* لأول مرة: وسائل الاعلام تحتل مكانة المحاكم في دورها بالحفاظ على الديمقراطية
* رئيس الدولة: "على منتخبي الجمهور أن يعلموا أنهم يخدموا الجمهور"
* رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية: "نحن في وضع خطير للغاية"
90% من الإسرائيليين يرون أن إسرائيل موبوءة بالفساد ولا يثق بمؤسسات مركزية في الدولة. هذا ما يتضح من تقرير حول "منسوب الديمقراطية" في إسرائيل الذي يؤكد تراجع المهتمين بالسياسة من بين الإسرائيليين بنسبة 15% إلى 60%. ويتضح كذلك أن 57% من السكان يعتقدون أن الخدمات التي تقوم بها المنظمات والجمعيات المدنية هي أفضل من الخدمات التي تقدمها الدولة.
وكانت نتائح منسوب الديمقراطية الذي قام باعداده مركز "غوطمان" التابع للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، سلمت صباح الثلاثاء لرئيس الدولة شمعون بيرس، حيث يتضح منها أن هناك عدم ثقة بمؤسسات الدولة وشعور قوي بعدم الاهتمام بالسياسة إلى جانب دعوة الدولة بكافة مؤسساتها بأن تلعب دورًا رئيسيًا في الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
واتضح من "منسوب الديموقراطية" أنّ الجمهور الإسرائيلي يهتم بصورة ما بالسياسة، ولكنه لا يثق في الوقت نفسه بالقادة السياسيين. وعلى هذه الخلفية يمكن تفسير تطور مشاعر ضد السياسة والسياسيين والأحزاب، التي تقلص دور المواطنين السياسي وثقتهم بأن المنتخبين يمثلونهم.
وأشارت معطيات منسوب الديمقراطية إلى أن غالبية الجمهور تعتقد أن إسرائيل موبوءة بالفساد، في الوقت الذي خسرت فيه المحكمة العليا المكان الأول من جهة ثقة الجمهور بها لصالح الجيش. وتراجعت ثقة الجمهور بالمحكمة العليا من 62% في العام الماضي إلى 49%، كما تراجعت بشكل واضح ثقة الجمهور بالشرطة من 41% في العام الماضي إلى 33%.
وتبين من معطيات "منسوب الديمقراطية" - الذي شمل استطلاع آراء 1201 شخص من البالغين الناطقين بالعبرية والعربية والروسية من المواطنين الإسرائيليين - أن ثقة الجمهور بالجيش تراجعت بـ3% لتصل إلى 71%، مقابل 49% فقط يثقون بالمحكمة العليا، و47% يثقون برئيس الدولة (مقابل 22% في العام الماضي وهو ارتفاع ملحوظ منذ انتخاب الرئيس الحالي بدل موشيه كاتساف المتهم بالاغتصاب)، و37% يثقون بالإعلام (مقابل 45% في العام الماضي)، و36% يثقون بالمستشار القضائي للحكومة، و33% يثقون بالشرطة، و29% يثقون بالكنيست (مقابل 33% في العام الماضي)، و17% يثقون برئيس الحكومة، و15% يثقون بالأحزاب. وتبين من الاستطلاع أن 90% من الجمهور يعتقدون أن إسرائيل موبوءة بالفساد.
وأفضت المعطيات إلى تراجع اهتمام المواطن العادي بالشؤون السياسية من 73% في العام 2006، إلى 60%، وقال 43% فقط إنهم يتحدثون مع أصدقائهم وعائلاتهم في الشؤون السياسية. كما نصح 73% من الجمهور أصدقاءهم بعدم الانضمام إلى الساحة السياسية، في حين يعتقد 68% من الجمهور أن السياسيين لا يأخذون بعين الاعتبار رأي المواطن في الشارع.
وحسب الاستطلاع فان 36% من المستطلعة آرائهم يرون في وسائل الإعلام أنها تحافظ على الديمقراطية، حيث تراجعت مكانة المحكمة العليا إلى المكان الثاني الذي كانت تحتله على مدار سنوات عدة بنسبة 35%. ووضع 16% من الإسرائيليين الكنيست في المكان الثالث يليه رئيس الحكومة بنسبة 13%.
وقال رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، د. أريك كرمون، إنّه مع هذه النتائج يتضح "أننا في وضع خطير. الإسرائيليون لا يهتمون بالسياسة ويشمئزون من السياسيين ويعبرون عن عدم ثقتهم بمؤسسات أساسية في الدولة، ما قد يشكل خطرًا على مستقبل الديمقراطية في إسرائيل".
وقال رئيس الدولة، شمعون بيرس، معقبًا على نتائج "منسوب الديمقراطية": "على منتخبي الجمهور أن يعلموا أنهم يخدمون المواطنين ولا يخدمون أنفسهم. ممنوع على السياسيين أن ينظروا إلى الربح الشخصي على حساب مصلحة الجمهور".