مأدبة الأرواح
فِي مَأْدُبَةِ مَا بَعْد الدُّعَاءْ
تَقْعُدُ الأرْوَاحُ تَنْتَظِرَ الإذْنَ بِالرّحِيل ْ
أنَا ظَمْأى تَقُولُ وَاحِدَةٌ تَلُمُّ الرِّيقَ القَلِقَ
المُسْتَرِقَ السّمْع المَشْحُونِ بِإيْمَانِيّاتٍِ رَاسِيَةٍ فِي شُطْآنِ أسَاطِيرٍ وَأقَاوِيل ْ
تَشْتَعِلُ فِي قَلْبِي أعْوَادُ قَشٍّ نَهِمَة
قَدْ أُسْدِلَ عَلَى قَتْلِهَا مِحْفَظَةٌ مُضْطَرِمَةٌ بِنَارٍ وَمِنْدِيلْ
نَفْسِي عَطْشَى تَحْتَرِقُ فِي حَقْلٍ ثَاكِلٍ لِكُلِّ الخَيِّرِ الدّقِيقِ مِنَ الشُّجُونْ
أنَا جُوعَى تَسْتَطْرِدُ أُخْرَى
وَتُقِرُّ بِمَا يَسْتَتِرُ مَا بَعْدَ العُيُونْ
مِنْ رُعُونَةِ الفَقْرِ المُدْقِعِ لِتَلَاحُمٍ أخَوِيٍّ وَمَنَاقِب مَرِنَة
لَكُمَا اللهُ فَإنِّي تَخِمَة
لَنْ أطْلُبَ بَعْدُ أيَّ لُقْمَة
فَحُبُّ صَاحِبِي للهِ
أحْيَانِي بِنَغْمةَ
نُوتَاتٌ مِنْ كَلِمَاتِ عِشْقٍ لِرَبِّ الكَوْنِ يَقُودُهَا العَزْمُ تِلْكَ قِسْمَةٌ ضِيزَى لَكُمَا
وَلِي حِكَايَةٌ تَنْضَحُ بِخَيْرِ خَتْمَة
غدًا
قَدْ تَزَهَّدْتِ
تَقَشَّفْتِ
تَزَمَّلْتُ
تَزَمَّتِّ لِكِذْبَتِكِ
وَتَنَزَّهْتِ عَنْ سَمَاعِ اعْتِرَافِيَ الخَطِيرْ
وَفَرَرْتِ وَفَارَقْتِنِي فَلَمْ يَهْتَزَّ مِنِّي أحَدٌ
وَلَمْ يَنْزِفْ مِنِّي أيُّ قِنْدِيلٍ فِي الضّمِيرْ
وَاتّخَذْتُ النّافِذَةَ بَيْتاً وَنَظَرْتُ وَدَقَّقْتُ وَتَعَمَّقْتُ فِي البَيْتِ المَسْحُورِ بِحَوَاسٍّ أُخْرَى
لَيْسَتْ مِلْكَكِ بَيْنَهَا فَرَاسَةُ مُتَصَبِّرَةٍ دَاخِلَ مِصْبَاحٍ صَغِيرْ
أنَا الآلافُ لَوْ تَدْرِينَ فَتُدَوِّنِينَ دَوَاوِيناً تُصَنِّفِينَهَا وِفْقَ مَنْ أكُونُ فِي رَسْمِ الطّبَاشِيرْ
حِيلَ بَيْنَناَ وَلٰكِنِّي سَأَطِيرْ
وَسَأُجَرِّبُ أنْ أمْسَحَ كُلّمَا تُمْحَى إحْدَى أرْوَاحِي كُلّ شَرٍّ مُسْتَطِيرٍ
يُهَدِّدُكِ
تَعْنِينَ لِجَمِيعِهِمُ الشّيءَ الكَثِيرْ
غداً قَدْ تَكُونِي أنْتِ لِي خَيْراً مُنْقَطِعَ النّظِيرْ
فَأغْدُو وَاحِداً فَقَطْ كَأحَدِهِمْ أنْتِ لَهُ نَظِيرْ
جامعة العملات والطوابع
جَامِعَةُ العُمْلَاتِ القَدِيمَةِ وَالطّوَابِعْ
تِلْكَ عَيْنُهَا الّتِي جَفّفَتْ كُلَّ العُهُودِ مِنْ صُنْعِ المطَابِعْ
خُلِقَتْ لِتَنْبِشَ ذِكْرَيَاتِ مَنْ لَقَتْ حَتْفَهَا مِنَ الرّسَائِلْ
مِنْ غَيْرِ أنْ تَسْتَأْذِنَ
تَخْضَعُ لَهَا كُلُّ الَموَاجِعْ
تُنْقَعُ بِمَاءِ المَوْتِ السّائِلِ المُسَائِلْ
وَتَتَشَكّلُ نُصْبَ الأنَامِلْ
هَوِيّةُ قَاتِلٍ مُتَسَلْسِلٍ مُتَأهِّبٍ أبَداً يُنَازِلْ
فَرّ مِرَاراً مِنْ أصَابِعِ الاتِّهَامِ
لَيْسَ هُنَاكَ مِنْ حَلٍّ لِكُلِّ المَسَائِلِ يَا أيُّهَا السّائِلْ
وَأفْخَاخٌ نُصِبَتْ مِرَارًا لَمْ تَنْفَعْ أمَامَ حَكَمٍ ظَالِم ٍعَادِلْ
فَمُتَعَقِّبَةُ بَصَمَاتِ لَحَظَاتِ العَنَادِلْ
حَيْثُ يَسْكُنُونْ
حَيْثُ الأبَدُ يَكُونْ
تُدْرِكُ بِيُسْرٍ مُتَمَلِّقٍ يَخُصُّهَا قَاعِدَةَ مَالِكِ الحَزِينِ الحَنُونْ
مَهْمَا جَرّبُوا
لَا يَتَسَنّى لِكُلِّ مُحَاوِلْ
لَيْسَ قَدَراً لِلْجَمِيع ِ
شُرْبُ الماءِ مِنْ حَيْثُ يَنْبُعُونْ
وَسَتَسْتَمِّرُّ هِيَ فِي إحْيَاءِ قَلَمٍ عَاقِلْ فمَتَاحِفُهَا عَامِرَةٌ
فيها تِلْكَ الأُمِّيّةُ سَائِحَةٌ دَائِمَةٌ زَائِرَةٌ مَوْضُوعِيّةٌ حَتّى الجُنُونْ
فَالإيمَانُ يَفِي لِلْبَعْضِ بِوُعُودِهِ
فَيَسْلَمُونَ مِنْ مَكَائدِ عِلْمٍ فَيَهْنَؤونْ
وَتَتَألّقُ تِلْكَ المُتَحَجِّرَاتُ فِي معْرَضٍ انْفِرَادِيٍّ بَعِيداً عَنِ العُيُونْ
يَسْكُنُهَا
نُزَلاءُ جَامِعِ الدّلائِلْ
حَيَاتُهُمْ لِكَتْمِ سِرِّهِ قَدْ أعْطَوْهُ
عَلَى عَيْنِهِ سَيُكْتَبُونَ فِي أسْمَى مَنَازِلْ
فَيَسْكُتُونْ بِلَا مُنَازِلْ
تأليف : أسيل منصور عراقي
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net