الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 00:02

في وَصفِ الهامِش: إرادة عَن إرادة بتفرِق/ بقلم: محمد كناعنة

كل العرب
نُشر: 21/02/15 15:47,  حُتلن: 10:19

محمد كناعنة في مقاله:

يَنزَعجونَ منَ النَقدِ يَتألّمونَ من كَشفِ الحقائِقِ يَغضَبونَ حينَ تُواجهُ الحُجة بالحُجة لا يُريدونَ لنا أن نقولَ "لا" هذه الكلمة هي القادرة على تغيير العالم

عِندما تَتَحَرَّر مزارِعنا "الثَورية" من مالِكيها سَيكون بِإمكانِنا أن نقول "لا" وحينَ تُمطِرُ السَماء في صَحراءِ عُقولنا فِكرًا قد نَستَطيع تَصديق الطِفل وتكذيب المَلِك

أن تقولَ "لا" يعني أنَّكَ خارجٌ عن وحدةِ الصَف إذا الصَف رايح ع الكنيست لازم تروح معاه وإذا رايح ع جهنم رافقه وإذا رايح ع البَحر روح اسبح شو صاير عليك حتى لَو كانَ الغَرق مَصيرُكَ

يعتَقدونَ بالنَقدِ حتى النُخاع والديمقراطية تُزيّنُ برامِجَهُم وأمَّا عن أهميَّةِ الجَدَل فَحَدِّث ولا حَرَج وحينَ تقتَرب من مرابِعِهم فَأنتَ خارجٌ عَن النَص نَص الولاية ونَمَطُ القَطيعِ لا يُعقَل أن تَقول بالشيء وضِدَه

إرادة الشعب..عن أي شَعبٍ يدور الحَديث أنتُم لستُم الشَعب نحنُ جزءٌ من شَعب أكثَر من نصفهِ يعيش في الشَتات والمُخيّمات ومُعظَمَهُ يؤيّد الكفاح المُسَلّح ضدَّ الاحتلال وأكثَرُ من 90% منهُ لا يُصَوت للكنيست الصَهيوني،

كيفَ هي إرادةُ شَعب وهل يُختَزل حق العَودة وتقرير المَصير ومشروع التَحرير في برنامج كنيست يكفي أمامَ هذا العُهرِ أن تَقولَ "لا"

"إنَّ الحَضارَة لَن تَتَقَدَّم بِغَيرِ النَقد، وَلا مَناصَ لَها كَي تَتَجَنَّب العَفَن والركود من إعلانِ حُرّية المُناقَشَة"... برنارد شو

يَغضَب البَعض من نقدنا للقائِمة المُشتَركة، لبرنامجها ونهجها الحالي واللاحِق، ولا يسأل أحدٌ كيفَ تحكُم على اللاحق، لأنَّنا "منعرف البير وغطاه"، ويغضَب آخرون لأنَّنا نحاول نقد حالتنا، السياسية والاجتماعية، وليسَ هناكَ أكثَرُ إزعاجًا للمُنافِق من أن تَضَعَ لهُ المرآة أمامَ وجهه ليرى الحقيقة على حقيقتها.
يَنزَعجونَ منَ النَقدِ، يَتألّمونَ من كَشفِ الحقائِقِ، يَغضَبونَ حينَ تُواجهُ الحُجة بالحُجة، لا يُريدونَ لنا أن نقولَ "لا"، هذه الكلمة هي القادرة على تغيير العالم، بل هي من غَيَّرَ العالَم، فحينَ قالَ فيدل كاسترو "لا" لأمريكا والرأسمالية غَيّرَ ما غَيّر، وحينَ قالَت جان دارك "لا" للإستعمار الإنجليزي في فرنسا ألهَبت الفرنسيين وحقَّقت نَصرًا وهي في الثالثة عشر من عمرها وأعدمت حرقًا في التاسعة عشر، وحينَ يقول الطفل للملك العاري بأنَّهُ عاري فعلى الجميع أن ينصُت، لأنَّ المَلك عاري حَقًا ولأنَّ الطفل لا يَكذب، حينَ قالَ إبراهيم عليهِ السلام وهو طفلًا "لا" لِأصنامِكُم وكانت حفلةُ النار على أشُدّها، لَم يَعبَأ وسَخرَ من آلِهَتِهم وأكلها بلحًا، وما أكثَرَ الأصنام التي ما زالَت تُعبَدُ في شَرقنا، فَهل هُناكَ من يَنصُت للطِفلِ في البيت أو الرَوضَة أو المَدرسة في النادي والشارع والمَلعَب، في الحزب والحَركة والثَورة، قَد تَكون هي الثَورة ما نحتاجُ.

عِندما تَتَحَرَّر مزارِعنا "الثَورية" من مالِكيها سَيكون بِإمكانِنا أن نقول "لا"، وحينَ تُمطِرُ السَماء في صَحراءِ عُقولنا فِكرًا قد نَستَطيع تَصديق الطِفل وتكذيب المَلِك، حينَ نتَوقّف عن الرُؤية من جيوبنا ومن تحتِ الأحزِمَةِ بقليل، أو من حساباتنا البَنكيّة، حينَها قَد ينامُ الطفل هادئًا، حينَ تَتَحَرّر أفكارنا من النَمطيّة والتَبعيّة سَنَنّحوا بِسَفينَتِنا صَوبَ برّ الأمان، حينَ تَتَوقّف السُلطة المَحَلّية عن كَونها البَقَرة الحَلوب، وحينَ نَنّتَخِب على قاعدة القُدرات والكفاءات، حينَ نَتَوقَّف عَن اعتبارِ المَدرَسةِ "عزبة" ومكانًا يُفَرّخُ أولياءً "صالحين" من التُبَّع، حينَ لا نَرى في الفاسدِ مُصلحًا اجتماعيًا وندعوهُ إلى مُقدّمة الصُفوف، حين لا يَعود الحزبُ السياسي شَركة تنتَقل أسهُمها بالوراثة، و"جبر جبور من بطن إمه للقبور".

أن تقولَ "لا" يعني أنَّكَ خارجٌ عن وحدةِ الصَف، إذا الصَف رايح ع الكنيست لازم تروح معاه، وإذا رايح ع جهنم رافقه، وإذا رايح ع البَحر روح اسبح شو صاير عليك، حتى لَو كانَ الغَرق مَصيرُكَ، لف ضميرك بوصلِ بنزين وروح، أو بوعد الجنة أو بِلَجنَة من اللجان، مش مهم داخلية خارجية تعليم، الكَذِب والنِفاق، الطائِفية والعائلية يتَشَبَّعُها الأبناء في أحزابهم وبيوتهم ومدارسهم ونَواديهم "الثَقافية"(ومن يُشَكّك بهذا الكلام فليدخُل إلى الفيس بوك، إنَّهُ وَجهُ كتابنا، وَيَصِحُ فينا القَول: "إنَّ سيماهم في فيس بوكاتهم"، نقرأُ عن حالنا وحالتنا، ومن يُريد فعلا البَحث أستطيع تزويدهِ مَثلاً بأسماء "الثَوريين" مُنَظّري العائلية والطائفية).
طَبعًا وَعد عن وَعد بيفرق،مثلاً وَعد بلفور المَشئوم، والجميع بقول عنه مَشئوم، (إرادة الشَعب في المُشتَركة كلها بتعترف بنتائج الوَعد وبتقول عنه مشئوم ) ولما بتسألهُم عن حق تقرير المَصير لليهود في فلسطين بيقولوا "لا" إحنا ما منحكي هيك، ولما مِنطَلِّع البرنامج والتصريحات في الكنيست والمحكمة العليا ولجنة الانتخابات ما بكون في جواب، هاد كلام قديم، مقابلة طويلة في هآرتس، وهيك نَصِل إلى وَعد إبليس بالجنة!.

يعتَقدونَ بالنَقدِ حتى النُخاع، والديمقراطية تُزيّنُ برامِجَهُم، وأمَّا عن أهميَّةِ الجَدَل فَحَدِّث ولا حَرَج، وحينَ تقتَرب من مرابِعِهم فَأنتَ خارجٌ عَن النَص، نَص الولاية ونَمَطُ القَطيعِ، لا يُعقَل أن تَقول بالشيء وضِدَه، وليسَ ثَوريًا أن تُوجِّهَ الملاحظة لِصاحبِ الرأي، دكتورًا طبيبًا أستاذًا مُديرًا مُفكرًا، وخاصّة إذا كانَ جبانًا، وكَم بالحَري إذا كانَ قَد مَرَّ يَومًا ما في قلبِ مَعمَعَةٍ وطنية، أو في عاصفِةِ الثَورة على مقاعِدِ دراسَتهِ الجامعية، أو أنَّهُ أمضى في السجنِ شهرًا يَومًا سنةَ أو عقدًا وأكثَر، من العارِ أن تسأل، ومن المُخجِلِ أن تُشَكِّك، ومنَ الخيانةِ بِمكان أن لا تُوافِق مع أي فكرة تأتي من عليائهم، الوَيلُ للمارقين المُتطاولين على حلقَةِ الذِكرِ، والأنكى أنَّكَ لَن تَسلَم منهُم ومن ألسَنَتِهِم وسلاطَتها، وإن قَبلتَ بما قالوا، مُكرهًا أخاكَ لا بَطَل، فَأنتَ البَطَل، وفي الغَمز والّلمزِ أنتَ غير فَهيم ولا تُدركُ الحقيقة إلاَّ مُتأخِرًا...

"إرادةُ شَعب"...
عن أي شَعبٍ يدور الحَديث، أنتُم لستُم الشَعب، نحنُ جزءٌ من شَعب أكثَر من نصفهِ يعيش في الشَتات والمُخيّمات ومُعظَمَهُ يؤيّد الكفاح المُسَلّح ضدَّ الاحتلال وأكثَرُ من 90% منهُ لا يُصَوت للكنيست الصَهيوني، شَعب وطَنهُ رازِخ تحتَ الاحتلال، من ألفِهِ إلى يائهِ، فَكيفَ هي إرادةُ شَعب، وهل يُختَزل حق العَودة وتقرير المَصير ومشروع التَحرير في برنامج كنيست.
يكفي أمامَ هذا العُهرِ أن تَقولَ "لا"..

*محمد كناعنة أبو أسعَد / فلسطين - عضو الأمانة العامة لحركة أبناء البلد

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.78
GBP
328224.09
BTC
0.52
CNY
.