* قرية الدريجات هي البلدة الوحيدة في الجنوب التي يوجد فيها شبكة لانتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية
*هي البلدة الوحيدة في البلاد التي لا يوجد فيها بطالة
* وهي البلدة العربية الوحيدة التي ستتحول إلى بلدة سياحية
* السر: جهد السكان ولجنة محلية منظمة والتكاتف من أجل انتزاع الاعتراف الرسمي
*مراسل موقع "العرب" وصحيفة "كل العرب" زار القرية وعاد إلينا متفائلا أكثر من وضع عرب النقب
الطريق إلى قرية درجات، التي تقع شمال غرب بلدة كسيفة، على شارع السقاطي (شوكت) عراد، هي ككل طريق لموقع أثري، حيث عرجت بسيارتي إلى ناحية الشمال، عند حدود جبال الخليل الشامخة، وكنت قد حددت موعدًا مسبقًا مع رئيس اللجنة المحلية للقرية، مدير المدرسة الأستاذ اسحاق أبو حماد
وكما هي عادة عرب البدو، التقانا أبو حماد في بيته الذي ينيره بشبكة كهرباء عن طريق المولدات الكهربائية، حتى يتم ربط بيته وبيوت ستين آخرين بشبكة الكهرباء من الطاقة الشمسية، أسوة بعشرين بيتًا آخر في القرية، لم يكن هو بينهم لكي لا يقولون إنّ رئيس اللجنة يعمل لمصلحته الشخصية قبل الغير
ولم أكن بحاجة إلى تعارف، حيث أعرف أبو حماد منذ سنوات عدة، وهو ذلك الشخص الذي قاد حملة من أجل انتزاع الاعتراف بقريته التي تمتد جذورها إلى 150 عامًا
ويتواضع أبو حماد، كعادته، فيقول: "أبناء القرية واللجنة المحلية المنظمة فيها هي التي انتزعت الاعتراف"
حفل افتتاح مشروع الطاقة الشمسية
المسجد الوحيد في العالم بالطاقة الشمسية
يعيش في قرية دريجات التي تم الاعتراف بها رسميًا نهاية عام 2004 وأصبحت تتبع لمجلس أبو بسمه الإقليمي، 854 نسمة
وفي القرية مدرسة ابتدائية من البستان وحتى التاسع يتعلم فيها 340 طالبًا، وعيادة طبية وعيادة للأم والطفل
ويوجد كذلك في القرية المسجد الوحيد في العالم الذي يتم إنارته بواسطة الطاقة الشمسية
وفي هذه القرية لا تستطيع أن تجد أحدًا عاطلا عن العمل، فهناك تسعة أطباء و-30 معلمًا وخمسة صيادلة و-40 سائقًا وثمانية مدراء لشركات
ويتعلم أربعين طالبًا في جامعات البلاد والخارج، أما البقية فيربون الماشية ويزرعون حقولهم لكسب لقمة العيش
حفل الاعتراف بقرية دريجات رسميًا
وكانت سلطة تطوير النقب قامت بالإعلان عن مناقصة لإقامة شبكة لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية في القرية البدوية دريجات
ويعتبر هذا المشروع الثاني من نوعه في البلاد في ربط بلدة كاملة بشبكة تعتمد على الطاقة الشمسية، والأول في الجنوب
وقد تم حتى الآن ربط 20 منزلا في القرية بشبكة الكهرباء، في حين سيتم في الفترة القريبة القادمة ربط المنازل الـ60 المتبقية في القرية بهذه الشبكة، وفي المقابل سيتم ربط بيوت القرية بشبكة الكهرباء القطرية
دريجات
قرية تاريخية عمرها 150 عامًا
وقد حظيت قرية دريجات في النقب بجائزة "تحقيق الحلم" من رئيس الدولة شمعون بيرس، الأسبوع الماضي، وذلك على خلفية مشروع استعمال الكهرباء بالطاقة الشمسية الذي يتم تنفيذه فيها
ويقول على تفعيل المشروع شركة "انتردان" الحيفاوية، التي فازت بالمناقصة على نفقة الدولة
وقد تلقى إسحاق أبو حماد، رئيس اللجنة المحلية، يرافقه رئيس سلطة تطوير النقب، رئيس المجلس الإقليمي رمات هانيغف، شموليك ريفمان، ومدير سلطة تطوير النقب مئير ساعر، الجائزة من رئيس الدولة الثلاثاء الأسبق
وتأتي الجائزة على خلفية تفعيل مشروع الطاقة الشمسية في عشرين بيتًا في قرية دريجات، الواقعة على شارع شوكت-عراد، بالقرب من بلدة كسيفة
وقال رئيس اللجنة المحلية، إسحاق أبو حماد، في حديث لملحق "كل العرب"، إنّه سيتم في الفترة القريبة القادمة إيصال 60 بيتًا آخر في القرية بشبكة الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية
دريجات
قرية سياحية قديمة
بداية الفكرة
ويروي أبو حماد عن بداية الفكرة، حيث يقول إن آدي زيفدي، من وزارة البنى التحتية، طرح عليه المشروع نظرًا للاعتراف الرسمي بالقرية التي لم يتم مدها بعد بشبكة الكهرباء القطرية
ويضيف أنه في الحقيقة لم يتشجع من الفكرة وظننت أنه من الأفضل أن تعمل اللجنة المحلية من أجل الحصول على طاقة كهربائية عادية، ولكن ومع ذلك وافق على الموضوع من الناحية المبدئية
ويردف قائلا: "البداية كانت مع ايصال 20 بيتًا بالطاقة الشمسية، وقد بدأا بالفعل بعد سنة كاملة من المفاوضات، وفي النهاية تم بالفعل ربط عشرين بيتًا و-6 أعمدة شوارع ومختبر المدرسة وغرفة الحواسيب (يتم تفعيل الكهرباء في المدرسة أيضًا بواسطة طاقة الرياح) والمسجد الوحيد في العالم بشبكة الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية
تكلفة كل بيت وصلت إلى 43 ألف شيكل، ولكن السكان لم يدفعوا شيئًا، حيث تم النهوض بالمشروع من خلال وزارة تطوير النقب والجليل الذي كان في حينه تحت مسؤولية رئيس الدولة الحالي شمعون بيرس"
عامود إنارة شارع بالطاقة الشمسية
وأول بيت في القرية تم ربطه بشبكة الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية هو بيت داؤود أبو حماد، حيث كان البيت التجريبي الأول في القرية، ليتسنى للمسؤولين من الوزارة والضيوف الدخول إليه بدون عائق، وبالفعل كانت بقية البيوت جزء من النموذج التجريبي الذي استعمل لاحقًا لتحويله إلى مشروع عام في القرية
وقد تم ربط 13 بيتًا لأعضاء اللجنة المحلية وستة بيوت حسب حجم العائلة والبيت الأخير هو لعائلة فيها طفلين بحاجة إلى كهرباء
وفي ديسمبر 2005 تم تدشين المشروع بصورة رسمية
وهناك وعود بربط 60 بيتًا آخر بشبكة الكهرباء في الفترة القريبة القادمة
قرية سياحية أيضًا
قرية سياحية أيضًا
وعدا عن ذلك، فانه تم مؤخرًا الاعتراف بالقرية لتكون قرية سياحية يتم فيها استقبال مجموعات من البلاد والعالم لتعلم ظروف القرية، وحياة سكانها القديمة في المغر، بالإضافة إلى تفعيل مشروع تعليم اللغة الدارجة من قبل طلاب يهود فيما يسمى "سومر-سكول"
ويقوم أحد سكان القرية بالعمل على إرشاد الأفواج السياحية في جولاتهم، حيث يتعرفون على خبز "الصاج" ويقومون بزيارة المغر (التي تستعمل حاليًا كملجأ للمواشي ومكان تخزين لطعامها في أيام الشتاء)، والتعرف على أنواع الأطعمة التي تقدم بالإضافة إلى مصنع المجوهرات الذي تقوم عليه نساء من القرية
مدخل قرية دريجات
وينهي إسحاق أبو حماد بالقول: "أتمنى أن تحذو بقية القرى العربية البدوية في النقب حذونا، وان يتم إدخال مشروع الطاقة الشمسية إلى البيوت، مع العلم أنني أعرف أن هناك بعض البيوت التي أدخلت المشروع بصورة فردية في قرى مختلفة غير معترف بها في أنحاء النقب"
شمعون بيرس يفتح النور لتدشين مشروع الطاقة الشمسية قبل عامين ونصف
-هل تؤيد الطاقة الشمسية لاستعمالات الكهرباء؟
"لا شك أنه بسبب التلوث البيئي في العالم فنحن أمام طاقة نظيفة تحافظ على البيئة، بالإضافة إلى كونها غير باهظة الثمن، وبالنسبة لسكان القرية فهم يدفعون ما قيمته 74 شاقل فقط في الشهر لقاء أعمال الصيانة التي تقوم بها الشركة التي أقامت المشروع"
هنا تتحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية
أطفال من قرية دريجات
مستقبل بدون بطالة
نظرة الى المسجد الوحيد في العالم بالطاقة الشمسية