الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

مكانة اللغة العربية في دولتنا/ بقلم: عزّت فرح

كل العرب
نُشر: 09/09/14 11:43,  حُتلن: 11:48

عزّت فرح في مقاله:

احد احزاب الحكومة الذي له مركز مرموق بادر الى تشريع قانون بموجبه يمنع استعمال اللغة العربية في الدولة

تنامى الى مسامعي خبر فيه من الفكاهة والسخرية من تفكير العربي في هذه البلاد، بلاد السمن والعسل، ما ورد من تعليمات قراّتها على لسان مدير مستشفى (ملبين) في مدينة نهاريا د. برهوم وهو حسب ما ورد على لسانه تعميم لكل مستشفيات بلادنا، يقول الخبر ما معناه: يمنع التحدّث في المستشفى الا باللغة "الرسمية" في البلاد اللغة العبرية.

اعتراني الذهول لاستغبائهم بعقولنا، اليست اللغة العربية لغة رسمية في البلاد، معرفتي تقول نعم انها لغة رسمية في البلاد ولكن هذه الرسمية هي حبر على ورق. ولماذا؟

إن كل معاملات الحكومة تقريبا باللغة العبرية لا العربية، وما يزيد الطين بلة ان احد احزاب الحكومة الذي له مركز مرموق بادر الى تشريع قانون بموجبه يمنع استعمال اللغة العربية في الدولة، وذلك لتوطيد اللحمة اليهودية وزيادة الاتحاد وربما لالغاء العربية من المدارس ولتحريم تعلم العربية في المدارس اليهودية وانني متاّكد اذا تخاذلنا في اعلان معارضتنا.

ونبذنا لهذا الاجراء العنصري الخالص، ربما قد يمنعون ابناءنا من استخدام العربية ليس في مدارسنا فقط وانما في بيوتنا كذلك واتوقع من هؤلاء العنصريين ان يزيل استعمال لغتنا بتاتا تصور اخي ان يجازوا الزوج اذا خاطب ابناءه وزوجته واخوته واقاربه بلغته العربية.

في واحة الديموقراطية كل شيء ممكن، ممنوع ان تتكلم بلغتك اليوم في المستشفى وغدا في الشارع والحارة والبيت، سبحان الله. في مستشفى نهاريا اكثر من نصف روّاده من العرب وكثير من العاملين والممرضات والاطباء هم من العرب واذا كان ابنك العربي يرقد في المستشفى وطبيبه العربي ابن بلدك وجارك هو عربي كذلك، ممنوع عليك ان تساّل عن ابنك باللغة العربية بل فقط بالعبرية مسموح السؤال والاستفهام واذا حدث وكانت الممرصة حاضرة وهي من حارتك عليك أن تساّلها بالعبرية فقط. يخيل اليك صديقي انك تستمع الى مشهد فكاهي وليس الى واقع ماّساوي.

غالبية الاوراق التي تصلنا من حكومتنا الرشيدة مكتوبة بالعبرية وان وجد في بعضها لغة عربية فهي صغيرة جدا ومهمشة وبالكاد تستطيع ان تقراّها. الى أين وصلنا في هذا الاستغباء وهذه العنصرية التي ما سمعت ولا قرأّت اخطر منها. ولذلك وكنتيجة لما ذكر اعلاه اقول لنوابنا في البرلمان ان تحركوا وشدوا الهمة وكذلك للجنة المتابعة العليا ولجنة الرؤساء.
احذروا العنصرية احذروا من غضبنا وسوف اقول ما قاله اجدادنا:
هذا اوان الشد فاشتدّي زيم
قد لفها الليل بسوّاق حطم
ليس براعي ابل ولاغنم
ولا بجزّار على ظهر وضم
بات براعيها غلام كالزلم
خدلج تاساقين خفّاق القدم

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة

.