صُلب القائمة المشتركة/ العاملة الاجتماعية سماح سلايمة إغبارية

كل العرب
نُشر: 01/01 21:57,  حُتلن: 21:40

سماح سلايمة إغبارية في مقالها:

لا أدعيّ أن "القائمة المشتركة إنجاز تاريخي ومفصلي في مسيرة نضال شعبنا"

إن نزل عودة وزحالقة الى شوارع الناصرة معًا تهافتت التعليقات الفيسبوكية عن المشاركة الزائفة بينهما والتمثيل

أخشى مثل كل مواطنة ومواطن عربي أن يتفرق أعضائها عند أول مفرق في مسيرتهم البرلمانية هذا وأرد فعلا وكلنا نعلم ظروف ولادة القائمة 

نعلم جميعا أن القائمة المشتركة ليست حزب واحد متكامل وواضح وحتى الأحزاب تحتمل الاختلاف والنقاش الداخلي فكم بالحال قائمة تطوي أربع أحزاب ببن طياتها

انا شخصيا أرى نقاش الحركة الإسلامية مع زميلتي النسوية عايدة توما خطوة عظيمة ومتحضرة جدًا تدخل الخطاب النسوي الى فضاءات جديدة وتغير فيه الكثير

لقد أدمنت آذاننا الصراخ والحدة في الكلام وتهافت أعضاء الكنيست على بعضهم سنوات تارة بالصراخ وتارة بالسباب والكلمات البذيئة ولا ينقصنا هذا النوع من الخطاب في الحيز العام وليس فقط بالكنيست

أرى أن الادعاء أن أيمن عودة كان ضعيفًا أمام منافسيه ما هو إلا تذويتنا للعنف وترجمة أدمغتنا المبرمجة أن الصراخ والإطاحة بكرامة خصومنا أرضا هي ألقوه والنصر

بعد المناظرة الجماعية التي إمتدت ساعة ونصف على شاشة القناة الثانية، سارع البعض بتقييم أداء رئيس القائمة بالضعيف والبعض وصف كلامه بائس ومخجل، وهناك بعض الهائمين بين صفحات الفيسبوك يطلقون العنان لوصف وانتقاد كل خطوة او صورة او حركة للقائمة المشتركة، فإن نزل عودة وزحالقة الى شوارع الناصرة معا تهافتت التعليقات الفيسبوكية عن المشاركة الزائفة بينهما والتمثيل. وان تحدث عودة بروح خطاب المواطنة اتهم بالتذلل والضعف، وإذا تصور المرشحين معا يهتفون للقائمة يلاقون وابل التعليقات المستهترة بالمرصاد.

لا ادعيّ أن "القائمة المشتركة إنجاز تاريخي ومفصلي في مسيرة نضال شعبنا"، ولست من مشجعي الكلام الموزون والمنمق المقتبس من خطابات الزعماء العرب عبر التاريخ. ولكني أدعوكم لقياس الأمور بترو وتمعن قبل ان تجعلوا القائمة المشتركة محل سخرية ومزاودة وطنيه تعج بها صفحاتكم لا أفعالكم.

 أولاً، انا أتفهم وأتقبل الحذر الشديد في إعطاء القائمة فرصة، وأخشى مثل كل مواطنة ومواطن عربي أن يتفرق أعضائها عند أول مفرق في مسيرتهم البرلمانية، هذا وارد فعلا، وكلنا نعلم ظروف ولادة القائمة ولا حاجة لخوض الموضوع حاليا، لقد خاب أملنا مرة تلو المرة من أداء ممثلي الأحزاب العربية في الكنيست ، رغم وعيينا الكامل أن حجمهم وتأثيرهم في الحلبة السياسية محدود ومهاجم أصلا وغير متعلق بهم، ولم يعجبنا تشرذمهم وفرقتهم ولطالما طالبناهم بالتوحيد الصف، ولكني أتساءل الان وقد تغيرت ملامح ألصوره ولو بقليل، الا يستحقون إعادة الثقة بهم؟ ألا تستدعي تحديات الساعة غض النظر عن الماضي او عالاقل إعطائه إجازة ذهنية لفترة الاختبار المقبلة؟ وان اخطئوا يحاسبوا لاحقا، لماذا نتلذذ بسلخ ذاتنا ولا نسمح لأنفسنا بتصديق اي خطوة ايجابية مهما كانت متواضعة؟.

ثانيًا، نحن من دعوناهم للتوحد والتغيير، وضغط الشارع والمثقفين والأكاديميين ورؤساء السلطات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني والبعيد قبل القريب من الحياة السياسية نادوا بالوحدة المنشودة. وشدت أعصابنا المفاوضات والاتفاقات والتسريبات، فحدث ما حدث وارتفع الدخان الأبيض من غرفة العمليات. حصلنا على تركيبة قائمة قديمة جديدة، منوعة مثقفة، متعددة المناطق ووجهات النظر ومحاسنها أكثر من مناقبها بكثير، كنت أتمنى تمثيل نسوي اكبر وتنحي برلمانيين قدامى وغير ذالك من مطالب ارتأيتها منطقية وعادلة، ولكني أستطيع تقبل القائمة الحالية حاليا واعول على الوجوه الجديدة وحكمة الخبراء. فلماذا عندما استجابت الأحزاب لمطلب الشارع المزعوم تلقى في انتظارها الشارع المحموم ؟
لماذا حيز الإطراء والتشجيع في مجتمعنا ضيق لهذا الحد ؟.

ثالثًا، نعلم جميعا ان القائمة المشتركة ليست حزب واحد متكامل وواضح وحتى الأحزاب تحتمل الاختلاف والنقاش الداخلي فكم بالحال قائمة تطوي أربع أحزاب ببن طياتها؟، انا شخصيا أرى نقاش الحركة الإسلامية مع زميلتي النسوية عايدة توما خطوة عظيمة ومتحضرة جداً تدخل الخطاب النسوي الى فضاءات جديدة وتغير فيه الكثير، واعتقد ان اللقاء بين ايمن عوده واحمد طيبي وجمال زحالقه وغنايم ومستوى التعاطي مع الأمور وقيادة الحملة الانتخابية مثال جيد للشباب والشابات ،ويقرب حلم الحوار الوطني البناء من وعي كل مشارك بالعملية الانتخابية.

فلا يهم ما تكون النتيجة النهائية فقد حصلنا على جواب السؤال ،هل ممكن ان تتحد الأحزاب العربية او تتفق يوما؟، الجواب نعم وأكيد. هل من الممكن ان نطور ونفتح الحيز الحزبي للجميع واغلبنا غير منتمي حزبيا ؟ فالجواب نعم ، لست بحاجه اليوم للتماهي والانخراط المطلق بأي حزب ليكون لي مكان، فانا مع القائمة المشتركة، لست ملك احد ولا يتملكني حزب، مؤمنة ومقتنعة بقيم مختلفة ولا تتعارض مع بعضها وتعجبني من التجمع والجبهة والعربية للتغير وحتى الإسلامية، وهذا بإعتقادي ما يرغب به معظم اللاحزبيين ونحن الأغلبية في مجتمعنا. فهل هناك مجال لفتح قنوات النقاش على مصراعيها؟ لكي نثري بعضنا بعضا، ونتعلم من بعضنا وقد نغير أيضاً ولو قليلا ثقافة حوارنا؟ فلا نقرأ تعليقات جارحة ومخونه للمرشحين مبنية على لا شيء!.

رابعًا، أريد ان أتوجه ل كل من يقاطع الانتخابات ويدعو لعدم خوض المعركة الانتخابية كلها ، وأنا أتقبل رأي المقاطعين مبدئيا. اللذين يرفضون التعامل مع الدولة ومؤسساتها وينادون بتغيير نظام الحكم العنصري وغير ذالك، ولكني لا افهم لماذا اتحد هؤلاء مع بقايا الناشطين الحزبيين اللذين لم يدمجوا بالقائمة المشتركة وأصبحوا ينادون بالمقاطعة ويوجهون كل سخطهم وغضبهم نحو القائمة المشتركة ، فإذا أردتم "المقاطعة" فعلا فناقشونا الى ابعد من القائمة المشتركة ، ولا يعقل ان تأخذوا المرشحين الـ120 وتشرحوهم ماضيا ًحاضرا ومستقبلا لتثبتوا لنا ان القائمة زائفة، فمن يكتب مقالا مفسرا لماذا المرشح 54 بالقائمة غير مؤهل للترشيح لا يدعي لمقالته لمبادئ ولا يقنع أحدا سوى نفسه، وهذا مسيء للكاتب وتبرز بين كلماته نوايا معرضه وغير نظيفة.

خامسًا، وأخيرا لكل المنتقدين المبدعين بالسخرية والإساءة وبالذات المتحاملين على أيمن عوده وأداءه ، وأنا مثل معظمكم لا اعرفه شخصيا ، ولكني راضيه حتى الآن عن الأسلوب المختلف في الطرح والنقاش، وواثقة ان للحديث بقية وأن الرجل سيتطور ويتعلم ما دامت قناعاته وطريقه واضحة, أليس هذا ما نقوله لكل مبتدأ نرغب ونؤمن بنجاحه؟.

لقد أدمنت آذاننا الصراخ والحدة في الكلام، تهافت أعضاء الكنيست على بعضهم سنوات، تارة بالصراخ وتارة بالسباب والكلمات البذيئة، ولا ينقصنا هذا النوع من الخطاب في الحيز العام، وليس فقط بالكنيست، فأشعر بالأسى نحو مجتمع لا يتقبل التحاور والإقناع بالحجة والتخاطب الراقي حتى لو كان ضد خصوم سياسيين أمام المشاهدين؟ كيف نطالب بمحاربة العنف المستشري فينا ولا نحتمل أن يكون احد مرشحينا هادئا ًواثقا بنفسه يتحدث برقي ووضوح ولا ينفعل من تهجم فاشي من فم ليبرمان. وأرى أن الادعاء أن أيمن عودة كان ضعيفا أمام منافسيه ما هو إلا تذويتنا للعنف وترجمة أدمغتنا المبرمجة ان الصراخ والإطاحة بكرامة خصومنا أرضا هي ألقوه والنصر. فليبرمان أطاح وقزَم حجمه بنفسه بالمحصلة، ولو وقف إمامه زحالقه او طيبي لكانت النتيجة مواجهه معروفة وقديمة من أروقة الكنيست الماضية وهذا ما صدم ليبرمان نفسه بالمواجهة . بالنهاية تمتلك القائمة هذا السلاح وذاك، صوت واحد بأسلوبين. وآن الأوان ان نضع نحن قوانين اللعبة ولا ننجر خلف موجة العنف والعنصرية ونركبها فنغرق فيها ونختفي.
في النهاية النقد مطلوب وواجب ولا انادي بالانجرار كالقطيع خلف القائمة ولكن أدعو كل ناقد أن يبرر ويحلل ويساعد في بلورة الخطاب الجماعي بطريقه حضارية وبنائه، لم نعتاد عليها ولم نمارسها من قبل وهذه فرصة لنا جميعا ولن نخسر شيئا اذا جربنا.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
3.86
EUR
4.64
GBP
364031.50
BTC
0.51
CNY