الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

الكاتب الفلسطيني محمد علي طه في كفرقرع: الجائزة الكبرى هي إعجاب القارئ بالنّص

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 17/09/14 12:47,  حُتلن: 14:05

المحامي حسن محمد عثامنة رئيس مجلس كفر قرع المحلي أكد فخر واعتزاز كفر قرع بإستضافة الأديب الفلسطيني محمد علي طه لما يحمله موروثه الأدبي الفلسطيني من أثر على أجيال هذا الشعب

 افتتحت الندوة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية مُرحبةً بالكاتب مشيرة إلى انجازاته الأدبيّة في القصّة القصيرة والرّواية والمسرحيّة والمقالة وأدب الأطفال

تحدّث الكاتب في محاضرته عن تجربته الأدبيّة طيلة خمسين عاماً وعن علاقته باللغة التي اعتبرها ويعتبرها قضيّة قوميّة ووطنيّة من الدّرجة الأولى

إلتقى الكاتب الأديب محمّد علي طه مع مجموعة متميّزة من المثقّفين والقرّاء في بناية المكتبة العامة كفر قرع على اسم المرحوم علي حيدر زحالقة، وذلك تحت رعاية المحامي حسن محمد عثامنة رئيس مجلس كفر قرع المحلي وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية، وذلك من خلال محاضرة غزيرة وشيقة بعنوان "تجربتي الأدبيّة مع القصّة واللغة" تميّزت بالدّفء وبالعمق وبالتّشويق وبالصّراحة. افتتحت الندوة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية مُرحبةً بالكاتب مشيرة إلى انجازاته الأدبيّة في القصّة القصيرة والرّواية والمسرحيّة والمقالة وأدب الأطفال والى ارتقائه بالذائقة الأدبية الفلسطينية الوطنية الواضحة والشامخة من خلال مسيرة أعماله المُشرفة واصفةً إياها أنها من رحم النكبة وألم الاحتلال، مؤكدةً أن أعماله تحمل وتُخلد راية الصمود والبقاء من خلال طه الكاتب المنكوب في قريته ميعار عام 1948 واللاجئ الغريب في وطنه والمشبع بالحس الوطني والجاعل من فلسطين شغله الشاغل في محاور الإنسان والمكان والتراث، مشيرة إلى علاقة الصادقة الإنسانية مع سيد الكلمة محمود درويش والراحل سميح القاسم، ثمّ رحّب به نظير زحالقة القائم بأعمال رئيس المجلس المحلي نيابة عن رئيس المجلس وبعدئذ تحدّث الكاتب الباحث د. محمود أبو فنّة مرحّباً بالضيف ومشيراً إلى علاقته به وطارحاً عليه أسئلة تتعلّق بكتابته وبإبداعه في شتّى المواضيع.

المحامي حسن محمد عثامنة، رئيس مجلس كفر قرع المحلي أكد فخر واعتزاز كفرقرع بإستضافة الأديب الفلسطيني محمد علي طه لما يحمله موروثه الأدبي الفلسطيني من أثر على أجيال هذا الشعب، مشيراً إلى فضله على الكثير من طالبات وطلاب كفر قرع خريجي الكلية العربية الأرثوذكسية الذين تتلمذوا على يد الأديب محمد علي طه بموضوع اللغة العربية، وهو كاتب وقاص وروائي معروف في العالم العربي والبلاد، وترجمت أعماله إلى عدة لغات، مشيراً إلى العشق البارز للأرض في أعمال الأديب وما يتجسد من عوامل ومقومات لهوية الإنسان الفلسطيني وهو يصارع أزمة بقائه ووجوده على ما تبقى من تراب على ارض الوطن، منوهاً ان كفر قرع تتشرف بأن تكون منارة لاستضافة رموز الثقافة والأدب الناقد في البلاد.

تحدّث الكاتب في محاضرته عن تجربته الأدبيّة طيلة خمسين عاماً وعن علاقته باللغة التي اعتبرها ويعتبرها قضيّة قوميّة ووطنيّة من الدّرجة الأولى وقال "أنا من جيل حافظ على هذه اللغة كما يحافظ المرء على بؤبؤ عينه وحرص أن يكتب بلغة سليمة خالية من الأخطاء اللغويّة والنّحويّة وكنتُ وما زلت أقول: قد يخطئ باللغة كاتب عربيّ من مصر أو سوريا أو لبنان ولكنّ كاتباً يعيش الحصار الثّقافيّ هنا ويعيش المؤامرة المستمرّة على اللغة العربيّة وعلى الوجود العربيّ الفلسطينيّ ممنوع أن يخطئ بل إنّ الخطأ اللغويّ خطيئة". وتحدّث الكاتب أيضاً عن اهتمامه بالمكان في قصصه مؤكّداً أنّ هذا الأمر هو ردّ طبيعيّ على النّهج الحكوميّ الصّهيونيّ في عبرنة أسماء الأماكن، كما تطرّق إلى مواضيع قصصه منذ القصص الأولى التي اهتمّت بالقرية وبالفلاح وبالأرض وبالصّمود وبالبقاء في الوطن إلى القصص التي صوّرت المخيّم الفلسطينيّ والثّورة ومقاومة الاحتلال والانتفاضة إلى قصص المجتمع المدنيّ، وتوقّف عند علاقاته مع بعض المدن في البلاد ذاكراً اهتمامه بالمواضيع الاجتماعيّة والسّياسيّة وقضايا المرأة والشّباب. وقال: مهمّتي هي أن أزرع الأمل وأنمّيه عند القارئ فالحياة جميلة وبلادنا جميلة وشعبنا من أطيب الشّعوب وأمّا اليأس فهو مصلحة لعدوّنا. وتحدّث عن السّخرية في قصصه ومقالاته ومسرحيّاته وبيّن أنّ السّخرية عامل للتّشويق كما أنّها سلاح ضد الظّالمين والعتاة وقرأ مقطوعة ساخرة من كتاباته.

وقال المحاضر إنّ "قضيّة العنف تقلقني جدّاً وقد نشرتُ قبل سنوات مقالاً بعنوان "خطاب القلق" حذّرتُ فيه من هذه الظّاهرة الخطيرة على مجتمعنا وعلى وجودنا في وطننا وكتبتُ يومئذٍ قصّة اسمها "الشّتيمة" عالجتُ فيها موضوع العنف في مجتمعنا وأثارت القصّة أصداء واسعة بين القرّاء". وأكّد الكاتب أنّ "أهم جائزة ينالها المبدع هي إعجاب القارئ بنصّه ورضاه عنه"، وقال: "أصارحكم بأنّني أشعر بقلق عند نشري قصّة جديدة. وأنا أحاول أن أجدّد في أسلوبي. أحاول أن تكون كلّ قصة جديدة تختلف عن سابقتها وكذلك كلّ مجموعة جديدة. الكتابة عمليّة متعبة وشاقّة وفي الوقت نفسه هي عمليّة ممتعة، وعلى الكاتب أن يقرأ باستمرار في شتّى المواضيع، في علم النّفس وفي علم الاقتصاد وفي علم الاجتماع وفي علم الطّب وفي السّياسة لأنّه يكتب عن الإنسان وللإنسان فمن الطّبيعيّ أن يسعى ويجتهد لفهم هذا الإنسان ومعرفته".

وذكر الكاتب أسماء بعض القصص القصيرة التي يعتبرها محطّات في مسيرته الإبداعيّة مثل: اللجنة، عائشة تضع طفلاً حيّاً، وصار اسمه فارس أبو عرب، عائد الميعاريّ يبيع المناقيش في تلّ الزّعتر، وردة لعينيّ حفيظة، النّخلة المائلة، العسل البريّ، الشّتيمة، أيّام العدّة وغيرها. وردّ الكاتب على أسئلة الحاضرين التي تميّزت بالاهتمام الواسع بالموضوع وبالدّقة وبالمعرفة وبالتّجاوب مع المحاضرة.  

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
286950.63
BTC
0.52
CNY
.