تمحورت الخطبة حول: الصبر هو الموقف الكامل الذي ينبغي أن يقفه المؤمن حينما يبتليه الله لقد جرت سنة الله في الحياة الدنيا أن تبنى على الابتلاء فالإنسان يبتلى في دينه ويبتلى في ماله ويبتلى في أهله ويبتلى في صحته وكل هذه الابتلاءات ما هي إلا امتحانات يمتحن الله بها عباده ليميز الخبيث من الطيب
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ محمود جدي (أبو صهيب)، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘لا تحزن إن الله معنا‘‘ من خلال القانون الرباني وكذلك ننجي المؤمنين؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: الصبر هو الموقف الكامل الذي ينبغي أن يقفه المؤمن حينما يبتليه الله؛ لقد جرت سنة الله في الحياة الدنيا أن تبنى على الابتلاء، فالإنسان يبتلى في دينه، ويبتلى في ماله، ويبتلى في أهله، ويبتلى في صحته، وكل هذه الابتلاءات ما هي إلا امتحانات يمتحن الله بها عباده ليميز الخبيث من الطيب ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين..".
القانون الرباني
وأردف الشيخ قائلاً:" القصة الشهيرة: قصة سيدنا يونس -عليه الصلاة والسلام- لما وجد نفسه فجأة في بطن الحوت في ظلمات ثلاث؛ ظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت، وظلمة أعماق البحر: ((فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))؛ ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ))؛ هذه قصة، الله عز وجل قلبها إلى قانون. قال:((وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)) فكلما ألمت بك ملمة، تصور سيدنا يونس -عليه السلام-، كيف أنه في بطن الحوت، احتمال النجاة صفر..”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول: أن المؤمن حينما آمن بالله, وحينما اصطلح معه, واستقام على أمره, وتاب من ذنوبه, وأقبل عليه مخلصاً, له معاملة خاصة, هناك وعود كثيرة في كتاب الله: ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا))، يدافع عنك وأنت لا تشعر, يهيىء أشخاصاً بالوقت المناسب, بالمكان المناسب, والعبارة المناسبة: يدافعون عنك: ((وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ))، بشارة ثانية؛ معك بالحفظ، والتأييد، والنصر، والتوفيق. بشارة ثالثة: ((إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً))، أنت في مودة الله عز وجل: ((فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا))، ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا))، لا خوف، ولا حزن، ولا ضلال، ولا شقاء، والله يدافع عنك، ويدعمك، ويؤيدك، وينصرك، ويحفظك: ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ))..".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول؛ لك أن تناجي ربك تشكو له ما ألم بك: بربك ألا يقشعر جلدك إذا قرأت هذه الآية: ((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))، ما هذه المناجاة؟ هذا نبي كريم يناجي ربه، ألك مع الله مناجاة؟ تشكو لله عز وجل بعض همومك ومتاعبك؟: ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ))..”.
في كل عصر، وزمان، ومكان، ومصر، ونظام دولة متخلفة، أو دولة قمعية، أو ديمقراطية، بزمن الرخاء أو الشدة، أو بالحرب، أو بالسلم: ((وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ))، قانون! أيها الأخوة: لو لم يوجد في الكتاب إلا هذه الآية لكفت، هذا قانون، ليس الأمر متعلق بيونس عليه السلام، لأن الله عز وجل أنهى القصة، وأعقبها بقانون، يجب أن تملأ نفوس المؤمنين بالأمل والتفاؤل، ولو رأينا الخطر محدق بنا، والعالم كله يحاربنا، ولو كان الفرق بيننا وبين الطرف الآخر فرقًا حضاريًا كبيرًا جداً, ومع ذلك: ((وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ))، أن تثق بالله، وتعتمد، وتتوكل عليه، هذا هو الإيمان، وترى أن الله لن يضيعك، لأن الله شكور، شكر الله لك أنك إذا خطبت وده خطب ودك، وإذا خدمت عباده سخر من يخدمك، وإذا أحسنت إلى خلقه أحسن إليك، وإذا خطوت نحوه خطوة أتى نحوك خطوات، وإذا أتيته تمشي فهو يهرول..".