حكيم عزب ابن كفرقرع:

موضوع التراث بدأ منذ أن قمت قبل سنوات عديدة بتجميع كل شيء قديم وتراثي من بيت جدي وفي ذلك الحين بدأت أهتم بهذا الموضوع وإكتشفت بأنني أعشق كثيرًا التراث الفلسطيني العربي

احلم بأن يكون في قريتي كفرقرع متحف للتراث الذي نقوم من خلاله بعرض تراثنا وتراث أجدادنا ليعرف اولادنا المعلومات الأساسية لانه يمكن بين اللحظة والأخرى أن تتغير ظروف حياتنا هنا في هذه البلاد

بدأت أعمل على تجميع كل شيء قديم وفيه من التراث وفعلاً والحمد لله نجحت في تجميع العديد من الآلات والأدوات التراثية الى أن وصلت لدي الفكرة بإقامة طابون بسبب عدم تذوقي وعدم إيجاد المذاق الأصلي لخبز الرخو والطابون الذي كنت أتذوقه سابقًا

يرى البعض أن التراث هو كل ما هو قديم؛ ويرى فريق آخر أن اسم "التراث" يطلق على المعاني الجميلة والقيم السامية الموروثة عن الأجداد؛ في حين يرى فريق ثالث أنه مزيج من التقاليد والمعارف الشعبية والآداب المتشابهة. 

عزب حكيم 

إن التراث الشعبي هو الثروة التي تتكون من: نتاج تجارب الإنسان ورغباته وأحاسيسه في ميادين: العلم، والفكر، واللغة، والأدب، والقيم، والعادات، والتقاليد، والمعارف الشعبية، والثقافة المادية، والفنون التشكيلية والموسيقية؛ وليس ذلك فقط؛ بل يمتد ليشمل جميع النواحي المادية والوجدانية للمجتمع من فلسفة ودين وفن وعمران، وتراث فلكلوري وإقتصادي ايضًا. ويمثل التراث الشعبي الفلسطيني أحد أهم ركائز الهوية الشعبية الفلسطينية؛ لما يحمله من خصائص؛ فهو يتميز بالخصوصية والمحلية.

عن موضوع التراث التقينا حكيم عزب ابن قرية كفرقرع وهو صاحب مواهب متعددة، وذو إهتمامات عديدة، حيث يعشق بشكل كبير التراث الفلسطيني القديم، ويعمل على إقامة معارض تراثية في كفرقرع ومنطقة وادي عارة.
وفي لقاء خاص مع حكيم عزب افتتح حديثه قائلاً: "موضوع التراث بدأ منذ أن قمت قبل سنوات عديدة، بتجميع كل شيء قديم وتراثي من بيت جدي، وفي ذلك الحين بدأت أهتم بهذا الموضوع، وإكتشفت بأنني أعشق كثيرًا التراث الفلسطيني العربي، والذي يعبر عن هويتنا العربية الفلسطينية القرعاوية بشكل خاص".
وأضاف عزب قائلاً: "منذ ذلك الحدث بدأت أعمل على تجميع كل شيء قديم وفيه من التراث، وفعلاً والحمد لله، نجحت في تجميع العديد من الآلات والأدوات التراثية، الى أن وصلت لدي الفكرة بإقامة طابون بسبب عدم تذوقي وعدم إيجاد المذاق الأصلي لخبز الرخو والطابون الذي كنت أتذوقه سابقًا، لذلك قمت بإقامة طابون في بيتي هنا، وانا اعمل على تجهيزه وتحضيره ووضع الجفت يوميًّا، وهذا الأمر يتطلب الجهد الكبير".

ويتابع حكيم عزب حديثه قائلاً: "اليوم نحن نأتي للمعرض للأسف فقط للتصوير، ولكننا لا نعرف ماذا نصور، لا يملك اولادنا وطلابنا المعلومات الكافية والأساسية حول ما يشاهدونه من الات وادوات تراثية قديمة، وهناك حلقة مفقودة بين اولادنا وبين تراث أجدادهم وبلدهم، واليوم حق اولادنا علينا بأن نقوم بإيصال هذه الحلقة اليهم وإكسابهم المعلومات الأساسية لتراث قريتهم وتراث اجدادهم، وللأسف فان اولادنا يهتمون فقط من خلال المعارض بالسلاح الأبيض مثل السنجة والمبرد والسكينة، لكنهم لا يهتمون بالأمور الأخرى ولا يعرفون عنها شيئًا، لذلك احلم بأن يكون في قريتي كفرقرع متحف للتراث، الذي نقوم من خلاله بعرض تراثنا وتراث أجدادنا، ليعرف اولادنا المعلومات الأساسية، لانه يمكن بين اللحظة والأخرى أن تتغير ظروف حياتنا هنا في هذه البلاد، ونضطر للعودة الى الحياة البسيطة والأساسية ومعرفة مثلاً، كيفية تشغيل السراج او القنديل وغيره من الأمور".
وأضاف قائلا: "أقول علينا إتاحة الفرصة لأولادنا، والناس في كفرقرع مستعدون للتبرع بأغلى ما يملكون من مال ومن ادوات تراثية قديمة باهظة الثمن، من أجل إخراج مشروع كهذا الى حيز التنفيذ، والناس في كفرقرع والحمد لله يتجاوبون مع مثل هذه المشاريع ويولونها إهتمامًا، والدليل على ذلك حينما أقمنا معرضًا للتراث في كفرقرع لمدة اربعة أيام، لمسنا تجاوبًا ونجاحًا لهذا المعرض، لذلك لماذا لا يكون متحف للتراث في كفرقرع".

وتابع عزب قائلاً: "لا ينقص كفرقرع أي شيء لإقامة مشروع كهذا، فلماذا نرى في بلدان أخرى ما يميزها، مثل متاحف او نصب تذكاري او أي شيء اخر وفي بلدنا لا نرى شيء كهذا؟ انا على يقين بأن المجلس المحلي مستعد لدعم واقامة مثل هذا المشروع، واتوجه من خلالكم للمجلس المحلي وللمحامي حسن عثامنة رئيس المجلس المحلي، للتعاون معًا من اجل تنفيذ مشروع كهذا في بلدنا الغالي كفرقرع، وانا على يقين ان المجلس المحلي سيتعاون من اجل هذا المشروع، وانا جاهز لكل شيء لان قريتي كفرقرع غالية وتهمني كثيرًا، وكذلك يهمني اولاد وبنات بلدي واحبهم كثيرًا، وهم يستحقون ان يعرفوا تراثهم، ولا شيء يقف امام ارادة الانسان وأمام طريق النجاح، وانا اؤمن دائمًا بجملة تقول "مستحيل بأنه مستحيل".