عوض حمود في مقاله:
التحذير والتنبيه لم يعد يفلح لوضع حد لهذه الظاهرة المأساوية المستشرية بشكل واسع في مجتمعنا القروي
من هنا من حقنا أن نسأل سؤالا بديهيا أين دور الآباء والأمهات وكبار السن في التنبيه والتحذير من مخاطر وعواقب هذه الافعال الساقطة المنتشرة بين معظم شبابنا
هؤلاء الصبية أو الشباب اوقعوا أنفسهم في مطبات ذاتية حتى اصبحوا هم ضحايا لافعالهم الشيطانية دون الاخد مسبقا بالحسبان لما ستعود عليهم هذه الافعال
الفرقعة وإطلاق الرصاص الحي مستمر وعلى أشده دون الأخد بعين الاعتبار ومخاطر ومضار هذه المفرقعات رغم التحذيرات التي اطلقت حتى الآن من أئمة مساجد وقوى سياسية فاعلة على الساحة البلدية منبهة من الاضرار الكبيرة التي من الممكن أن تحدثه هذه المفرقعات وانعكاسها السيء على المجتمع بشكل عام وعلى المفرقع نفسه. وكم حدثت اصابات ذاتية ومن حوله مما اضطر العديد منهم لتلقي العلاج بالمستشفيات. وكم وكم منهم تعرضوا لبتر احد اطرافهم. فإما النداءات المستمرة من شخصيات فاعلة على الساحة البلدية بعدم جواز استعمالها فللأسف فلا جدوى منها ولا طائل. فإما نحن من جانبنا المواطنون العاديون المغلوب على أمرنا مضطرون للتعايش مع هذا الواقع المر من باب لا حوله ولا قوة لنا.
مسلسل المفرقعات مستمر وبشكل يومي وبكل ليلة وليلة. التحذير والتنبيه لم يعد يفلح لوضع حد لهذه الظاهرة المأساوية المستشرية بشكل واسع في مجتمعنا القروي. ولنبدأ بسوء ومخاطر هذه العادة القبيحة الدخيلة على مجتمعنا ولربما تكون الاسوء في محيطنا العربي بشكل عام. وكم هي المرات التي أوقعت هذه العادة السيئة من مصابين وجرحى مما جعلهم يرقضون في المشافي لتلقي للعلاج ومن المؤكد أن مثل هذه التشويهات التي اقترفوها هم بحق انفسهم ستبقى مرافقه لهم او له الى يوم يبعثون فهذه التشويهات قد تكون مختلفة خلقيا او جسديا رغم انهم ما زالوا في مقتبل العمر. وإن الدليل القاطع على أن مثل هذه الاحداث المؤسفة قد حصلت ليس من مدة بعيدة من الآن وبترت أصابع احدهم والاخر حصل له بعض التشويهات في اطرافه المختلفة.
وقد تقع هناك اعاقات جسدية بالتأكيد كان هو بالغنى عنها لو تجنبها مسبقا وأن مثل هذه الحوادث المؤسفة قد حصلت في قرى اخرى إذن هذا دليل على أننا لسنا الوحيدين في هذا (المسار المتوحش) الذي يعطي بنفس الوقت الانطباع العام على أننا نحمل نفس الجينات والمفاهيم والمعتقدات المتخلفة المتحجرة فكرا وممارسة على لأرض الواقع. إن هؤلاء الصبية أو الشباب اوقعوا أنفسهم في مطبات ذاتية حتى اصبحوا هم ضحايا لافعالهم الشيطانية دون الاخد مسبقا بالحسبان لما ستعود عليهم هذه الافعال من مساوئ إن كان هذا من باب التشويه الخلقي أو بتر لاطراف من اجسادهم كانوا هم السبب الاول والاخير في وقوعها.
ومن هنا من حقنا أن نسأل سؤالا بديهيا أين دور الآباء والأمهات وكبار السن في التنبيه والتحذير من مخاطر وعواقب هذه الافعال الساقطة المنتشرة بين معظم شبابنا. ومن هنا أقول أنه يجب لا بل مطلوب من الاهل أن يتحملوا مسؤولياتهم الابوية والاخلاقية والادبية والاجتماعية أن تضع هؤلاء الأبناء في صورة لما يمكن أن يحدث من مساوىء عقب شيطنتهم هذه وأن لا يقفوا الاهل متفرجين ومكتوفي الايدي وكان الامر لا يعنيهم بشيء. ليس العيب بالفرح والاعراس لا بل العيب والنقص فينا نحن وعشعشته في عروقنا وعقولنا المتحجره بالاضافه لغياب وعينا الاجتماعي المتخلف عن بقيه الشعوب المتحضره وبشكل مقرف حتى اصبح الامر لا يحتمل . ومن هنا اعتقد بان لو قارنا ماضينا وحاضرنا وما نحن به اليوم لوجدنا انفسنا في قمه الانحطاط الفكري والاجتماعي امام بقية الشعوب فهذا الامر مغيض ومعيب وهناك ايضا مسلسل القتل المستمر في قرانا وعلى اتفه ان تذكر اسبابه في وسائل الاعلام مثل قتل البنات تحت قانون (شرف العائله) وكان الشرف يغادر ويعود بسرعه ارتكاب جريمه القتل.
اضافه لهذا الكشكول هناك ظاهرة الخطب المتسرعة وسرعة الطلاق ايضا فهي ظاهرة اجتماعية مقلقة وتسبب حالة انفصامية غاضبة بين من كانوا بالامس في قمه العلاقة والعطاء لعلاقة معاكسة وغير ودية تماما فأعتقد انه على الاهل قبل الاقدام على الخطبة أن يتدارسوا كل الخطوات وكل الاحتمالات لكي لا يقعوا بمثل هذه المطبات المؤلمة. وهناك حوادث السطو على البيوت في ظل غياب اصحابها ولو لبرهة بسيطه وبالمعنى الكلي لا امانه ولا اطمئنان للمواطن داخل بيته.
عودة على ذي بدء الشرطة لا تأخد دورها في منع استعمال المفرقعات والرصاص الحي مركز الشرطة القريب منا يعرف حقيقة المعرفة انه بكل سهرة عرس إن كان هذا العرس ببيت خاص او قاعة يجر استعمال المفرقعات ويتم ايضا استعمال اسلحة اتوماتيكية ثقيلة مثل نوع ام 16 او كلاشنكوف ويتم استعمال هذه الاسلحة من قبل جنود. إن هكذا أمر يشكل خطر حقيقي على سلامة الجمهور وأمنه الاجتماعي لذلك تستطيع الشرطة أن تتخد عددا من الاجراءات ضد الاستمرار في مسلسل التفرقع. ما هو المانع أن تصدر الشرطة بيانا تعممه على جميع القرى تطالب من خلاله عدم السماح باستعمال هذه المفرقعات وكل من يخالف هذا التوجه يعرض نفسه لطائلة القانون او معاقبته بالغرامات الباهضة. وبإستطاعة الشرطة ايضا لكي تحد من هذه الظاهرة أن تبلغ العريس وأهل العريس أن القانون لا يسمح باستعمال المفرقعات والرصاص الحي لانه كما قلت يشكل خطرا حقيقيا على حياة الجمهور وأمنه الاجتماعي وأن أي اثبات يدل على استعمال المفرقعات أو الرصاص الحي اثناء احتفالات العرس يتعرض العريس للاعتقال او غرامة مالية كبيرة وهناك وسيلة أخرى تستطيعها الشرطة وهي أن يتم ابلاغ صاحب القاعة بأن عليه أن يشترط من البداية على صاحب العرس أي المستأجر أن يتعهد ويلتزم خطيا بعدم استعمال المفرقعات او الرصاص الحي خلال احتفال العرس. وبالتأكيد أن للشرطة قوتها وفعاليتها الخاصة لوضع حد قاطع ونهائي لهذه العادة المستشرية في قرانا لو هي ارادت ذلك. ومن المهم بمكان أن تعمم هذه التوصيات والتوجيهات على جميع اصحاب القاعات التي يتم استئجارها لحفلات الاعراس حتى تقطع عملية المنافسة بين اصحاب القاعات هذه يسمح وذاك لا. لقد سئمنا وهرمنا من استمرار هذا المسلسل المعيب المتخلف بحيث لا يأت علينا الا بالويلات والمصائب والاعاقات على أن هذا التوجه يلاقي آذانا صاغية وقلوبا واعية ويضع حدا نهائيا والى الابد لهذا الكشكول الازعاجي التي نعاني منه.
ديرحنا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net