رسالة عيد الأضحى المبارك/ بقلم: البطريرك ميشيل صباح

كل العرب
نُشر: 01/01 21:07,  حُتلن: 22:42

 
البطريرك ميشيل صباح في مقاله:

المسيحيون يُقتَلون والمسلمون يُقتلون وغيرهم يُقتلون وفيهم جميعا يُقتل الإنسان

أرجو لكل مسلم أن يكون مسلما بحسب ما يريده الله لا بحسب ما يريده هو الإنسان لنفسه

المطلوب اليوم من المسلم والمسيحي واليهودي والدرزي أن يكون مستعدًّا للتضحية بنفسه لا بغيره أمام ربه ليستحق السلام

السلام ممكن في فلسطين وفي إسرائيل ولكن لا بد من قادة لا سيما في إسرائيل تؤمن بهذا الصلاح في ذاتها وفي مواطنيها وفي الفلسطينيين كلهم

أتمنى لكل مسلم ومسلمة عيدا سعيدا، وأسعد حياة، بالرغم من كل الاضطرابات التي تحيط بنا، وبالرغم من الموت وقسوة الإنسان على الإنسان، حيث المسيحيون يُقتَلون والمسلمون يُقتلون وغيرهم يُقتلون، وفيهم جميعا يُقتل الإنسان.

أتمنى لكل مسلم ومسلمة أسعد الحياة، هنا في فلسطين وإسرائيل، بالرغم من الحرية المعدومة التي ما زلنا نبحث عنها. أسأل الله السلام والعدل في فلسطين وإسرائيل، وأن يعيش المسلم والمسيحي واليهودي والدرزي في أحسن الأحوال وفي أطيب العلاقات.

وأن يعيش الناس هنا في اطيب العلاقات، يهودا وفلسطينيين، وفي مختلف الديانات، هذا أمر ممكن، ولو أن بعض المسؤولين يقولون ويلقّنون ويربّون على أن هذه العلاقات الطيبة بين الجميع أمر غير ممكن. السلام ممكن في فلسطين وفي إسرائيل. ولكن لا بد من قادة، لا سيما في إسرائيل، تؤمن بهذا الصلاح في ذاتها وفي مواطنيها وفي الفلسطينيين كلهم، مهما اختلفت وتنوعت طرق مقاومتهم لاسترجاع الحرية والأرض المفقودة.

واليوم هو أيضا عيد الغفران لليهود. أسأل الله لهم أن يتقبلوا الغفران وأن يصبحوا قادرين على الإيمان بصلاح الله في ذاتهم وفي الفلسطينيين الذين يعيشون معهم. أسأل الله لهم أن يجدوا طريق السلام الصحيح ومن ثم الحياة المطمئنة.

الأضحى عيد الذبيحة والتضحية. ابراهيم أبو الأنبياء ضحى بابنه في طاعته لله. والمطلوب اليوم من المسلم والمسيحي واليهودي والدرزي أن يكون مستعدًّا للتضحية بنفسه لا بغيره أمام ربه، ليستحق السلام. لأن السلام نعمة منه تعالى وعلى الإنسان أن يستحقها. وقبل أن يصنع السلام بالقتال، يمكنه أن يستحقه من غير قتال إن هو استعد لأن يضحي بنفسه، وربّى أبناءه على الاستعداد نفسه، أن يضحي كل واحد بنفسه في سبيل سعادته وسعادة غيره. والكلام للفلسسطيني واليهودي وفي مختلف دياناتنا.

ولا بد من رؤية جديدة: كلنا خليقة الله. كلنا إخوة. أولا إخوة، ثم نحن مسلمون ومسيحيون ودروز ويهود ...
وهذا يعني تربية جديدة.
وما يحدث في بلداننا العربية، وفي العراق وسوريا، حيث الإنسان بلغ أقصى درجة من الانحدار في قتل أخيه الإنسان، أرجو لكل مسلم أن يكون مسلما بحسب ما يريده الله، لا بحسب ما يريده هو الإنسان لنفسه.
كل مسلم عليه واجب تجاه إسلامه في العالم كله، وفي بلداننا العربية، وهنا في فلسطين وإسرائيل، أن يعيد الصورة المشرقة للإسلام، صورة تضيء فيها المحبة والاحترام المتبادل والتعاون، وبكلمة واحدة، هي الأساسية، فيها الأخوّة التي خلقنا عليها الله متساوين.

الأضحى عيد التضحية. ويذكّر كل مسلم بواجب التضحية بما يرى هو ليصبح قادرا على أن يرى ما يراه غيره، فيجمع بين رؤيته ورؤية غيره لتوفير سعادة الإنسان في هذه الدنيا.

القدس

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة