محمد كناعنة في مقاله:
إذا كانَ المَلِكُ لا يَقبَلَ أن يَتَنحَّى لِإبنِهِ فَكَيفَ سَيَفعَلَ ذلكَ لأخيهِ أو لِذويهِ أو لرفاقِهِ أو لأخواتهِ وأخوَتِهِ
لماذا يبقى الأمينُ العام في منصِبهِ أربعونَ عاماً أو عُشرونَ والنائِبُ أربعَةَ وثلاثة وخمسةُ دوراتٍ ولا يَتَنحى؟
من بَعدِ إذنِ العاصِفَة نَنتَقِلُ فنحنُ لا نَخافَها ولا نهابُ أضرارها وتبقى عيوننا صَوبَ حُمَّى ال"هُدى" التي أصابَت أحزابَ الكنيست العَرَبية
يا جَماهير شَعبنا أبشِروا ولا تَهابوا من ليبرمان - بيبي فَالقائِمة المُشتَركة سَتَدعَم هِرتسوغ - ليفني وحتماً سَتكون الجسم ال"واقي" في زواجِ المُتعَةِ هذا ولا تهتَموا من ليفني وتاريخَها فَهي صَديقةٌ لِلعَرَبِ والدليل عندَ صائِب عريقات
يَظهَر أنَّ مَسَيلَمَة كانَ شابًا عِندَما جاءَ مَع وَفد بَني حَنيفَة إلى النَبي (صلعم).
وَيظهَر أنَّ مُسَيلَمَة نَوَى يَومَهَا أن يَدَّعي النُبُوَّة، فَعندَما رَجِعَ إلى اليَمامَة أرسَلَ إلى النَبي (صلعم): « مِن مُسَيلَمَة رَسول الله، إلى مُحَمد رَسول الله. سَلامٌ عَليكَ، فإني قَد أشرَكتُ في الأمرِ معك، وإنَّ لنا نِصفَ الأرضَ ولِقُريش نِصفَ الأرضَ، ولكنَّ قُريشًا قَومٌ يَعتَدون. فَقَدِمَ عَليه رَسولانِ بهذا الكِتاب. سَمعت رَسول الله (صلعم) يَقول لَهُما حينَ قَرءا كِتابَ مُسَيلمَة: فَما تقولان أنتُما؟ قالا: نَقول كَما قالَ. فقالَ: أمَّا والله لَولا أنَّ الرُسُل لا تُقتَل لَضَربتُ أعناقَكُما! فَكَتَبَ (صلى الله عليهِ وسَلم) إلى مُسَيلَمَة: بسمِ الله الرحمن الرَحيم. مِن مُحمَد رَسول الله إلى مُسيلَمة الكَذاب، سَلامٌ عَلى مَن اتَبعَ الهُدَى، أمَّا بَعد فَإن الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ».(ابن هشام:4/1019).
----------------------------------------------------------------
لَيسَتْ الحَياةُ إلاّ وَقفَةُ عِز، وما بَعدَ "هُدى" العاصِفَة سَتَكونُ الحقيقية، أو على شاكِلَتها، وأخطَرُ ما في الأمرِ أنَّ الشوفينية وصَلَت حتى لِتَسمِيَةِ الكَوارِث بأسماءٍ مُؤَنَّثة، فَجاءَنا نَبَأ بِأنَّ النوايا على غَيرِ ما قُرِأت، والتَسميَة من الهِداية آملينَ أن تَمُرّ بأقَلَّ الخَسائِر، ومن بَعدِ إذنِ العاصِفَة نَنتَقِلُ، فنحنُ لا نَخافَها ولا نهابُ أضرارها، وتبقى عيوننا صَوبَ حُمَّى ال"هُدى" التي أصابَت أحزابَ الكنيست العَرَبية.
قَبلَ أن أكتُبَ كَلِمة واحدة عُدتُ أدراجي برابطِ البَحثِ في غوغل ومواقع الأحزابَ والمواقع الإلكترونيّة المُختَلِفة لأتَقَصى حقيقة الخِلافِ بينَ هذه الأحزاب، السياسية والفكرية منها، فَعَصَفَتني هُدى قَبلَ وصولها، قَرَأتُ عَن التَخوينِ والتَكفيرِ، وَعَن قَطَر وأخواتِها، وتشيكوسلوفاكيا وسِلاحِها، وعَن النَفيرِ للحَربِ الجِهادية ضِدَّ الكُفار في طولِ البلادِ وَعرضها وعَن الرِباطِ في الناصِرَةِ ال"مُغتَصَبة" وَعن الوِفاقِ والنِفاق،ِ عِندَ كُلِّ فاصِلَةِ في دُستورِ لَجنَةِ المُتابَعَةِ العُليا، وأمتَنعُ عن ذكرِ باقي التفاصيلِ والأسماءِ والأشياءِ، مَنعًا لِنَبشِ الأشلاء، فَفي التَفاصيلِ حَتمًا يَكمُنُ الشيطانَ وإخوانِهِ وأخواتِهِ، تفاصيلٌ تَقشَعِرُّ لَها قَنواتِ ال"واتس آب" وال"فايبر" أمّا الأبدانُ فعلى ما يَبدو بأنَّها تَميلُ إلى قَشعريرة بَردٍ خفيفة وَتتعالَجُ بعدها في أصداءِ خطابِ الوِحدَةِ وعلى صَدى المَصالِح العُليا لِجماهير شَعبنا، فَيا جَماهير شَعبنا أبشِروا ولا تَهابوا من ليبرمان - بيبي، فَالقائِمة المُشتَركة سَتَدعَم هِرتسوغ - ليفني، وحتماً سَتكون الجسم ال"واقي" في زواجِ المُتعَةِ هذا، ولا تهتَموا من ليفني وتاريخَها فَهي صَديقةٌ لِلعَرَبِ والدليل عندَ صائِب عريقات.
وَيقولُ قائلٌ : "لَستُ بحاجة لِوكيلٍ بيني وبينَ هرتسوغ"، هذا كلام قيلَ وَوثِقَ في الإعلام، وسَيُتَرجَم في الإنتخابات، أليسَ الأولى بنا جَميعاً مُشاركين ومُقاطعين من خوضِ حَربٍ ضَروس لِكَنسِ الأحزاب الصَهيونية وعكاكيزها المُهتَرئة بَدلاً من أن نَخوضَ الحَربَ فيما بَيننا، فَسهام التَخوينِ والطَعنِ وجِهَت للمُقاطِعين أولاً قبلَ الأحزاب الصَهيونية ووكلاءها، ومن قِبَلِ من كانوا حتى الأمس القَريبِ صَهاينة في ممارَستهم الصَهيونية وكَأنَّ إنضمامِهم لأحزاب عربية يُعطيهم الحَق في شَنِّ الهجوم على موقف مَبدَئي يُطالب بمُقاطَعَةِ المُؤسسة الأكثر صَهيونية وعُنصُرية في دَولَة الإحتلال، والأشَدُ خُطورة أن يُكَرِّر هذه الأقوالَ حُلفاءَكَ في الأمسِ وما بَعدَ 17 / آذار.
وَامتَلأَت الدُنيا بِخربَشات إستطلاعات الرَأي، وكانَت خِطابات ال"ميلكي" والكوفية وحصانَةُ أبا عَنتَر، وآلافُ اللايكات والتَعليقات هذا عَدا عن ال"شير" وإبليس المُراقِبُ على تَحرُكاتِ جحافلِ المؤيدين والمؤيدات، وإنخفاض الأسعار وإنتعاشِ الإقتصاد وعَودَة اللاجئين والنازحين والمُهَجرين، الله أكبَر عليكُم. وَأمَّا عَن إقحامِ أسرى الثَورَةِ الفلسطينيَةِ في لُعبَةِ عَضِّ الأصابِعِ فَعيب عليكُم.
وَإذا كانَ المَلِكُ لا يَقبَلَ أن يَتَنحَّى لِإبنِهِ فَكَيفَ سَيَفعَلَ ذلكَ لأخيهِ أو لِذويهِ أو لرفاقِهِ أو لأخواتهِ وأخوَتِهِ، وإذا كانَ ابو الديمقراطيَة يُطالبُ بتَداولِ السُلطَةِ في الحُكمِ فَلماذا يُصِرُ على ترشيحِ فُلانٍ من حزبٍ عَلان، ولماذا يبقى الأمينُ العام في منصِبهِ أربعونَ عاماً أو عُشرونَ والنائِبُ أربعَةَ وثلاثة وخمسةُ دوراتٍ ولا يَتَنحى؟ ولِماذا نُدخِلُ بابَ الديمقراطية في برامِجنا وخطابنا السياسي والتنظيمي والثَوري والقَومي، الديمقراطية زينةُ البرامج الدُنيا، وَمتاعُ المَشهَد، وأيُّ مَشهَدٍ وَمتاعٍ هذا؟.
أدرِكُ جَيدًا أنَّ هذا الكَلام قَد يُغضِبُ البَعضَ من أصدقائي من الأحزاب، وحتمًا هو يَنطُقُ بِلسانِ الكثيرِ منهُم، أن تقولَ الحقيقة لا يَعني أبَداً بأنَّكَ عَدوٌ، وأن تُشيرَ إلى مواطِنِ الضَعفِ في نسيجنا الوَطني القَومي الإجتماعي يَعني بأنَّكَ تُريدُ الأفضَلَ للكُلِّ، فَقَد قُلنا وَرَدَّدنا بأنَّ مَعركتنا تَتَطلَّب الوحدة، وَيُصِرُ البَعض على الشَراكة، ليسَ لِشيء إلاّ لأنَّهُم يُدركونَ بأنَّ هذه الشَراكة ما هي إلاّ وسيلة آنية لِلوصول للكنيست، وهذا ما رَشَحَ من مُفاوَضات الشَراكة وعَجَبًا كيفَ لَم تُستَغَل هذه القُدُرات في إعادةِ بناءِ لَجنَةِ المُتابَعة العُليا للجماهير العَرَبية في البلاد، أعلى هيئة وأهمَّها على ساحَةِ الداخِل الفَلسطيني - على ما يبدو الآن فقط حَصلوا على كتاب صائب عريقات "الحياة مفاوَضات" - ولسنا بحاجة هُنا لنُعيدَ ما قيلَ عن التحالُفات الكنيستية سابقاً فَأولي الأمر أولى وأهلُ الكَراسي أدرى بِسوسِهَا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net