عمر مصالحة في مقاله:
وجود الأبناء في الحياة يعني الحيويَّة والحركة والنَّشاط وبدونِهم تتحوَّل حياتنا إلى صمتٍ ومل
الطفل الذي يسمع من أبويه وأقاربه الكلمات غير اللائقة من السباب والشتائم حتماً سيحاكي كلماتِهم ويتعوَّد تَرداد ألفاظهم
تُعتبر ظاهرة الشتم والسباب بين ابناء الشبيبة وطلاب المدارس في مختلف المراحل من أسوأ الظواهر الشائعة في مجتمعنا العربي، وتتفاوت درجات السباب والشتائم والألفاظ غير المستحبَّة بين ابناء الشبيبة وطلاب المدارس تبعًا للعديد من الأسباب والعوامل، والتي أولها الظروف الاجتماعيّة الصعبة التي يمر بها مجتمعنا بصور عامّة والعائلة بشكل خاص.
تعاني العائلات المحافظة على أبنائها من هذا الوباء، وتفاجأ بإستخدام أبنائها لهذه الكلمات، وتبدأ في التساؤل عن أسباب وصول هذه الألفاظ إلى أولادها.
وجود الأبناء في الحياة يعني الحيويَّة والحركة والنَّشاط، وبدونِهم تتحوَّل حياتنا إلى صمتٍ وملل، رغْم ما يتبع وجودَهم من مشقَّة وصعوبة. الأطفال نعمة إلهيَّة، يهبُها الله مَن يشاءُ من عباده، ولكنَّ البعض منا لا يقدر هذه النعمة ويستغلونها سلبياً، بعضنا يستغل الأبناء الأبرياء في جعلهم حقولاً للممارسات الشاذّة من قبل الأهل والأقارب، من خلال تلقينهم وتعليمهم الشتائم والكلمات البذيئة منذ بداية طفولتهم (الشتائم، السب، الكفر والبصق) على (الأب، الجد، العم، والخال وغيرهم..) لينال الولد شهادة دخول الحياة من اوسع ابوابها!!!.
إنَّها مصيبة وأي مصيبة أن يتحوَّل أقرب النَّاس إلى الابن السبب والمسبب الأول في تعليم ابنائنا بدايات السباب وعنف الكلام.
الطفل الذي يسمع من أبويه وأقاربه الكلمات غير اللائقة من السباب والشتائم، حتماً سيحاكي كلماتِهم، ويتعوَّد تَرداد ألفاظهم، فلا يَصدُر منه في النهاية إلا الكلام غير اللائق.عند انتقال الأطفال الى مراحل متقدمة في العمر وعند احتكاكهم مع الآخرين من أبناء جيلهم، يتولّد لديهم الإحساس بالصراع والنزاع، فيتسبَّب ذلك في توليد الرغبة لاستخدام اللغة العَدائية التي اكتسبوها من الأهل والأقارب للتعبير عن عدمَ رضاهم، فيستخدمون غالبًا الكلمات التي يسمعونها من ذويهم. على الآباء والأمهات والمربِّين أن يعطوا لأبنائنا القدوة الصالحة في حُسن الخطاب، وتهذيب اللسان، وأن يجنِّبوهم صُحبة الشواذ، حتى لا يتأثروا بانحرافهم، ويكتسبوا من عاداتهم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net