الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 23:02

جولة اخرى من القتال/بقلم:د.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 16/02/15 20:21,  حُتلن: 07:44

د. محمد خليل مصلح في مقاله: 

تشهد الساحة الداخلية ظاهرة متطرفة في الدعاية الإنتخابية لإنتخابات الكنيست الـ20 القادمة وبشكل حاد تتمحور حول الشخصيات في مسعى من اليسار والمعسكر الصهيوني ضرب العنصر المفقود في المعسكر الشخصية الكريزمية لمنافسة نتنياهو

يبدو أن نتنياهو والمحيطين به من المستشارين يضعون كل الخيارات على الطاولة للفوز بالانتخابات لم يغقل بتحريض واثارة الرأي العام الدولي ضد حماس تمهيدا لورقة الحرب على غزة لو احتاجت المعركة الانتخابية

لقد إنتهى الجدل في الساحة الداخلية الاسرائيلية حول إعادة ترميم نظرية الردع الاسرائيلية التي كانت الدافع الاول للحرب على غزة "الجرف الصامد"؛ لا شك أن نتائج الحرب الأخيرة كانت مثار جدل ومزايدات من البعض بكل ما صاحب الحرب من أحداث بطولية وتكتيكات عسكرية وخطط لم يتوقعها العدو؛ حتى اعتبرت أحد العناصر المهمة في التحكم في صيرورة المعركة الفجأة والمبادرة والاستدراج؛ شكلت نظرية المقاومة في حربها مع جيش الاحتلال؛ حتى انشغلت الساحة الداخلية الاسرائيلية وهذا ما يعنينا اليوم؛ لأنها جزء من الجدل والحرب الاعلامية الدائرة بين كل الكتل الحزبية والقيادات السياسية والأمنية؛ ليبرمان ويعالون وزير الجيش؛ حيث وجه ليبرمان انتقاده الشديد وتعرض بالقدح والاتهام وتحميل مسؤولية فشل الحرب على غزة لوزير الجيش ورئيس الوزراء المتردد والجبان ليبرمان في ندوة ثقافية في بئر السبع "إن تغيير الواقع الحالي وضمان العيش الهادئ في البلاد يستوجبان إحداث تغيير في ميزان الرعب مع الأعداء".

ليبرمان فتح المعركة على وزير الجيش يعالون من كل الأطراف الميجر جنرال احتياط يؤاف غَلانت زج بنفسه في المعركة الإنتخابية عن حزب كولانو للطعن بأداء وزير الدفاع موشيه يعالون خلال عملية (الجرف الصامد) في قطاع غزة متهماً إياه بالتقاط صور له داخل الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس دون الإقدام على إجراءات حقيقية ضدها.

تشهد الساحة الداخلية ظاهرة متطرفة في الدعاية الإنتخابية لإنتخابات الكنيست الـ20 القادمة، وبشكل حاد تتمحور حول الشخصيات في مسعى من اليسار والمعسكر الصهيوني ضرب العنصر المفقود في المعسكر الشخصية الكريزمية لمنافسة نتنياهو في محاولة لتحطيم تلك العقبة؛ الدعاية تفقد الأبعاد الأخلاقية؛ صفحة الفضائح المالية والجنسية والاسرية ببعد نفسي حطم كل المحظورات في المساس بكل ما له قيمة أخلاقية في حياتهم، وفي أقدس شيء في الوعي الصهيوني الأمن؛ نتنياهو ذهب بعيد في التعريض بمعارضيه؛ بزرع الخوف وعيه من اليسار الصهيوني بالتخلي عن الأمن، ومس، وتعريض مستقبل دولة الاحتلال الى الخطر الوجودي؛ يخوّن الجميع كما فعل قبل إغتيال رابين؛ الدعاية الإنتخابية لكلا الفرق خطيرة على الوعي الصهيوني وهي تحطم كل المثل الموجودة في ديمقراطية دولة الاحتلال.
الدم الفلسطيني يتحول الى مادة دعائية إنتخابية ما يعكس مدى الإنحطاط الأخلاقي اللاسامي في العقل الصهيوني للوصول لأهدافه؛ غلانت إن الوزير يعالون مستعد للتعايش مع حالة من التعادل مع حماس مما يوحي بوجود مشكلة لديه تنمّ عن قلة الإبداع والتصميم والقيادة، فيما أنه- أي غلانت- يرفض القبول بهذا الواقع.

ووفقا لما نشره موقع "روتر" العبري، لغلانت " بأنه كان يتوجب توجيه ضربات موجعة أكثر لحماس أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو ضعيفة أمام حركة حماس، وكان يتوجب ان تكون عملية "البنيان المرصوص" أكثر قوة وتوقع خسائر صعبة في صفوف حماس، وكان يتوجه توجيه ضربات قاتلة في قدراتها العسكرية وفي قيادات حماس.
اما في معسكر اليسار يادلين الطامح لمنصب وزير الجيش في حال فوز معسكر اليسار و كان وزيرا للجيش بالقول "لن يشعر أي احد في حماس بأنه قوي، كون المواجهة القادمة ستكون قصيرة ومركزة ومؤلمة أكثر لحماس"، يبدو ان حماس تحولت الى دعاية انتخابية للمزايدة على بعضهم البعض حيث اعتبر دعوات ليبرمان ونفتالي بينت أثناء العدوان باحتلال قطاع غزة مرة ثانية بأنه قلة خبرة وعدم مسؤولية، كون العديد من العمليات المؤثرة لم يقوم الجيش بتنفيذها.

والصورة تبدوا اكثر وضوحا لديسكين الذي يعتبر من المنتقدين لوزراء الحكومة في تصريح يصف به نتنياهو بانه فقد حياءه؛ اثر نشر الليكود فيلما عن اليسار بانه سيدخل داعش الى اسرائيل؛ ديسكين "اليسار سيدخل داعش الى اسرائيل؛ يقول نتنياهو وهو الذي اطلق سراح احمد ياسين عام 1997 وبنى من جديد حركة حماس.. وهو الشخص الذي تم جره لأطول حرب ضد "منظمة ارهابية منذ حرب الاستقلال" وهو الشخص الذي هدد ايران وليس قادرا على الحسم ضد منظمة "ارهابية" في غزة".

يبدو أن نتنياهو والمحيطين به من المستشارين يضعون كل الخيارات على الطاولة للفوز بالانتخابات؛ لم يغقل بتحريض واثارة الرأي العام الدولي ضد حماس تمهيدا لورقة الحرب على غزة لو احتاجت المعركة الانتخابية تلك الخطوة حتى لو بكت كل الامهات من الحرب ثمنا لحرب اليمن المتطرف للسيطرة على الدولة العبرية ؛ سفير الدولة العبرية في الأمم المتحدة رون بروشاور توجه بشكوى من ايام للأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الامن يحذر من حركة حماس بانها تقوم بالاستعداد لمواجهة اخرى وبحسب نص الرسالة ط انا اكتب كي انبه من التطورات المقلقة جدا في المنطق ؛ حماس تستعد مرة اخرى لشن هجوم جديد من خلال اعادة ترميم البنى التحتية " للإرهاب" حسب ادعائه " وهل كانوا يتصورون ان حماس ستحجم عن ترميم قدراتها الدفاعية والهجومية بعد الحرب ؟ وهو ما طرحه غانتس على المنتقدين لنتائج الحرب متسائلاً: هل كان لدى أيّ واحد منّا، في المستوى السياسيّ أو العسكريّ الشكّ في أنّ المقاومة الفلسطينيّة ستُعاود تسليح نفسها؟." .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.