تمحورت الخطبة حول: ها هي الليالي العشر من شهر ذي الحجة التي أقسم الله تعالى بها في كتابه العظيم قد أظلتنا من جديد، وذلك بقول الله عز وجل: ((وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ))
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘العشر من ذو الحجة‘‘؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ أسامة مسلماني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: ها هي الليالي العشر من شهر ذي الحجة التي أقسم الله تعالى بها في كتابه العظيم قد أظلتنا من جديد، وذلك بقول الله عز وجل: ((وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)). والتي لفت نظرنا إليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء في صحيح البخاري، من حديث سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء). وكما جاء في معجم الطبراني بسند جيد، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهنَّ التسبيح، والتكبير، والتهليل) .
يا عِبادَ الله، خَيرُ ما نَستَقبِلُ بهِ هذهِ الأيَّامُ التَّوبَةُ والإنابَةُ من جَميعِ الذُّنوبِ والآثامِ والمَظالِمِ، فإنَّها مِفتاحُ السَّعادَةِ، وعَلَيها تُشَيَّدُ الصَّالِحاتُ، ورُبَّ عَمَلٍ عَظيمٍ غَمَصَتْهُ ذُنوبٌ سالِفَةٌ لم يَتَطَهَّرْ صاحِبُها منها، فلم يُفلِحْ بِادراك بَرَكَتِها، ونَيلِ ثَوابِها، وكانَت عَلَيهِ وَبالاً وخُسراناً، ولم ينال منها غَيرَ النَّصَبِ والتَّعَبِ.
فهل يَسمَعُ أهلُ الذُّنوبِ والمُوبِقاتِ الذينَ تَلَطَّخَت أيادِيهِم بالدِّماءِ البَريئَةِ، وبأكلِ الحَرامِ وبِتَرويعِ الآمِنينَ نِداءَ الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير))؟. وهل سَمِعَ هؤلاءِ وأمثالُهُم من الظَّلَمَةِ نِداءَ الله تعالى: ((وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون)).".
وأردف الشيخ قائلاً: ولعلنا أيها الإخوة أن نتنبه إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) لم يقل ما من أيام العبادة فيها خير فيها، إنما قال: العمل الصالح. لأن العمل الصالح يشمل العبادات والمعاملات والأعمال التي تصلح الفرد والهيئة الاجتماعية والأسرة الإنسانية. والإنسان بفطرته ينهض بالأعمال الصالحة التي تصلحه، وتصلح بني جنسه، والإنسان العاقل السوي في طبعه لا يجنح إلى فساد ولا إلى إفساد، بل إلى صلاح وإصلاح.".
وتابع الشيخ حديثه بالقول: فيا إخوة الإيمان بادروا إلى العمل الصالح في هذه الأيام المباركة. حافظوا على صلواتكم في جماعة وخاصة الفجر والعشاء. حافظوا على تلاوة القرآن العظيم. حافظوا على صحيفة أعمالكم أن لا تسجل فيها المعاصي. حافظوا على حسن أخلاقكم وخاصة مع نسائكم. حافظوا على لقمة الحلال واجتنبوا لقمة الحرام. حافظوا على صلة الأرحام وصلة من قطعكم. حافظوا على النصح لكل مسلم, عاملوه كما تحبون أن يعاملكم. حافظوا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها. وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي. حافظوا على سلامة قلوبكم من الحقد والغل والحسد. لا تتركوا مجالاً للحظة أن تمر عليكم بدون خير تقدموه لأنفسكم، وأسأل الله أن يوفقنا لذلك مع الإخلاص والقبول.
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: يا عِبادَ الله، إذا لم نَلحَقْ بِرَكبِ الحُجَّاجِ والمُعتَمِرينَ في هذا العامِ فَعَزاؤُنا هوَ ما رَغَّبَنا به النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الأعمالِ الصَّالِحاتِ، لأنَّ القاعِدَ عن عُذرٍ وقَدَرٍ شَريكٌ للسَّائِرِ في الأجرِ، ولَرُبَّما سَبَقَ السَّائِرُ بِقَلبِهِ السَّائِرينَ بأبدانِهِم. كما وتطرق الشيخ في ختام حديثه لموضوع اغاثة المحتاجين والملهوفين في يوم العيد، يوم الأضحى من خلال الهدي النبوي الشريف واتباع السلف..؛ قال صلوات ربي وسلامه عليه لما سئل اي الاعمال افضل قال:"ادخال السرور على مؤمن او ان تشبع جوعته او ان تستر عورته"، قال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال: "من ادخل على اخيه المسلم سرورا او فرحا في دار الدنيا خلق الله عز وجل من ذلك خلقا يدفع عنه الافات في دار الدنيا فاذا كان يوم القيامة كان قريبا"..".