيع التي تعالجها.
وفي رده على سؤال لموقع العرب وصحيفة كل العرب حول الواقع وما يشهده الشرق الأوسط من تطورات قال بقعوني: "المسيحي خائف لما يحدث في العراق والشرق الأوسط في ظل فقدان الأمان، وحان الوقت لأن تستفيق الدول العظمى من سباتها، فسياستها أكدت أن المصالح الاقتصادية بالنسبة لها أقوى وأفضل من الضمير الإنساني. المجتمع المسيحي قلق ازاء ما يحدث من اعمال قتل وانتهاك لحياة اناس ابرياء يقتلون في سوريا والعراق، لا توجد اشارات مطمئنة والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا ولا يتخذ القرارات المصيرية من أجل إحلال السلام.
من اليمين: سيادة المران بقعوني ووديع أبو نصّار
وتابع صاحب السيادة: "هناك تحديات كبيرة مشتركة مع باقي المسيحيين في المنطقة، هناك اناس مثلا بعيدون عن الكنيسة وأناس غير مؤمنين وهم مسيحيون فقط بالإسم. هناك امور تنظيمية ادارية، وكل مطران يأتي هو استمرارية لما سبقه".
وعن موقفه من تجنيد الشباب المسيحي الى صفوف الجيش الاسرائيلي، قال المطران بقعوني: "موقفي سيكون موقف الكنيسة، وكل ما نتفق عليه في الكنيسة المحلية هو قرار ملزم لي. هناك أمور ليست بيدنا، والمساعدة للناس والفقراء والوقوف الى جانبهم سيكون من اولوياتنا. الكنيسة تحاول دائما المساعدة ولكن هناك أمور ليست بيدها إنما بيد الدولة والسلطات المحلية".
وعن دور الفاتيكان لما يجري بالشرق الأوسط، قال المطران بقعوني: "الفاتيكان يضغط على الدول العالمية لإيجاد حلول للقتل وسفك الدماء، وذلك ليحل السلام والأمن بين الشعوب. يجب السعي لوقف القتل في سوريا والعراق، أين احترام الانسان وقيمته؟ أين الضمائر الحية التي تنادي بالسلام، لا نريد أن نسمع بيانات الاستنكار والشجب، بل نريد حلولا وعملا ليحل السلام في العالم وليتوقف سفك الدماء في العالم".