الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 22:02

ردًا على المطالبين بإقامة قائمتين للإنتخابات وليس واحدة/ بقلم: فادي عباس

كل العرب
نُشر: 24/12/14 12:10,  حُتلن: 16:01

فادي عباس في مقاله:

الوحدة هي أكثر موقف طبيعي نقول فيه لكل العنصريين: نحن هنا يدا واحدة وموقفا ثابتا ونحن هنا باقون

القائمة الواحدة لا تصهر الأطراف والأفكار في فكرة واحدة وإنما تعتمد مبدأ الشراكة والمصير المشترك والهموم والتحديات المشتركة لكل الأطراف

الوحدة هي مطلب الجماهير والأحزاب والقوى السياسية التي تمثل الجماهير لا يمكنها ادعاء تمثيل الجماهير والعمل من أجل مصلحتهم والإصغاء إلى حاجاتهم وآرائهم دون أن تنزل عند رغبات هذه الجماهير

إن تعالي بعض الأصوات ممن يعتقدون أن وجود قائمتين بينهما اتفاق فائض أصوات بدلا" من قائمة واحدة هو - باعتقادي - أمر خطير للغاية في هذه المرحلة بالذات، وأذكر بأن المسألة ليست متوقفة أبدا" على نسبة الحسم، التي يراها البعض مبررا" لقائمتين، وهم - إذ يلقون أقلامهم في هذا الإتجاه - يغفلون أو يتغافلون عن مسائل أعمق وأخطر بكثير من مسألة رفع نسبة الحسم، وإذ يستخدمون الكثير من المبررات لتبرير الإتحادات، يناقضون أنفسهم...

فأولا"، وقبل كل شيء، فإن الوحدة هي مسألة غاية في الأهمية من حيث المبدأ، وبصرف النظر عن نسبة الحسم، كإجراء طبيعي - بصرف النظر عن الحاجة الدائمة للوحدة - له أهميته القصوى وعلى نطاق واسع، في ظل الأجواء العنصرية الشديدة ضد كل ما هو عربي في هذه البلاد، وفي ظل مشاريع القوانين الفاشية التي يتفننون في اختراعها بشكل يناقض ليس فقط الشرعية والديمقراطية وحقوق الانسان والقوانين الدولية، بل ويناقض حتى القوانين الإسرائيلية، وبصرف النظر عن قدرتنا على التأثير في منع تمرير مثل هذه القوانين، ومن الواضح أن الوحدة ستعطي زخما" من شأنه زيادة التمثيل العربي، وبالتالي ستؤدي إلى زيادة إمكانية منع تمرير مثل هذه القوانين، فبصرف النظر عن كل ذلك، فإن الوحدة هي أكثر موقف طبيعي نقول فيه لكل العنصريين: نحن هنا، يدا" واحدة وموقفا" ثابتا"، ونحن هنا باقون، فالوحدة إذن وقبل كل شيء هي إبداء موقف واحد موحد ومتضامن للجميع، وهو موقف مبدئي وطبيعي جدا".

وثانيا"، فإن الوحدة هي مطلب الجماهير، أو على الأقل، الغالبية العظمى من الجماهير، وإن الأحزاب والقوى السياسية التي تمثل الجماهير، لا يمكنها ادعاء تمثيل الجماهير والعمل من أجل مصلحتهم والإصغاء إلى حاجاتهم وآرائهم، دون أن تنزل عند رغبات هذه الجماهير، فالجماهير هي أصل الشرعية، وهي التي تعطي القوة للأحزاب والنواب، ولعل الأحزاب العربية اليوم هي أحوج ما تكون إلى التفاف الجماهير حولها، خاصة، في ظل الاتهامات المتكررة لهم من اليمين الإسرائيلي بأنهم لا يمثلون جماهيرهم، ويعملون من أجل أجندات غير احتياجات الجماهير، فإن لم تستمع الأحزاب إلى رغبات الجماعير التي لا يغفل عنها الإعلام الإسرائيلي، ويركز كل يوم في أخباره وفي برامجه السياسية على استطلاعات الرأي التي تظهر رغبة هذه الجماهير، فإن عدم النزول عند هذة الرغبة، سيعطيهم حججا" أخرى من أجل استخدامها كورقة توت يغطون بها ويستخدمونها كدليل على إدعاءاتهم الباطلة المذكورة حول تشكيكهم الدائم في مصداقية تمثيل النواب العرب ومواقفهم للجماهير العربية.

وثالثا"، فإن القائمة الواحدة، من شأنها أن تعزز شعور نسبة لا بأس بها من الجماهير المتشككة والمشككة في الأحزاب والنواب، ولأسباب عديدة منها الموضوعية ومنها غير الموضوعية أو النابعة من التضليل الإعلامي، ودفعها إلى دعم هذه القائمة، مما يبدد عددا" من الشكوك ويساهم في رفع نسبة التصويت، ناهيكم عن الكثيرين من الجماهير الذين يتساءلون: إن لم يستطيعوا الاتفاق على قائمة واحدة والذي فيه مصلحة واضحة للجماهير (وكذلك مكاسب واضحة للأحزاب) فكيف يمكن الوثوق في حسن تمثيلهم وأدائهم السياسي، وفي أنهم يعملون حقا" من أجل المصلحة العامة وليس من أجل المكاسب الشخصية والحزبية، خاصة، وأنهم حين اقتضت المصلحة العامة الوحدة، ليس على حساب المصالح الشخصية والحزبية، بل بالعكس، مما يساعد أيضا" في المصالح الحزبية وزيادة نوابهم ولم يتفقوا، فكيف نضمن أن يتفقوا على المصلحة العامة حين تتعارض مع المصالح الحزبية؟!

ورابعا"، فإنه إن كانت قائمتان أو أكثر - لا فرق - فإن كل الجهد الإنتخابي والعمل والتحضير للإنتخابات، سيكون أو يحاول كل طرف أن يكسب أصواتا" من الأصوات التي من الممكن أن تكون له، أو للطرف الآخر، أي أن كل زيادة في أصوات الناخبين لدى طرف منهم، فسيكون على حساب الآخر، في حين أن القائمة الواحدة ستوفر كل هذا الوقت والجهد، ناهيكم عن توفير الصراع العلني (المنافسة الانتخابية) وستوفر الوقت والجهد والمناخ العام اللازمين من أجل التفرغ إلى إقناع المترددين في التصويت، وإلى التحضير الأفضل في تعزيز عمل كوادر العمل في بوم الإنتخاب، من أجل توصيل أكبر عدد ممكن من الجماهير إلى صندوق الاقتراع، وإن نجحت هذه التجربة، وأتت بالنتيجة التي يرجوها الجميع، فستكون تجربة رائعة في العمل الإداري والميداني المشترك، والذي سيؤتي أكله جليا" واضحا" أمام الجميع، ما يساهم ويعزز كل إمكانيات التعاون المستقبلية في كل الفعاليات التي يمكن إجراؤها مستقبلا"، بما في ذلك إثبات أفضلية العمل المشترك وفوائده الكبيرة، الأمر الذي سيسهل الوصول إلى حلول عادلة ومنطقية لمشاكل أخرى عديدة عالقة، أمثال أزمة لجنة المتابعة العربية العليا، ومسائل أخرى عديدة تتعلق بنضالات جماهيرنا على كافة الأصعدة.

وخامسا"، فإن الدعوة إلى قائمتين من أجل الحفاظ على التعددية، لو لم تكن دعوة كئيبة ومحزنة، لكانت ستكون مضحكة إلى حد الدموع، لأن الأحزاب الفاعلة هي صاحبة ما لا يقل عن خمس أو ست أيديولوجيات ورؤى سياسية مختلفة، والتعددية التي نريد الحفاظ عليها لا يمكن اختزالها في فكرتين أو قائمتين، ولكن القائمة الواحدة لا تصهر الأطراف والأفكار في فكرة واحدة، وإنما تعتمد مبدأ الشراكة والمصير المشترك، والهموم والتحديات المشتركة لكل الأطراف، مع محافظة كل حزب على وجوده وعلى مؤسساته وكوادره.

وسادسا"، فإن القائمة الواحدة لها حظوظ أكبر في رفع نسبة التصويت وإدخال عدد أكبر من النواب، وإن أردنا أن نأخذ دورنا وواجبنا في محاولة أقصى ما يمكننا للوقوف في وجه إمكانية عودة أكثر حكومة متطرفة وعنصرية في تاريخ الدولة، والتي إن عادت، فستعود بصورة أسوأ وأكثر تطرفا" مما كانت عليه قبل الإنتخابات، فنحن بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من النواب، وكل نائب إضافي يمكن أن يصنع الفرق!

والقائمة طويلة ولكن أكتفي بهذه النقاط الرئيسية لكي لا أطيل أكثر، فهذه دمعة عين واحدة، فكيف لو دمعت كلتا العينين؟


نحف

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.