رئيس الدولة- رؤبين ريفلين اثناء زيارته لمدينة رهط:
منذ لحظة علمي بالأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة رهط وانا على اتصال برئيس البلدية ومختلف جهات الشرطة لأطّلع منهم على المستجدات ونتائج التحقيق
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن بلدية رهط، جاء فيه: "حل صباح امس الأربعاء الرئيس العاشر لدولة اسرائيل رؤبين ريفلين ضيفا على مدينة رهط ، حيث التقى رئيس البلدية ونوابه واعضاء المجلس البلدي وعدد كبير من الاهالي كما والتقى بعائلتي الشهيدين سامي الجعار وسامي الزيادنة. وقد شارك في اللقاء عدد من رؤساء السلطات المحلية العربية واليهودية في الجنوب بالاضافة الى عضو الكنيست السابق حاييم اورون".
من اليمين طلال القريناوي- رئيس بلدية رهط ورؤبين ريفلين- رئيس الدولة
وأضاف البيان: "وقد التقى رئيس الدولة ريفلين بمشاركة رئيس البلدية طلال القريناوي بوالد الشهيد سامي الجعار، خالد الجعار وشقيق الشهيد احمد الجعار، وكذلك بشقيق الشهيد سامي الزيادنة راقي الزيادنة وابن الشهيد سامي هشام الزيادنة، حيث طرح اهل الشهيدين امام رئيس الدولة عدد من القضايا منها تشكيل لجنة تحقيق قضائية بمشاركة قاض عربي متقاعد، وحول معاملة الشرطة مع الشرطي الذي اطلق النار على ابنهم مقارنة مع معاملة الشرطة مع والد الشهيد سامي الجعار خالد الجعار عندما تم اعتقاله في بداية الحادث مطالبين رئيس الدولة بالتدخل لدى السلطات المسؤولة في اخراج نتائح لجنة التحقيق التي شكلتها الشرطة، وكذلك طالب اهل الشهيدين من رئيس الدولة بالتدخل من اجل اطلاق سراح المعتقلين من ابناء رهط والذين اعتقلتهم الشرطة في الاحداث الأخيرة. ومن ثم انتقل رئيس الدولة الى قاعة مركز الفنون والعلوم للالتقاء بكافة الضيوف والمواطنين وممثلي المكاتب الحكومية وادارة بلدية رهط وبرؤساء السلطات المحلية العربية واليهودية ومفتشي وزارة المعارف ومدراء المدارس والشيوخ والوجهاء . وقد تولى عرافة اللقاء مرزوق الكتناني الناطق باسم البلدية والذي رحب بالضيوف الذي لبوا الدعوة، وبعد ذلك دعا فرقة "بلابل الفردوس"، لطلاب مدرسة الفردوس الابتدائية والتي عزفت اغنية امام الحاضرين حول السلام".
هذا، وجاء في البيان: "طلال القريناوي، رئيس بلدية رهط القى كلمة طالب فيها رئيس الدولة بالعمل من التدخل على تشكيل لجنة تحقيق قضائية لتقصي الحقائق وهذا هو المطلب لاهالي رهط، وابلغ رئيس الدولة ان البلدية توجهت في الاسبوع الأخير الى رئيس الحكومة والمستشار القضائي للحكومة والى مراقب الدولة والى كافة رؤساء الاحزاب المرشحة في الانتخابات برسائل من اجل العمل على تشكيل لجنة حقيق قضائية للتحقيق في تصرفات الشرطة ومقتل الشهيدين سامي الجعّار وسامي الزيادنه". وقد طرح رئيس بلدية رهط طلال القريناوي امام رئسي الحكومة كافة العقبات والعراقيل التي تقف امام العرب في النقب وانه يجب على الحكومة ان تقوم بواجبها تجاه المجتمع العربي في النقب وتقديم كامل الحقوق للمواطنين بالاضافة انه على الدولة القيام بواجبها في تطوير القرى والمدن العر بية في النقب".
وتابع البيان: " رئيس الدولة، رؤبين ريفلين القى كلمة قال فيها:" كنت أخطط منذ فترة بعيدة للقيام بجولة شاملة في المدن والقرى العربية في النقب، وكنت أتمنى أن تكون ظروف زيارتي مغايرة عن اليوم، أود في بداية كلامي التعبير عن التعازي الصادقة للعائلات في حزنها وألمها. إن الألم والحزن اللذين يسببها فقدان الأرواح أمر مروع، ونحن في أمس الحاجة إلى بذل كل مستطاع لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث". وأضاف ريفلين وفقًا لما جاء في البيان:"كنت منذ لحظة علمي بالأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة رهط على اتصال برئيس البلدية ومختلف جهات الشرطة لأطّلع منهم على المستجدات ونتائج التحقيق، وتابعت وما زلت أتابع عن كثب عمل طاقم تقصي الحقائق وكلي ثقة بأنه يعمل بمنتهى الجدية والمسؤولية، سعيا لكشف الحقيقة وإيضاح الصورة الشاملة، ورغم الحزن اللامتناهي وما يعنيه من صعوبة، يترتب علينا جميعا التحلي بالصبر حتى يأخذ التحقيق مجراه ، والسماح للقانون والقضاء بإصدار حكمهما، ومعاذ الله أن نأخذ القانون بأيدينا، لأن سيادة القانون تلزمنا جميعا، المواطن والشرطي على حد سواء، ومن واجب الشرطي أن يحمي المواطن، ومن واجب كل مواطن إفساح المجال للشرطي لأداء مهمته دون خوف أو تهديد. ولم آت إلى هنا اليوم لأدعم هذا الطرف أو ذاك، فالتحقيق ما زال يجري بكل نزاهة وسوف تنشر نتائجه. لقد أتيت إلى هنا اليوم لكونكم أبناء هذا البلد ومواطنين متساوين وجزءً لا يتجزأ من دولة إسرائيل، ونحن، وإن كنا غارقين في غياهب الحزن، يجب ألا يمثل أمام أعيننا الماضي بل المستقبل، مستقبلنا المشترك يهودا وعربا معا. ولا يجوز لنا تعميق الهوة التي تهددنا بالفرقة، وإنما من واجبنا مواصلة بناء ما بيننا من جسور، وعلينا أن نبني هذه الجسور خطوة بعد خطوة ومن منطلق الإيمان، ولن نستطيع إلى ذلك سبيلا إلا من خلال إعادة بناء الثقة وترسيخها بين الأطراف، ومن خلال التعاون والإدراك العميق أن طريقنا مشتركة وأن علينا السير عليها سوية".
وجاء في البيان: "وتوجه ريفلين في كلمة الى رئيس بلدية ره قائلا:" عزيزي طلال القريناوي رئيس البلدية، إن من أسباب وصولي إلى هنا اليوم دعوتك التي وجهتها إلي بالمجيء وذلك خلال لقائنا الأخير في مقر الرئاسة، وقد كانت دعوةً مؤلمة صدرت من القلب لتدخل من القلب، إذ أعتبرك أنت رئيس البلدية، وسائر أعضاء المجلس والسادة الوجهاء مثالا للقيادة الشجاعة، القيادة التي تمد يدها، والتي لا تيأس حتى في لحظة الفاجعة، وانت عزيزي رئيس البلدية، لقد حللت ضيفا على بيتي قبل أسبوعين، لتقول لي بصدق وألم: "اطلب منك أن تقربنا كمواطنين وألا تبعدنا". هذا ما قلته، وها أنا قد أتيت إلى هنا اليوم من منطلق الموقف ذاته، أي من منطلق التزامنا المتبادل باعتبارنا مواطنين في دولة إسرائيل. لم آت لمجرد مشاطرتكم ألمكم باعتباري غريبا، إذ إن ألمكم وما تشعرون به من ضائقة يؤلمني أنا أيضا. إن ألمكم يؤلمني لكوني مواطنا مثلكم، ويؤلمني باعتباري رئيسكم، فالمواطنون الإسرائيليون سواسية بعضهم أمام بعض، وجميعهم أمام القانون، ولا يجوز أن يكون في دولة إسرائيل مواطنون من الدرجة الأولى وآخرون من الدرجة الثانية، لا سيما من حيث الحقائق، ولكن أيضا من حيث الشعور، فعلى دولة إسرائيل معاملة مواطنيها جميعا باحترام ومساواة، وعليها كذلك الإقدام على خطوات ملموسة وشجاعة لجسر الفجوات الاقتصادية القائمة بين الجمهور اليهودي والعربي والبدوي سواء في الموارد أو في البنى التحتية والتشغيل". وتابع رئيس الدولة يقول:" إنها مهمة ضخمة ملقاة على عاتق كل منا رجالا ونساء، وهي مهمة ملقاة على عاتقي أنا كذلك. وإذا كنا نؤمن حقا بالتغيير ونرغب فيه، فلا شك لدي في قدرتنا على إحداث تغيير، ولكننا سنعجز عن ذلك إن لم نكن نعمل سوية، ولذلك سررت بلقائي هنا اليوم أيضا برؤساء السلطات المحلية المجاورة الذين أتوا من منطلق شعورهم بالتضامن ووحدة المصير، علما بأن توثيق الصلات بين رؤساء البلديات والسلطات المحلية المتجاورة وإيجاد التعاونات الاقتصادية والتعليمية بينهم – بينكم – أعتبرهما من أهم مفاتيح مستقبلنا هنا، وإني أشيد، برئيس البلدية والسادة رؤساء السلطات المحلية المجاورة، بما بذلتم من جهد لإيجاد نسيج من الحياة المشتركة، وإنني شريك لكم في هذه المهمة" .
واختتم رئيس الدولة كلمته وفقًا للبيان: "أيها الأصدقاء، إن التقاليد اليهودية، شأنها شأن التقاليد الإسلامية والبدوية، تبدأ بما أبداه إبراهيم الخليل من حسن الضيافة، ففتح أبواب الخيمة والبيت وفتح أبواب القلب يعتبران دعائم عقيدتنا، ولكن الضيافة لا تنتهي لحظة خروج الضيف من البيت أو الخيمة، بل إنها سواء في التقاليد اليهودية أو البدوية مجرد بداية علاقة هامة يتم بناؤها منذ الآن، وقد أتيت إلى هنا اليوم ضيفا عليكم، متمنيا استمرار أملكم وأملي وإيمانكم وإيماني في إضاءة طريقنا المشتركة، وإني لأشكركم على دعوتكم لي لزيارتكم، ولا أراكم الله مكروها بعزيز".