الدكتور نزار بشارة اخصائي طب وجراحة عيون:
لا تبقى الحياة هي نفسها من دون نعمة النظر ما عليك سوى إغلاق عينيك لفهم ذلك
النظر الجيد لم يعد أمراً بديهياً إذ يعاني 50 في المئة تقريباً من الأشخاص من مشكلة بصرية معينة تجبره على استعمال النظارات الطبية بشكل مؤقت أو دائم
يمكن مراقبة العين بسهولة بواسطة أنظمة بصرية مكبّرة وهناك بعض الفحوص النظامية التي يجريها طبيب العيون أثناء كل زيارة
باتت مشاكل النظر شائعة جدّاً، بحيث تشير الدراسات إلى أن أمراض العيون تأتي في المرتبة الثانية بعد السرطان وقبل الأمراض القلبية الوعائية. النظر ضروري للتقدم في العمر والتمتع بشيخوخة جيدة، ولذلك عليك الاعتناء به على الدوام...
الدكتور نزار بشارة اخصائي طب وجراحة عيون
الدكتور نزار بشارة اخصائي طب وجراحة عيون، وصاحب سلسلة عيادات في مدينة الناصرة، شفاعمرو حيفا وطبريا، التقته محررة مجلة ليدي كل العرب، وكان معه الحوار التالي، حيث أجابنا خلاله عن بعض الاسئلة الشائعة حول امراض العيون.
لا تبقى الحياة هي نفسها من دون نعمة النظر. ما عليك سوى إغلاق عينيك لفهم ذلك. وهذا أمر طبيعي لأن النظر ينقل إلينا أكثر من 80 في المئة من المعلومات الضرورية لتنفيذ أعمالنا اليومية. إلا أن النظر الجيد لم يعد أمراً بديهياً إذ يعاني 50 في المئة تقريباً من الأشخاص من مشكلة بصرية معينة، تجبره على استعمال النظارات الطبية بشكل مؤقت أو دائم. واللافت أن تصحيح مشاكل النظر مهم لكل شيء. فهو مهم للنجاح المدرسي، والارتقاء المهني، والسلامة على الطرقات... يتضح إذاً أن الاهتمام بصحة العينين أمر ضروري جداً، ولذلك يستحسن زيارة طبيب العيون بشكل منتظم، مهما كان عمر الشخص.
منذ الولادة للتعلم جيداً...
يتكوّن النظر عند الطفل بدءاً من الأشهر الأولى وحتى عمر خمس أو ست سنوات. وفي البداية، يساعد النظر على حصول النمو النفسي الحركي (مثل المشي والإمساك بالأشياء...). بعد ذلك، تستلزم سنوات الدراسة قدرات بصرية جيدة، لإتمام عمليات الكتابة والقراءة على اللوح أو الدفتر أو شاشة الكمبيوتر. وقد أثبتت دراسات ميدانية عدة أنه يوجد رابط كبير بين الصعوبة في التعلم وبين مشاكل البصر.
قبل بلوغ الطفل عمر السنتين، يجدر بطبيب الأطفال إحالته إلى طبيب اخصائي في أمراض العيون لفحص نظره، والتأكد من عدم وجود أية مشاكل. وفي عمر خمس سنوات تقريباً، يفترض بالأهل اصطحاب طفلهم مجدداً إلى طبيب العيون للتأكد من سلامة بصره، إذ يبدأ الطفل في هذا العمر تعلم الأحرف الأولى في المدرسة، ويحتاج بالتالي إلى بصر سليم لتفادي أوجاع الرأس ومشاكل التعلم.
إلا أن العديد من الأهل يتجاهلون لسوء الحظ هذه الفحوص الروتينية المهمة، ظناً منهم أن أطفالهم لا يعانون من أية مشاكل، فيما العكس هو الصحيح في أغلب الأحيان. ومن العلامات التي تشير إلى وجود مشكلات في البصر نذكر تقطيب الحاجبين، وطرف العينين بكثرة، والتذمر من التعب، وإلصاق الوجه بالدفتر للتمكن من القراءة أو الكتابة، والخلط بين الأحرف القريبة من بعضها... ولا بد من الإشارة إلى إمكانية تصحيح بعض مشاكل النظر بشكل نهائي في حال كشفها في الوقت المناسب وعدم السماح بتفاقمها.
تصوير:thinkstock
بعد عمر 18 عاماً حفاظاً على السلامة العامة
تحتاج قيادة السيارة إلى بصر جيد، لا بل ممتاز، لأن 90 في المئة من القرارات والحركات الضرورية للقيادة ترتكز على عيني السائق. وأثناء الجلوس وراء المقود، تنشط كل الوظائف البصرية عند الشخص، أي الرؤية بالعينين لتقدير المسافات، والرؤية المحيطية للنظر إلى الأمام ومراقبة الجانبين، والرؤية البعيدة للاستباق، والرؤية القريبة لقراءة لوحة السيارة.
والمؤسف أن ملايين السائقين حول العالم يعانون من مشاكل بصرية غير مشخصة وغير مصححة، مما يسبب الكثير من الحوادث التي يمكن الاستغناء عنها. من هنا ضرورة زيارة طبيب العيون قبل الحصول على إذن القيادة، ومن ثم بشكل منتظم للتأكد من عدم حصول أي تدهور في البصر.
في كل الأعمار لحسن الأداء في العمل
أوجاع في الرأس، وخز أو جفاف أو احمرار في العيون، أو مشاكل في النظر... تبين أن 30 إلى 40 في المئة من الأشخاص الذين يعملون أمام شاشات الكمبيوتر يشكون من تعب بصري. صحيح أن الكمبيوتر لا يولّد مشكلة بصرية، لكنه قد يكشف أو يعزز المشاكل الموجودة قبلاً، وهذه مشكلة كبيرة في العمل.
لذا، يجدر بكل شخص يعمل أمام الكمبيوتر أن يزور طبيب العيون بشكل منتظم لإجراء فحص لبصره. ويقول الأطباء إن الزيارة يجب أن تتم كل ثلاث إلى خمس سنوات، سواء كان الشخص يضع نظارات طبية أم لا. وبعد عمر الأربعين عاماً، يجدر بكل شخص أن يزور طبيب العيون لأن بلورية العين تبدأ بفقدان ليونتها وتبدأ مشكلة طول النظر (presbyopia).
بعد عمر الستين للحؤول دون الأمراض
عند الاقتراب من عمر الستين، تظهر بعض مشاكل البصر المرتبطة بالشيخوخة. وبين عمر الستين والسبعين عاماً، ترتفع نسبة أمراض الشبكية السكرية (أي تدهور حال الشرايين التي تغذي شبكية العين) من 7 إلى 17 في المئة، فيما ترتفع نسبة زَرَق العين، أي ازدياد الضغط في مقلة العين، (glaucoma) من 5 إلى 15 في المئة، وترتفع نسبة ضمور العين المرتبط بالتقدم في العمر من 5 إلى 25 في المئة. والمؤسف أن مشاكل النظر هذه المرتبطة بالشيخوخة، قد تكون سبب العديد من حالات السقوط، أو العجز، أو الانعزال الاجتماعي، أو حتى الاكتئاب.
وبما أن الشخص يعجز عن كشف هذا النوع من الأمراض لوحده، يجدر به زيارة طبيب العيون بشكل منتظم، بمعدل مرة كل سنتين على الأقل.
3 فحوص مهمة
يمكن مراقبة العين بسهولة بواسطة أنظمة بصرية مكبّرة. وهناك بعض الفحوص النظامية التي يجريها طبيب العيون أثناء كل زيارة.
1- حدّة البصر: يطلب طبيب العيون من مريضه قراءة الأحرف أو الإشارات الكبيرة والصغيرة، عن بعد وعن قرب. يجرى هذا الفحص خصوصاً في حال أوجاع الرأس أو تضاؤل حدة البصر، ويتيح تحديد التصحيح البصري.
2- ضغط العين: يجرى هذا الفحص بواسطة مقياس ضغط خاص بالعيون، وهو عبارة عن جهاز فيه مخروط صغير، يسطح طرفه القرنية من خلال إرسال دفق هواء على العين. الفحص غير مؤلم وهو يجرى بشكل تلقائي لكل شخص تجاوز عمر الأربعين عاماً.
3- قلب العين: يتم في هذه الحالة فحص الشبكية بواسطة جهاز مزود بعدسة مكبّرة وضوء. ولتسهيل الفحص، يتم قبلاً تكبير البؤبؤين بواسطة قطرة خاصة. ليس هذا الفحص مريحاً جداً ويبقى النظر مشوشاً لبضع ساعات.
موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net