أحمد عارف لوباني في مقاله:
علينا ان لا ننسى ان مخطط ترحيلنا ما زال حلم قوى اسرائيلية اساسية خطيرة تحلم بالترحيل الجماعي "الترانسفير" للاقلية العربية جذور هذه البلاد
في التاسع والعشرين من شهر تشرين الاول حلّت الذكرى السنويّة الـ58 لمجزرة كفرقاسم والتي ارتكبها الجيش الاسرائيلي ضد القرية الآمنة كفرقاسم والتي تزامنت مع اليوم من العدوان الثلاثي البريطاني-فرنسي-اسرائيلي ضد مصر في اوكتوبر 1956 العدوان الذي حصل بسبب اعلان الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس.
في كل عام في مثل هذا التاريخ تاريخ مجزرة كفرقاسم. يعيدون اهلنا في كفرقاسم للذاكرة المجزرة التي لا تنسى. المجزرة التي لا تزال لغزا غير محلول حتى يومنا هذا. في ذلك اليوم الحزين اعلنت السلطات العسكرية فرض منع التجول مع أن معظم سكان القرية كانوا موزعين داخل حقولهم الزراعية ومنهم من كان يعمل في المحاجر المحاذية للقرية او في المدن اليهودية القريبة من القرية. في ذلك اليوم تقدمت كتيبة عسكرية الساعة الرابعة بعد الظهر من يوم 29/10/1956 ليبلغ قائد الكتيبة مختار قرية كفرقاسم فرض منع التجول على القرية ابتداء من الساعة الخامسة مساء. مختار القرية توسل امام قائد الكتيبة اعطاء مهلة اكثر ريثما يعود العمال من اماكن عملهم والمزارعين من حقولهم توسلات المختار لم تجد نفعا ... !! وبينما كانت قوافل العمال والمزارعين تطل على مشارف القرية كانت الكتيبة العسكرية بأمر من ذلك القائد خالي الضمير الانساني تطلق النار على الناس الابرياء لتقتل 49 وتجرح الكثير من الاطفال والنساء والصبية والشباب والمسنين. لقد نفذ جنود تلك الكتيبة امر ذلك القائد شدمي.. القائد الذي مارس البطش والغطرسة والاستبداد والقتل المتعمد ... ذلك القائد شدمي الذي ناشد جنوده بكل معاني الاجرام الارهابي .. أحصدوهم .... وما تم نشره ان احد الضباط سأل شدمي ماذا نعمل مع هؤلاء الذين مازالوا في الحقول فكان جواب القائد "الله يرحمهم" وكان هذا الجواب عمليا يعني امرا بالقتل بدم بارد. ومما ذكر حول تلك المجزرة .
في الذكرى العاشرة عام 1966 كتب امنون لين نشيط حزب المباي حينها الحزب الحاكم في تلك الفترة المسؤول عن الاقلية العربية من قبل حزبه مقالا في صحيفة يديعوت احرونوت جاء فيها "من المذهل ان اهل كفرقاسم لم يفهموا الاشارة. لم يفهموا انهم غير مرغوب فيهم هنا" عدد من القوى السياسية العربية واليهودية قالت في حينه ان القتل في كفرقاسم كان مقصودا بتخطيط من قبل اصحاب الشان من الزمرة الحاكمة ليقود الى هلع وخوف قد يؤدي الى رحيل جماعي مثل ما كان يفعل جيش الهغانا وايتسل عام النكبة 1948 ترهيب وتخويف سكان المدن والقرى العربية لتهجيرهم من مدنهم وقراهم. في مثل هذه الذكرى التي تجاوزت نصف قرن. علينا ان لا ننسى ان مخطط ترحيلنا ما زال حلم قوى اسرائيلية اساسية خطيرة تحلم بالترحيل الجماعي "الترانسفير" للاقلية العربية جذور هذه البلاد. السلطة التي ارتكبت مجزرة رهيبة ما زالت تصدر من بين صفوف المتطرفين عناصر ارهابية تمارس الارهاب ضد العزّل من الشعب الفلسطيني باعتداءات مستمرة على الممتلكات ودور العبادة بهدف الترهيب والتخويف لتحقيق حكمها الترحيل الجماعي "الترانسفير".
من هذا المنطلق نحن عرب هذه البلاد الشعب الباقي في مدنه وقراه والذي كان عام 1948 عدد ما بقي في البلاد 155 ألف تجاوز مليون وربع نسمة .يجب علينا ان نتحلى بالحكمة والصلابة وذلك من خلال كسبنا للقطاعات الانسانية من بين اليهود لان ذلك بمثابة مصلحة لنا كشعب. ومصلحة اليهود كبشر للمجابهة المشتركة ضد العنصرية الفاشستية. لتدمير هؤلاء المتغطرسين الذين يعملون الليل مع نهاره لتنفيذ مخططاتهم ومآربهم. كفرقاسم القرية والناس. شهدائكم شهداء كل عربي مؤمن بحق بحقه في الحياة رحم الله شهداء كفرقاسم وجميع الشهداء الذين سقطوا ظلما وعدوانا.
الناصرة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net