الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 17:01

الشباب العربي... هيمنة الحضور في انتخابات الكنيست المقبلة / بقلم: د. سامي ميعاري

كل العرب
نُشر: 10/01/15 14:44,  حُتلن: 18:01

أبرز ما جاء في المقال:
يعيش العالم العربي بأكمله جملة من التحولات والتغيرات الجذرية العميقة على كل المستويات، وكان للشباب في هذه التغيرات الدور الأبرز والجهد الأوضح، حيث قامت على أكتافهم مرحلة جديدة لم تكن لتأتي لولا الدفق الهادر الذي تبنوه والجهد التاريخي الاستثنائي الذي بذلوه

على الرغم من كل هذا نجد الشباب العربي ما زال لم يأخذ مكانه الطليعي ودوره الطبيعي المفترض في مجتمعنا سياسيا واقتصاديا. فمن المتناقضات على هذا الصعيد أننا ننادي بالديموقراطية ونغني لها ونهتف بها فيما يتربع سياسيون على كراسيهم منذ عقود لا يبرحونها ومستعدون لكل الخيارات لقاء التشبث بها والالتصاق عليها

نهاجم الديكتاتورية ونصب جام غضبنا عليها، بينما مؤسساتنا ترزح تحت نير التربع على الكراسي طوال السنوات والأيام التي لا تغيير فيها، رؤساء جمعيات يفنى الدهر ولا يفنى تربعهم على صدر تلك الجمعيات المختطفة لديهم منذ تأسيسها، متناسين بأن هذه الجمعيات مِلْكٌ للشعب وليست مزارع خاصة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وليست ماركة مسجلة بأسمائهم

إن شبابنا لم يأخذوا دورهم الطليعي الطبيعي المنتظر في برامج الأحزاب العربية، وإذا كان من البدهيات بأنه لا يمكن إحداث تنمية بدون الشباب فلا بد من برنامج اجتماعي سياسي يهدف لدعم مشاركة الشباب في قيادة التغيير عبر مبادرا يقودونها هم

الشباب هم عِماد المجتمعات، تُعقَد عليهم الآمال العريضة، وبقدر ما يكونون حاضرين في دوائر الحدث يكون المجتمع على بوابة التغيير ، وبقدر ما يتم تغييب وإخماد دورهم يكون المجتمع على شفا الانهيار والتآكل.

يعيش العالم العربي بأكمله جملة من التحولات والتغيرات الجذرية العميقة على كل المستويات، وكان للشباب في هذه التغيرات الدور الأبرز والجهد الأوضح، حيث قامت على أكتافهم مرحلة جديدة لم تكن لتأتي لولا الدفق الهادر الذي تبنوه والجهد التاريخي الاستثنائي الذي بذلوه، في سبيل التحرر من الديكتاتورية والعبودية والتخلف والتبعية والانطواء خارج التاريخ.

وقد تجلى هذا الدور أكثر ما تجلى في الثورات العربية التي أسهم الشباب في إشعال فتيلها، وتأجيج شعلتها، غير أن هذا الدور ما زال لا يصل إلى حدّ المشاركة الفعلية الريادية في السياسة والاقتصاد على الرغم من كل ما فعلوه وعلى الرغم من أنهم أثبتوا للقاصي والداني أنهم المؤهلون الحقيقيون القادرون على ما عجزت عنه الأجيال المتقاعدة التي ركنت للواقع واستسلمت لرياح اليأس راياتها.

فالشباب زرعوا بذور التغيير ووضعوا حجر الأساس له بتضحيات كبيرة، غير أن الجيل المفلس من أمتنا يخلع ما زرع الشباب، ويجهض الآمال التي ترسختها جهودهم وثوراتهم. والشباب العربي الفلسطيني سواء في أراضي الثمانية والأربعين أم في الضفة الغربية وقطاع غزة ليس بمنأى عن هذا الواقع المرير.

فهنالك فجوة هائلة بين الأحلام التي تتبلور في أذهانهم وبين الواقع الذي يجابههم هنا، هنالك بون شاسع بين الفكرة والتطبيق بين القول والعمل بين المفترض والمتحقق فعلا على الأرض.

إن هنالك تحولات عديدة في مجتمعنا على هذا الصعيد:

أهمها وجود نخبة من الشباب المثقفين والأكاديميين الذين كان المجتمع يفتقدهم ويتطلع إلى وجودهم على صفحة المقدمة، فعلى الصعيد المهني نجد الأطباء المحترفين من الشباب وكذلك نجد منهم المحامين والمحاسبين و .... إلخ

ونخبة من الشباب العربي محاضرين وأساتذة جامعات مرموقة ولديهم المقدرة على إحداث تغييرات هائلة في المجتمع، فيما صرنا نرى علماء شبابا لديهم اختراعاتهم وبصماتهم في هذا المجال.

ولكن على الرغم من كل هذا نجد الشباب العربي ما زال لم يأخذ مكانه الطليعي ودوره الطبيعي المفترض في مجتمعنا سياسيا واقتصاديا. فمن المتناقضات على هذا الصعيد أننا ننادي بالديموقراطية ونغني لها ونهتف بها فيما يتربع سياسيون على كراسيهم منذ عقود لا يبرحونها ومستعدون لكل الخيارات لقاء التشبث بها والالتصاق عليها.

نهاجم الديكتاتورية ونصب جام غضبنا عليها، بينما مؤسساتنا ترزح تحت نير التربع على الكراسي طوال السنوات والأيام التي لا تغيير فيها، رؤساء جمعيات يفنى الدهر ولا يفنى تربعهم على صدر تلك الجمعيات المختطفة لديهم منذ تأسيسها، متناسين بأن هذه الجمعيات مِلْكٌ للشعب وليست مزارع خاصة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وليست ماركة مسجلة بأسمائهم.

يتعاملون مع هذه المؤسسات كأنها قطاع خاص، فمن العجيب والمثير أن يكون رئيس لجنة المتابعة العربية – والذي يفترض أن يكون شابا في أوج عطائه – هو في الحقيقة سياسي متقاعد!!!!

فأين مشاركة الشباب مع أنهم مؤهلون للمشاركة وأكثر جدوى؟

لماذا لا تنبض عروق مؤسساتنا بدماء الشباب؟

لماذا لا تستمد من طاقتهم التي أثبتت قدرتها على قلب أنظمة عاتية ونظم اجتماعية وسياسية واقتصادية معمرة؟

أين دورهم في التنمية وهي من صلاحياتهم؟

لماذا نغفل النجاحات البارعة التي حققها الشباب العربي في المجتمع العربي داخل ما يسمى الخط الأخضر؟

فهل نتجاهل دورهم البارع في الجامعات الإسرائيلية؟ فعلى الرغم من كل المضايقات نجح الشباب العربي فيها في إثبات هويته وانتمائه من خلال تأسيس اتحادات الطلبة لانتزاع حقوقهم وحل مشكلاتهم...

إن شبابنا لم يأخذوا دورهم الطليعي الطبيعي المنتظر في برامج الأحزاب العربية، وإذا كان من البدهيات بأنه لا يمكن إحداث تنمية بدون الشباب فلا بد من برنامج اجتماعي سياسي يهدف لدعم مشاركة الشباب في قيادة التغيير عبر مبادرا يقودونها هم.

نحن لا ننكر في الوقت نفسه أن القيادة والريادة بحاجة إلى الخبرة والتجربة والممارسة، وهذا يدفع إلى التوجه نحو إجراء تدريبات للشباب، ومساندتهم في تشكيل منظمات ومؤسسات لتتصدر المشهد السياسي، إذا كنا صادقين في الرغبة بمجتمع متماسك وراقٍ تغذيه دماء الشباب التي تتدفق بقوة.

وبناء على ما تقدم، فإننا نمر بمرحلة حساسة مقابل اليمين المتطرف في إسرائيل، وأعتقد بأن السياسة اليمينية سوف تستمر لسنوات ما يوجب على الأحزاب العربية والساسة العرب في البلاد:

* فتح المجال لجيل الشباب ليقود الحركات السياسية بهدف تحقيق مزيد من العطاء.

* في حال تشكيل قائمة عربية مشتركة يجب الأخذ بعين الاهتمام أن ما يقارب 43% من المجتمع العربي من أصحاب حق الاقتراع لا يشاركون في العملية الانتخابية بسبب استيائهم الشديد من قادة الأحزاب العربية ومن الأخزاب العربية نفسها...

* لذا فعلى هذه القائمة تخصيص مقعدين على الأقل لمن ليسوا محزبين ويمثلون جيل الشباب لأن ذلك – في اعتقادي – سيؤدي إلى رفع نسبة المشاركين بالتصويت.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
285281.96
BTC
0.52
CNY
.