سليم غميض- مدير مكتب رئيس بلديّة الناصرة:
البلديّة ستتعاون مع المجمع وتفتح أمامه المجال لعقد أيّام دراسيّة وندوات في مراكز جماهيريّة تابعة للبلديّة
البروفيسورة اليانور صايغ حداد:
الإطار الفكري لهذه الورقة يتمحور حول نقطتين أساسيتين وهما دور المعالجة الأوتوماتيكية للغة في الفهم، والازدواجيّة في اللّغة العربيّة، والبعد اللّغويّ بين لغة الطّفل المحكيّة ولغة الكتاب المعياريّة أو الفصحى
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن موقد ثقافة، جاء فيه: "نظّم مجمع اللّغة العربيّة- الناصرة في نهاية الأسبوع الماضي، مؤتمرًا حول أدب الأطفال، المحليّ والعربيّ. تحدّث فيه عدد من الأساتذة، أعضاء المجمع. بمشاركة السيد سليم غمّيض، ممثّلاً عن بلديَة الناصرة ورئيسها، على سلام، ونخبة من كتّاب ومبدعي هذا الأدب الذي رأى المجمع أنه يستحق العناية والاهتمام. كما وعقد المؤتمر في فندق "جولدن كراون" في الناصرة تحت عنوان: "أدب الأطفال، الرّؤيا وتحدّيات الواقع" وقد غصّت قاعة الفندق بجمهور واسع، حضر من الناصرة ومن خارجها للمشاركة في هذا الحدث الثّقافيّ، برز من بينهم أصدقاء المجمع والعديد من الشخصيّات الاجتماعيّة والأدبيّة وأوساط مختلفة من الناشطين في مجال التّربية والتّعليم".
خلال المؤتمر
وأضاف البيان: "جرت وقائع المؤتمر في جلستين، الأولى خصّصت لتقديم محاضرات حول الموضوع الذي عقد المؤتمر من أجله. أما الثانية فقد كانت عبارة عن لقاء حواريّ مع الأدباء المشاركين في هذا النّشاط. وافتتحت المؤتمر وأدارته، المركّزة العلميّة في المجمع، الدكتورة كلارا سروجي-شجراوي التي رحّبت بالجمهور ودعت رئيس المجمع، بروفيسور محمود غنايم لإلقاء الكلمة الافتتاحيّة. وقد أكّد فيها على الحاجة الماسّة لعقد مؤتمرات في مجال أدب الأطفال، إضافة إلى كتابة أبحاث أكاديميّة عن ذلك، كما لفت الاهتمام إلى ضرورة بناء مدوّنة للمفردات التي ينبغي على الطّفل معرفتها باللّغة العربيّة، لتشكّل أساسًا في الكتابة للأطفال بشكل عام. ثمّ تحدّث سليم غميض، مدير مكتب رئيس بلديّة الناصرة، نيابة عن رئيس البلديّة، علّي سلاّم، معربًا عن ترحيب البلديّة بانتقال مجمع اللغة العربيّة من حيفا إلى الناصرة، معتبرًا ذلك عيدًا للناصرة وأكّد على أنّ البلديّة ستتعاون مع المجمع وتفتح أمامه المجال لعقد أيّام دراسيّة وندوات في مراكز جماهيريّة تابعة للبلديّة. بعد ذلك قدّم البروفيسور محمود غنايم، رئيس المجمع، ومديره الأستاذ محمود مصطفى، شهادة تقدير للبلديّة، تعبيرًا عن تقديرهما لرئيسها وتأكيدهما على ضرورة التّعاون بين المجمع والبلديّة للرّفع من شأن اللّغة العربيّة والحافظ عليها. بعد ذلك، عقدت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور حسين حمزة، رئيس لجنة الأبحاث والنشر في المجمع، وشارك فيها كل من: البروفيسورة إليانور صايغ-حدّاد، الدكتور رافع يحيى، الأستاذ سهيل عيساوي والأستاذة سلوى علينات".
تابع البيان: "تحت عنوان: "اللّغة في أدب الأطفال المحليّ: هدف أم وسيلة؟"، تحدّثت البروفيسورة اليانور صايغ حداد، مبيّنة أن الإطار الفكري لهذه الورقة يتمحور حول نقطتين أساسيتين، "دور المعالجة الأوتوماتيكية للغة في الفهم، في ظل القدرات الذهنيّة المحدودة للإنسان بشكل عام، وللطّفل بشكل خاص، والازدواجيّة في اللّغة العربيّة والبعد اللّغويّ بين لغة الطّفل المحكيّة ولغة الكتاب المعياريّة أو الفصحى، خاصة على مستوى الكلمة، كما عرضت نتائج دراسات نفس/ لغويّة حديثة تظهر مدى البعد المفرديّ بين لغة الطّفل ولغة الكتاب، والصّعوبات التي يواجهها الطّفل في تمثيل الكلمة المعياريّة في ذاكرته، وفي نشلها من الذّاكرة، والذي من شأنه أن يعرقل عمليّة الفهم للنّص المقروء والمسموع، وبالتّالي يؤدّي إلى إطفاء شعلة الحماس لدى الطّفل فتضعف رغبته بالاستماع إلى النّصوص أو قراءتها وقد يصل ذلك إلى حد قتل الرّغبة لديه في التّعامل مع هذه اللّغة. ثم قدّمت أمثلة من أدب الأطفال العربيّ بهدف إبراز ولاء الأديب للّغة الفصحى وبديعها بدلاً من الاهتمام بالطّفل وقدراته اللّغوية والإدراكيّة". أما المحاضرة الثانية تمحورت حول "النّهايات المغايرة في قصص الأطفال"، شارك فيها كل من: الدكتور رافع يحيى- محاضر في الكليّة العربيّة للتربيّة في حيفا، والأستاذ سهيل عيساوي- باحث وكاتب للأطفال. هدفت المحاضرة إلى دراسة النّهايات كما تظهر في قصص الأطفال، بسبب تأثيرها الكبير على نفسيّة الأطفال، وذلك من خلال سؤالين أساسيّين: هل يجب أن تكون النّهاية سعيدة دائما؟ وما الدّور الذي يلعبه أدب الأطفال في العالم العربيّ وعلاقته بنهايات القصص؟ لتحقيق هذا الهدف تناولت الدّراسة نماذج مختلفة لنهايات جاءت في قصص الأطفال، منها السعيد ومنها غير السعيد، وبيّنت أبعاد هذه النَهايات المغايرة ودلالاتها".
وجاء في البيان: "اختتمت وقائع الجلسة الأولى بدراسة عنوانها: "مرآة للمجتمع؟ محطات في تطوّر أدب الأطفال الفلسطينيَ"، قدّمتها الأستاذة سلوى علينات، طالبة دكتوراه في جامعة بن غوريون ومحاضِرَة في الجامعة المفتوحة. ينظر بحثها إلى أدب الأطفال على أنّه نصّ سياسيّ واجتماعيّ وثقافيّ. من خلاله يمكننا أن نفهم تركيبة المجتمع وقيمه وأفكاره والصّراعات الظّاهرة والخفيّة، كما انعكست في القصص التي كتبت للأطفال. ففي قصص الأطفال التي نشرت في الضفة الغربيّة المحتلة، حيث عايش بعض كتّاب أدب الأطفال واقعَهم، حاول هؤلاء أن يعكسوا في قصصهم صراعات عاينوها على المستوى السياسيّ؛ فالصّراع على الأرض والحريّة والوطن المسلوب كان جزء حاضرًا في كتاباتهم. بخصوص أدب الأطفال الفلسطينيَ الذي نما في إسرائيل بعد عام 1948، أوضحت المحاضرة بأنه مرّ بمراحل نموّ بطيئة وعانى من الرقابة العسكريّة وضيق الموارد في بدايته. في السّتينات من القرن الماضي نُشرَت قصص للأطفال قد عكست صراعاتٍ طبقية وطموحا للعلم ودعوة للتكافل الاجتماعي. الرّقابة الذاتية في بناء الهوية الوطنيّة. والقوميّة الفلسطينيّة كانت واضحة، وقد استمرّت هذه الرّقابة حتى الثمانينات، عندما أخذت بعضُ القصص بإبراز الهويّة الفلسطينيّة ومعبّرة عن ظلم السّلطة، من خلال طرح قضيّة الواشين.في تسعينات القرن الماضي وسنوات الألفين نشهد زيادة ملحوظة في قصص الأطفال التي تعزّز في مجملها، قيمًا إنسانيّة إيجابيّة. غير أنها مع ذلك تفتقد لرؤية مستقبليّة واضحة المعالم للهوية الفرديّة والجماعيّة الفلسطينيّة".
الجلسة الثانية: لقاء حواري مع الأدباء:
هذا، واختتم البيان: "أما الجلسة الثانية، فقد جرت عبر لقاء حواريّ، أداره الدكتور محمود أبو فنّة، رئيس لجنة القضايا اليوميّة في مجمع اللَغة العربيّة، مع مجموعة من الأدباء الّذين ساهموا بالكتابة للأطفال، وهم: الكاتبة ميساء فقيه، الشاعر فاضل علي، والكاتبة ميسون أسدي. أوضح الأدباء المشاركون الدوافع وراء كتابتهم للأطفال، وأهدافهم منها، مبيّنين علاقة كلّ ذلك بتجربتهم الحياتيّة الخاصّة. وقد رافقت أجوبة الأدباء قراءات لمقاطع من أدبهم أمتعت جمهور الحاضرين. في نهاية اللقاء شارك الجمهور بطرح الأسئلة وتقديم المداخلات، أضافت إلى هذا اليوم الدّراسيّ الكثير من الأفكار والملاحظات القيّمة".