عيسى حجاج:
أنا معلم متقاعد، معلم لأكثر من أربعين عاماً في سلك التربية والتعليم، فضلت ألا أكون متقاعداً بل نشيطًا وفعّالاً وأن أخدم المجتمع العربي عامةً، من خلال عمل يكون له مردود ثقافي وتربوي على الوسط العربي
ادعو من خلال كل العرب جميع مديري المدارس لعقد جلسات للهيئات التدريسية، على اساس ان ينكشف المتحف امام المعلمين ومن ثم على الطلاب، وادعو الجميع في مجتمعنا الفلسطيني لزيارة المتحف، لي علاقة مميزة مع الاستاذ امين ابو ريا مدير متحف سخنين وهو متحف يدار من خلال مؤسسة
بعد عناء أكثر من عشر سنوات من البحث والتنقيب عن كل ما يمت بصلة للتراث العربي الفلسطيني، وبعد رحلة شاقة سلكها المربي المتقاعد عيسى حجاج ابن بلدة شعب، تم افتتاح متحف التراث الشعبي يوم اول أمس السبت، بحضور رئيس المجلس المحلي فيصل شحيبر ورئيس بلدية شفاعمرو امين عنبتاوي، وعدد من الشخصيات الاعتبارية من القرية والبلدات المجاورة وحشد طيب ممن يتذوقون التراث.
قام المدعوون بجولة ميدانية داخل المتحف، حيث قاموا بزيارة أقسامه التي أبهرت الحضور من عدد المقتنيات الأثرية الموجودة داخل المتحف، حيث عبر الحضور عن شكرهم للمربي عيسى حجاج على ما فعله من أجل الحفاظ على التراث العربي الفلسطيني، وحتى يتسنى للأجيال التي لم تعاصر تلك الحقبة التاريخية، أن يتعرفوا على تراث الآباء والأجداد، حيث انه ومع قلة الإمكانات إلا أن الشعوب تستطيع أن تحافظ على تاريخها، ووطنها وأرضها، وأن الشعب الفلسطيني مع كل ما عاناه من نكبات ومآس إلا أنه استطاع الحفاظ على الإرث الفلسطيني.
تحدث في الافتتاح رئيس المجلس المحلي فيصل شحيبر والأب صالح خوري ورئيس بلدية شفاعمرو أمين عنبتاوي، وفي كلمة المربي عيسى حجاج صاحب المتحف، شكر الحضور على تلبية الدعوة وشكر كل من ساهم معنويًّا وماديًّا حتى خرج هذا العمل الى النور، وكان في عرافة الافتتاح المربي علي خطيب، وفي حديث لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب مع المربي عيسى حجاج صاحب الفكرة ومالك المتحف، قال: "أنا معلم متقاعد، معلم لأكثر من أربعين عاماً في سلك التربية والتعليم، فضلت ألا أكون متقاعداً بل نشيطًا وفعّالاً وأن أخدم المجتمع العربي عامةً، من خلال عمل يكون له مردود ثقافي وتربوي على الوسط العربي، فمتحف الفلكلور الفلسطيني هي مبادرة جديرة بأن يقتدى بها، حمداً لله أني خرجت بعد عمل ثلاثٍ وأربعين سنة، وعلمت الأب والابن والحفيد، وما زلت بصحة جيدة"، واضاف قائلاً: "يصادف اليوم مناسبة طيبة وهي ذكرى الهجرة النبوية، وقد اخترت هذا اليوم اقرانًا بالمناسبة لأن كثيراً من شعوبنا هجرت، وأدعو الله أن يعود كل من هُجّر الى دياره ووطنه، وربطت الهجرة بالتراث، وهذه الفكرة راودتني منذ عشر سنوات، بحيث لمست من بين المعلمين عندما كانوا يعلمون عن الحصاد لا يلمون بأسماء ادوات الحصاد، فبدأت منذ عشر سنوات بجمع المواد، وانا اليوم اقطف هذا الثمر بوجود العديد من وجهاءنا واهلنا الذين شاركونا الاحتفال لعل وعسى ان تعود الفائدة على طلابنا وشبابنا واهلنا جميعا وانا اليوم متفرغ للمتحف واستقبل الجميع منذ الثامنة صباحا حتى ساعات متأخرة من الليل وعلى استعداد ان نستقبل الجمعيات والمؤسسات والمدارس ونوادي المسنين ولجان وجمعيات نسائية وغيرهم".
وأضاف المربي عيسى حجاج: "ادعو من خلال كل العرب جميع مديري المدارس لعقد جلسات للهيئات التدريسية على أساس أن ينكشف المتحف امام المعلمين ومن ثم على الطلاب وادعو الجميع في مجتمعنا الفلسطيني لزيارة المتحف، لي علاقة مميزة مع الاستاذ أمين أبو ريا مدير متحف سخنين وهو متحف يدار من خلال مؤسسة ، وكل متحف ليس تجارة بل هو امر لمساعدة اهلنا للانكشاف على التراث والفولكلور الفلسطيني، وفي الوقت الذي يسافر طلابنا الى محلات بعيدة للتعرف على التراث فمتحفنا اليوم هو قريب منهم ونكتفي بجمع 10 شواقل من كل زائر"، وخلص عيسى حجاج: "لي اصدقاء قد خرجوا للتقاعد وبدأوا مشوار التقاعد بشراء معدات الزراعة والاهتمام بأراضيهم وهو امر طيب جدا، ومنهم من ينتظر اذان الظهر للتوجه للمسجد وكل النهار لا يعمل شيء وهو امر لا نريده بل نريد ان نملئ الوقت لخدمة مجتمعنا، وانا اشكر زوجتي واولادي لانهم تحملوا تغيبي وخروجي لأيام بهدف جمع الاغراض والادوات، وقسم من الناس من تبرع لي بهذه الادوات وقسم كبير الذي قمت بدفع ثمنه من جيبي الخاص، وكان همي الوحيد ان احصل عليه بكل ثمن، واكثر هذه الاغراض من قرى الضفة الغربية لأنه من المؤسف ان هذه الاغراض اما باعوها او القوا بها بالنفايات ووجدت كثير من الادوات التراثية ملقاة على اطراف شوارع بلدتي شعب والبلدات العربية ولا يعرفون اهميتها وقيمتها، ولأنني لا اخجل بذلك لان الهدف سامي جدا واريد المحافظة عليها من الاندثار ، واولادي هم من ساعدوني بالترتيب وهم الداعمين لي على طول الطريق هذه"، وانهى حجاج بالقول: "الخيمة بمدخل المتحف هي خيمة تسامح ومركز حواري بين كل المجموعات وبين جميع الناس وادعو المجموعات العربية واليهودية على نطاق قطري ومحلي للتواصل معنا، والمكان هنا، بمساحة 300 متر والاغراض مضغوطة من كثرتها وكلي امل ان اقوم بعرض متحف متنقل في المدارس في ايام التراث في مدارسنا العربية".