جاء هذا الاختيار تحديداً على ضوء موجة الكراهية والعنصرية العلنية التي اجتاحت العرب في البلاد في الآونة الاخيرة.. حيث ارتأى الطلاب ضرورة بحث هذا الجانب دونما أي مسّ بحق العرب بالحفاظ على هويتهم كأقليّة قوميّة تعاني من اجحاف

الاستاذ محمد محمود بويرات :

نحن العرب في اسرائيل اقلية أصلانية ولسنا اقلية دخيلة، فنؤمن بالديمقراطية كقيمة نمط وأسلوب حياة تضمن المساواة التامة وليس الشكليّة باعتبار الانسان مخلوق اجتماعي قادر علي تحقيق ذاته

قدّمت مجموعة من طلاب الصفوف الثاني عشر في مدرسة عرعرة الثانوية ابحاثاً علميّة في موضوع المدنيات كوحدة ثالثة من ضمن 5 وحدات في الموضوع، تناولت موضوع الحياة المشتركة والفنّ التشكيلي ودوره في صقل موقف المواطن العربي، متّخذين شجرة الزيتون شعاراً لانتمائهم وتمسّكهم في جذور هذه الارض.

وقد جاء هذا الاختيار تحديداً على ضوء موجة الكراهية والعنصرية "العلنية" التي اجتاحت العرب في البلاد في الآونة الاخيرة. حيث ارتأى الطلاب ضرورة بحث هذا الجانب دونما أي مسّ بحق العرب بالحفاظ على هويتهم كأقليّة قوميّة تعاني من اجحاف، احترام حقوقهم ومنحهم كامل الحقوق كباقي المواطنين في الدولة، كقيم عليا، ومن خلال القاء الضوء على اتّباع مبدأ الحوار بطرق سلميّة ومقارعة الحجج بدلاً من سفك الدماء وقتل الابرياء.

مدير قسم المدنيات في المدرسة الثانوية في عرعرة الاستاذ محمد محمود بويرات اشار: "نحن العرب في اسرائيل اقلية أصلانية ولسنا اقلية دخيلة، فنؤمن بالديمقراطية كقيمة، نمط وأسلوب حياة تضمن المساواة التامة وليس الشكليّة، باعتبار الانسان مخلوق اجتماعي قادر علي تحقيق ذاته. لذا نجد بان الديمقراطية نتاج استراتيجي لا يمكن ان نستغني عنه لنيل المساواة التامة والمحافظة علي هويتنا الخاصة كأي اقلية قومية، وفي السياق نفسه نطالب الاحزاب العربية بالتوحد وإقامة حزب عربي واحد يمثل الاقلية العربية في البلاد وعدم الانتظار لرفع نسبه المنع لان الوحدة يجب ان نكون لها راغبين لا مرغمين للمحافظة على حقوقنا وهويتنا الخاصة".

وعليه، تناول طلاب الخمس وحدات في المدنيات لهذا العام موضوع الحياة المشتركة والفن التشكيلي، بمساعدة ودعم كبير من قبل الفنّانة التشكيلية سوزان حسين مسعود من عرعرة التي قدّمت لهم الكثير من المواد والافكار، ووحي شجرة الزيتون التي تعبّر عن الانتماء للوطن وآلام المثابرة ومدى معاناة نحن الشعب الفلسطيني، يشار الى انّ الفنانة التشكيلية سوزان مسعود تتناول في رسوماتها العديد من المواضيع، فتتحدّث عن البيت القديم، القرى المهجّرة، الام، الامل وغيرها من الامور. وترى في هذا الفن وجهة نظر خاصّة تثير التساؤل وتثري خيال المتلقي من خلال تسليط الضوء على الكثير من جوانب الواقع التي قد تبدو خفيّة.

هذا وكانت الفنّانة قد شاركت مؤخّراً في معرض فنّي في فرنسا تحت عنوان "شجرة الزيتون"، بمشاركة فنّانات يهوديات، كعمل مشترك يدعو الى اعتماد الحوار لحل الخلافات والنزاعات والاعتراف بالآخر المختلف، هذا وشكر طاقم المدنيات في المدرسة والطلاب المشاركين بالبحث بجزيل الشكر والعرفان للفنانة سوزان مسعود على احتضانها البحث وعدم توانيها في تقديم يد العون للطلاب ومساعدتهم لاخراج المشروع الى حيّز التنفيذ بافضل صورة.