هادي زاهر في مقاله:
يجب الإنصاف فيحق لنا بعد عدة عقود من عمر الجبهة أن نحظى بالتمثيل وهذا ليس بالكثير
صدقوني إذا تنازل أعضاء كنيست لصالح شخصيات أخرى فلن تنهار السماء ولن تجتاحنا البراكين والزلازل
إدراج مرشح من المبادرة الدرزية ضمن قائمة الجبهة هو واجب وطني من الدرجة الأولى وأمل أن يتم تنفيذ هذا الواجب
نثني على موقف الدكتور حنا سويد الذي انسحب كي يتيح المجال للآخرين ويمكن أن يتنازل عضو الكنيست المنسحب عن بعض الكبرياء من أجل المصلحة العامة ليكون المساعد البرلماني للبرلماني الجديد
جاء اختيار عبدلله أبو معروف للتسهيل على الجبهة قبول العرض كون المذكور عضوا في الحزب إلى جانب كونه في المبادرة الدرزية
الطائفة الدرزية في هذه البلاد من لحم وعصب شعبنا الفلسطيني، وقد استطاعت السلطات الإسرائيلية الجرم من جسده بسكاكينها اللئيمة، وأرادت أن تصل إلى العصب ولكنها فشلت وقد اعترفوا بهذا الفشل على لسان الدكتور حايم كوهين الذي قال:
"إن الدروز هم العرب الذين في العرب"
وهنا على هذا الجسد أن يتصدى ويدافع عن نفسه، على هذا الجسد أن يقول لهذه السلطات: إن لحمنا ليس لقمة سائغة لغذائكم، على كرات دمه الحمراء أن تفزع وتدافع عنه، الحقيقة، هي أن أُطرنا الوطنية قدمت الضريبة الكلامية وكانت هناك لمسات حقيقية في الاتجاه الصحيح، ولكنها لم تقدم الواجب بالحجم المطلوب، والمعروف أن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي تأسست سنه 1974 كانت مركبة من عدة أطر، وهذه الأطر هي الحزب الشيوعي الإسرائيلي رؤساء السلطات المحلية، الفهود السود، ولجنة المبادرة الدرزية، وشخصيات اجتماعية وسياسية، وهذه الأطر انسحبت أو اختفت أو تغيرت ولم يبق منها إلى جانب الحزب الشيوعي إلا لجنة المبادرة الدرزية التي بقيت على ثباتها، وهنا إذا تم استثناء المبادرة من قائمة الجبهة لعضوية الكنيست هذه المرة أيضا، فهذا يعني أن القائمة هي قائمة الحزب الشيوعي ليس إلا، وما المانع في الإعلان عن ذلك رسميًا فالحزب للحقيقة والتاريخ، له الفضل الكبير في الحفاظ على هويتنا القومية، على لغتنا العربية وعلى نشر المثقفين في وسطنا العربي في هذه البلاد.
اعتقد أنه آن الأوان لتصحيح الإجحاف بحق هذا للجنة التي ناضلت عدة عقود من الزمن إلى جانب الحزب، يجب الإنصاف فيحق لنا بعد عدة عقود من عمر الجبهة أن نحظى بالتمثيل وهذا ليس بالكثير وإنما إذا وزعناه على طول المساحة الزمنية يكون "من الجمل ذانو" يجب إتاحة هذا المجال كموقف ثابت في سبيل أظهار وحدة هذا الشعب، وفي سبيل إظهار الوجه الأخر للطائفة الدرزية.. الوجه الناصع.. الوطني، خاصة وأنّ الأحزاب الصهيونية تدرج ضمن قوائمها للكنيست شخصيات درزية، هذه الشخصيات لا تمثل المصالح الحقيقية للمواطن، بل إذا قالت لها أحزابها: موتوا
يسألونها:
ومتى سيكون الدفن؟!!
يجب عدم تركنا بين مخالب وأنياب هذه الأحزاب التي تطمح في أصواتنا وتتنكر لحقوقنا.. التي تبغي تفريقنا إلى ملل ونحل ليسهل عليها ابتلاعنا.. لماذا لا تعمل الأطر الوطنية على تماسك وسلامة جسمها.
لماذا يحتكر بعض أعضاء الكنيست المنصب؟
صدقوني إذا تنازل أعضاء كنيست لصالح شخصيات أخرى فلن تنهار السماء ولن تجتاحنا البراكين والزلازل، فالله الذي خلقهم يمكنه أن يخلق غيرهم على مستواهم وأكثر، وهنا لا بد من أن نثني على موقف الدكتور حنا سويد الذي انسحب كي يتيح المجال للآخرين، ويمكن أن يتنازل عضو الكنيست المنسحب عن بعض الكبرياء من أجل المصلحة العامة ليكون المساعد البرلماني للبرلماني الجديد.. تعالوا لنخلق آليات عمل جديدة كي لا نخسر التجربة التي يحاول البعض تقديسها من أجل التشبث بالمنصب. وتعالوا لنتعلم من السياسيين الإسرائيليين في بعض الأمور؟!.. يتسحاق نافون مثلًا تنازل بعد أن انتهت فترته كرئيس دولة ليكون وزيرًا لصالح الجهة التي كانت وراء نجاحه.
لن نبتعد عن الموضوع، أعتقد أنه آن الأوان.. أي نعم آن الأوان كي يُفسح المجال لتُمثل الطائفة الدرزية ضمن إطار وطني لما لذلك من أبعاد إيجابية كثيرة، إذ يمكننا عندها بأن نستند إلى شعبنا، وان نستطيع توسيع معارضة التجنيد الإجباري وزيادة الجاهزية النضالية في التصدي لمخططات السلطة في هضم حقوقنا والوقوف في وجه عمليات السلب والنهب للأرض.
لقد اجتمعت سكرتارية المبادرة الدرزية قبل أيام في بيت الشاعر نايف سليم وتنافس على إدراج مندوب المبادرة ليكون ضمن قائمة الجبهة في مكان مضمون، كل من، السيد سامر سويد الذي لم يحضر الاجتماع والدكتور عبدلله أبو معروف وكاتب هذه السطور الذي سحب ترشيحه لصالح أبو معروف الذي تم اختياره، وقد تم اختيار الدكتور أبو معروف هذا المرشح الفذ لعدة أسباب منها: التسهيل على الجبهة قبول العرض كون المذكور عضوا في الحزب إلى جانب كونه في المبادرة الدرزية.
ولما له إلى جانب ذلك، من مقدرة وشعبية وقد تترجم ذلك في التصويت للجبهة في بلده " يركا " بدون أن يدرج في الانتخابات السابقة في مكان مضمون.
ولما له (إذا أردتم وأكشف لكم سرًا) لما له من فضل في منع انهيار صحيفة الاتحاد اليومية إلى جانب آخرين، وغيرها من النشاطات المميزة لهذا الرفيق ألأممي الوطني التقدمي بامتياز.
الإخوة والأخوات.. تعالوا لنكون صريحين وصادقين، أننا نشكل قائمة الجبهة لاعتبارات كثيرة وجديرة منها الطائفي، الأول مسلم، الثاني مسيحي، والثالث يهودي من أجل كسب الأصوات ولا مانع في ذلك فيما إذا كانت الشخصيات وطنية تغار وتخدم أهلنا.. لا مانع فيما إذا كان ذلك يصب في مصلحة الشعب، ولكن لا يجوز أن نلعبها أمميًا بعد حصول أصحاب النفوذ على (امتيازاتهم) وقول البعض بان لكم ممثليكم في الأحزاب الصهيونية هو قمة الوقاحة، ولا يصب في الموقف الوطني وهذا يعني التخلي عنا وتركنا فريسة لهذه الأحزاب ولسياساتها التي تصيب وتضربنا جميعًا.
أعود وأقول، أنه على بعض أعضاء الكنيست أن يشبعوا من المنصب خاصة وأنهم استنفذوا طاقاتهم، ويمكن لبعض الطامحين أن يتنازلوا عن طموحهم أمام المبدأ، كما يمكن للبعض أن يتقيد بالدستور القاضي بإتاحة المجال أمام الآخرين، إن إدراج مرشح من المبادرة الدرزية ضمن قائمة الجبهة هو واجب وطني من الدرجة الأولى وأمل أن يتم تنفيذ هذا الواجب.
الكاتب
عضو سكرتارية لجنة المبادرة العربية الدرزية
وعضو مجلس الجبهة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net